الانسان هو من يضع لنفسه مكانة في محيطه الاجتماعي ومن لم يضع لنفسه قيمةً ومكانةً عليه ان يتقبل المنزلة التي يضعه الآخرين فيها، فمن غير السليم ان لا يعتد الانسان بنفسه ولا يتحرم قدارته وامكانانه وتخصصه الدراسي، وعمله ومكانته في العائلة والى غير ذلك من الجوانب التي تميّز كل انسان عمن سواه من الناس، فالواجب هو معرفة الانسان لذاته ومحاولة تطويرها والافادة منها.
لماذا تحترم ذاتك؟
يعمل احترام الانسان لذاته على رفعها وتحصينها وتطويرها المستمر حتى نقطة النهاية، (نهاية حياة الانسان) وهذا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بممتلكاته الفكرية والشخصية، ولا اعني الممتلكات المادية التي لا تساوي شيئا في حياة الانسان مهما كبرت او صغرت، ان لم تكن ممتلكاته المعنوية كبيرة ومحترمة وذات قيمة.
ومن فوائد احترام الانسان لذاته هو زيادة الرفاهية النفسية عبر الثقة بالنفس والنظرة الايجابية للحياة وهو ما يجعله يعيش حياةً أكثرَ سعادةٍ ممكنة، وبالتالي يتمتع الانسان بمستوى عالٍ من الصحة النفسية التي لا تقل اهميةً عن الصحة الجسمانية، وربما تفوقها سيما مع كونها هي المتسبب في شفاء الامراض والعلل الجسمانية او العكس.
من السلوكيات الواجبة على الانسان الذي يريد ان يحفظ لذاته احترامها وهيبتها هي معرفته لنفسه، ومعرفة قدراته وامكاناته معرفةً واقعيةً بعيداً عن الغرور والعجب
وعبر احترام الذات يمكن للانسان ان يبني حوله شبكةً علاقات اجتماعية مفيدة ومثمرة، تنطلق من قاعدة تقبّل الاخرين والعمل على التكامل معهم، وليس التقليل منهم والتعالي عليهم، إذ ان ما نشده اليوم من صور التكبر والتعالي الانساني ما هي الى نتائج منطقية لعدم احترام الانسان لنفسه.
بماذا يتأثر احترام الذات؟
يمكن أن يتأثر تقدير الذات بالعديد من العوامل مثل التجارب السابقة للانسان والطفولة والمحددات العائلية في التربية؛ فالتربية الوالدية وكما هو معلوم للجميع انها المحطة الاولى التي يشحن منها الانسان طاقته النفسية والذاتية، وتأتي بعدها المحطات الاخرى التي تعد اقلَ تأثيراً منها، علاوة على القيم الشخصية التي ينميها عبر المحيط الاجتماعي الذي ينتمي اليه.
كيف يزيد الانسان من احترامه لذاته؟
عبر عدة سلوكيات منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي يمكن للانسان ان يزيد من احترامه لذاته، او يحافظ على احترامها على اقل تقدير، وهذه السلوكيات سنذكرها على وجه الاختصار كالآتي:
1-اول السلوكيات الواجبة على الانسان الذي يريد ان يحفظ لذاته احترامها وهيبتها هي معرفته لنفسه، ومعرفة قدراته وامكاناته معرفةً واقعيةً بعيداً عن الغرور والعجب الذي يمنحه صورةً مشوهةً عن ذاته، ومن ثم تبعده عن طريق الانسانية الذي وضع قدمه عليه قبل ان تزل بفعل وسواس الشياطين ومغرياته اعاذنا الله واياكم منها.
2- بعد ان يعرف الانسان نفسه لابد له من ان يحدّد اهدافَ حياته ويعمل على انجازها بالطرق الشرعية السليمة، بعيداً عن الطرق الشهوانية المغلفة بدوافع الشيطنة تحت سطوة قانون الغاب الذي يحكم الكثير من الناس والاماكن الآن للاسف، فكلما كان الهدف نبيلاً وانسانياً كلما سهل الله تحقيقه، ومنح صاحبه رضى عن نفسه ورضى الاخرين عنه، وهذا مهم جداً للانسان وهو ما يدفعه للعمل عليه.
من فوائد احترام الانسان لذاته هو زيادة الرفاهية النفسية عبر الثقة بالنفس والنظرة الايجابية للحياة وهو ما يجعله يعيش حياةً أكثرَ سعادةٍ ممكنة
3- في طريق تحقيق احترام الذات ينبغي للانسان ان يعتني بذاته المعنوية والجسمانية عبر اتباع الطرق الصحية التي عبرها يحافظ الانسان على هاتين الصحتين، وهذه العناية بالذات تجعل الانسان معافى نفسياً وجسمانياً، وبالتالي يعمل من اجل خدمة نفسه ومجتمعه، والعكس هو الذي يحصل فلو فقد الانسان احدى هاتين النعمتين لبقي يعيش عقدة النقص مما ينعكس على جميع او اغلب سلوكياته.
4- وعلى الانسان الذي يريد ان يحترم ذاته ان يتقبلها كما هي بنواقصها وايجابيتها والعمل على اصلاح العيوب فلا يوجد انسان مثالي وارتكاب الأخطاء جزء من كونه إنساناً، ومعرفة الانسان لهذه الحقيقية وايمانه بها والعمل بموجبها سيجعل منه متزناً نفسياً مما يعني انه محترم لذات وللآخرين من حوله في المحيط الاجتماعي وهذا الذي يبحث عن الجميع في هذه الحياة.