صدر حديثا عن مكتبة الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم، دار أهل البيت عليهم السلام كتاب (اضواء من الثورة الحسينية) وهو من تأليف سماحة العلامة الشيخ عبدالله الصالح.
ويحمل الكتاب دروسا من الثورة الحسينية في كربلاء، ومما جاء فيه ان من حكمة رب العزة والجلال أن جعل الإنسان مدنياً بالطبع، أي أنه لا يستطيع الإستغناء عن غيره، ولا يستطيع العيش لوحده، متسائلا عن سبب ذلكن ومجيبا بالقول، لأن الله عز وجل قد جعل لكل إنسان في هذه الحياة دوراً معيناً يجب أن يقوم به هو لا غيره.
ومما جاء في الكتاب ايضا ان الإسلام يحث على المسؤولية ويدعو الناس لتحملها، لأن عاقبة ترك المسؤولية تدمير المجتمع، لافتا الى ان الأسرة تضيع عندما يتخلى أفرادها عن مسؤولياتهم فيها، والمنزل قائم على مشاركة الزوج والزوجة والأبناء في أعماله واحتياجاته وإلا يتدمر.
ويضيف سماحة الشيخ عبد الله الصالح في كتابه ان المجتمع يتحطم عندما يتخلى أفراده عن مسؤولياتهم فيه، والوطن قائم على هذه المعادلة، والحسينيات قائمة على هذه المعادلة.
ويقول سماحته في كتابه نحن أول درس نتعلمه في عاشوراء الحسين عليه السلام هو فكرة تحمل المسؤولية، وهي الفكرة الأولى التي زرعها الإمام الحسين عليه السلام في روح الأمة، فهناك الكثير ممن جاء إلى الإمام الحسين وأوصاه بأن لا يحمل معه عياله وأهل بيته إذا كان متأكدا من أنه سيقتل في سبيل الله، ولكنه كان يريد أن يعلمنا درس المسؤوليةن مضيفا ان كل واحد منا يجب أن يتحمل قدرا منها، وفعلا فقد حمل الجميع ، وهذه الرسالة في يوم عاشوراء.
وبين سماحته في كتابه ان رسالة تحمل المسؤولية اعتبارا من حبيب بن مظاهر ذلك الرجل الذي احدودب ظهره بسبب شیخوخته، وانتهاءاً بالطفل الرضيع، وهذه هي فكرة المسؤولية التي يجب أن نبينها للناس عبر المنابر والمجالس.
ويوضح إن الأوضاع المتردية التي نجدها في أمتنا، والفساد العريض، والتشتت والإختلاف، كل ذلك رهين بالمسؤولية التي لا بد أن نتحملها، فالعلماء بعلمهم، والخطباء بألسنتهم، والكتاب بأقلامهم، والتجار بأموالهم، وكل حسب قدرته وطاقته، فبما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الفرائض الدينية، فالجميع يجب أن يتحمل مسؤولياته.