{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}
صبرا اهلنا في لبنان فإن النصر قريب، فالعقاب الصارم ونزول المصائب على الكافرين بات وشيكا، وان غدا لناظره لقريب.
مصائب الكافرين
هذا النوع من المصائب يعتبر في نظر القرآن الكريم عقاباً على كفر الناس وفسادهم وانحرافهم كالطوفان الذي أخذ قوم نوح، والتيه الذي وقع فيه بنو إسرائيل عندما اتخذوا العجل إلها، أو العذاب الذي أصاب قوم إبراهيم ولوط، وكذلك عذاب عاد وثمود وقارون وفرعون وهامان وغيرهم يقول تعالى : {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ، فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. (سورة العنكبوت، الآية: ٤٠)، وجزاء الله ــ سبحانه وتعالى ــ وعقابه قد يكون عاجلاً وقد يكون آجلاً، وجعل لكل أمة موعداً يقول تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْتَهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا}. (سورة الكهف الآية: ٥٩). والله ــ تعالى ــ يستدرجهم ويمهلهم ليزدادوا إثماً حيث يقول تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}. (سورة آل عمران)
في خضم الصراع الأبدي بين النور الإلهي المتمثل بنور العقل والأنبياء والعلماء، وبين خداع الشيطان ومحاولة الطغاة لتغييب و الأنبياء ودورهم، وقتل الأولياء، في هذا الخضم جاءت ثورة الإمام الحسين، عليه السلام، كحركة تصحيحية كبرى ومكملة ومتممة لحركة الأنبياء جميعاً، لتكون میزانا بين الحق والباطل وبين علماء الله ووعاظ السلاطين وهي نهضة قيام ومسيرة وملحمة.
إن رهانك على قتل القادة غيلة و تفجير أجهزة الاتصال البيجر عن بعد لا يميت القضية، واستشهاد قائد لا يفت بعضد المقاومة، لانها متجذرة ومغروسة من صبيحة كربلاء
إن الإمام الحسين، عليه السلام، ختم الصراع بين الحق والباطل لمصلحة الحق بخاتم النصر، والفتح المبين، وكانت شهادته ميعاداً للأنبياء وموعداً لهم مع النصر الأبدي المؤزر، وقد انضم للنصر الحسيني كل المجاهدين عبر التاريخ، فحاربوا الطغاة وقمعوهم، وأسكتوهم وأنزلوهم عن عروشهم، فاصبح سيد الشهداء ثار الله والحبل المتصل بكل السنن الإلهية وبملكوت السماوات والأرض.
وإن العلماء الربانيين الذين أتقنوا الدرس جيدا وصاروا مصابيحَ للأمة الإسلامية؛ لم يحملوا ولن يحملوا سوى راية الثورة الحسينية، لأنها مصدر طاقتهم ووقودهم ليكونوا فداءً لدين الله، ولولا تضحيات هؤلاء العلماء لما قامت للمسلمين قائمة ولكان طواغيت الزمان يحرمون الناس من الهواء الذي يتنفسونه فكان علمهم وتضحيتهم وشهادتهم هي التي فضحت الطواغيت والشياطين.
وفي مقابل ذلك فضحت حركة أبي الأحرار، عليه السلام، علماءَ السوء الذين تعدّدت أنواعهم، فمنهم من كان يتخفى وراء الصلاة في مسجد الرسول، صلى الله عليه وآله، ويدعي أرجحيتها على الالتحاق بركب الحسين، عليه السلام، وهناك صنّف آخر من علماء السوء يتذرع بأسلوب الإصلاح الداخلي فيقول : نذهب مع السلاطين لكي نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؛ كشريح القاضي الذي أفتى بقتل ابن رسول الله وأهل بيته وأصحابه، ويقول النبي، صلى الله عليه وآله: “إذا رايتم العلماء على أبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك”.
وقد فضح سيد الشهداء نوعا آخر من العلماء الذين ارتأوا الاعتزال السلبي عاملَ خلاصٍ من المحنة والابتلاء الإلهي فأقنعوا الناس بمقولة (ما لنا والدخول بين السلاطين).
ولذا علمت حركة الإمام الحسين، عليه السلام، الناس بأن لا يتركوا قادتهم وعلماءهم في ساعة العسرة، وثورته قد كشفت للتاريخ والأجيال حقيقة الخطوط ورجالاتها، فكان حرياً بالمؤمنين عبر العصور أن يستضيئوا بمصباح الحسين لأنه مصباح الهدى وسفينة النجاة
فهل وعت أمة المليار مسلم ما تفعله هذه الدولة اللقيطة
ام عندما تأتي ساعة الندم تردد مقولة: لقد أكلت يوم اكل الثور الأبيض!
هل عاد شريح القاضي بفتاوية التي تحول الحق باطلا والباطل حقا مطلقا؟
لماذا لم نسمع من علماء وكان ضجيجهم يصل إلى عناء السماء؟
وهم يرون ارض لبنان وشجرة الأرز تحترق!
اين نخوة العربي؟ اين وامعتصماه؟
إن الإمام الحسين، عليه السلام، ختم الصراع بين الحق والباطل لمصلحة الحق بخاتم النصر، والفتح المبين، وكانت شهادته ميعاداً للأنبياء وموعداً لهم مع النصر الأبدي المؤزر
هل بُحت أصواتهم ام أن ساحة الميدان كشفت كل الأقنعة؟ هل تخافون الموت الذي لابد منه ونحن لا نطلب منكم الا السكوت
فاولاد الكرار غير الفرار على مقابض أسلحتهم، اسود في النهار، رهبان في لليل، إن الوقوف مع المسلم في شدة العسر والضيق جيدة على أرض الواقع، وشعب العراق المبارك مد يد العون للشعب اللبناني، ويقدم الغالي لهم من مسكن ومرونة، وهنا نقول للعدو الغاصب أن رهانك على قتل القادة غيلة و تفجير أجهزة الاتصال البيجر عن بعد لا يميت القضية، واستشهاد قائد لا يفت بعضد المقاومة، لانها متجذرة ومغروسة من صبيحة كربلاء، فمن بارز الحسين قد هلك وندثر، ودونكم التاريخ فاسألوه إن كنتم اصلا تنظرون في سيرة التاريخ، والنصر قريب.