الهدى – متابعات ..
أكد مستشارون وباحثون في الشأن السياسي، أن مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي في توقيت حساس إقليمياً ودولياً، حيث يُطرح العراق كقوة محورية صاعدة.
وتناقش الزيارة ملفات مهمة تتعلق بتعزيز العلاقات الاستراتيجية، كما تسلط الضوء على رؤية العراق نحو تعزيز الاستثمار في قطاعات متعددة، وبناء شراكات دولية تسهم في دفع عجلة التنمية والاستقرار الإقليمي.
ويقول مستشار رئيس الوزراء فادي الشمري، إنه “في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، يأتي خطاب رئيس الوزراء في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليؤكد على الدور المحوري للعراق كقوة فاعلة صاعدة بالمنطقة وصوت متوازن في الساحة الدولية”.
وأضاف أن “هذه الزيارة المهمة إلى نيويورك تحمل في طياتها رسائل متعددة حول رؤية العراق لمستقبل أفضل قائم على الاستقرار والتنمية والتعاون الدولي”، منوها بأن “العراق سيناقش عدداً من الملفات المحورية تخص أطر العلاقة الاستراتيجية وتعزيزها بين بغداد وواشنطن وإنهاء مهمة التحالف الدولي وكذلك ملف “يونامي” واستكمال إجراءات إنهاء عملها في العراق، فضلاً عن اللقاء بقادة العالم والمنطقة وملفات دولية أخرى ستكون حاضرة على طاولة التفاوض والتفاهم”.
وأشار الى أن “الملفات الحيوية التي ستمثل محاور أساسية للعراق والتي ستطرح وتناقش على أصعدة دولية مختلفة تخص ملفات تعزز الاستقرار والتنمية، منها دور العراق في السياسة الدولية وموقف العراق الثابت من ضرورة إنهاء حرب الإبادة الصهيونية على غزة ووقف معاناة الشعب الفلسطيني وإيقاف آلة القتل الصهيوني وكذلك الاعتداءات الصهيونية المشينة الأخيرة على لبنان والتي تمثل أقصى أنواع الإجرام والقتل الجماعي والذي بدوره أيضاً يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة ويأخذها الى مساحات خطيرة”.
وأردف الشمري، أن “الحكومة العراقية تؤمن بأن الاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا من خلال احترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي، ويطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم ضد الكيان المحتل”.
واستطرد، أن “رئيس الوزراء سيؤكد على أهمية الاستثمار في العراق، والفرص الكبيرة المتاحة في قطاعات متعددة مثل الطاقة، والتكنولوجيا والمياه والزراعة، والبنى التحتية”، مبينا أن “هذه الزيارة تشكل فرصة مهمة لجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث يتم التركيز على تقديم العراق كبيئة واعدة للاستثمار بما يملكه من موارد طبيعية وبشرية هائلة، وإصلاحات حكومية تهدف إلى تسهيل الإجراءات وتعزيز الشفافية”.
وأكد الشمري، أن “العراق يعد من الدول الأكثر تأثراً بتغير المناخ، وبالتالي فإن المشاركة في هذا النقاش الدولي تعد خطوة ضرورية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة”، معربا عن “أمله بأن تسهم هذه الاجتماعات في تعزيز الشراكات الدولية واستقطاب الدعم اللازم لمواجهة التحديات البيئية التي تواجه البلاد”.
وأشار، الى أن “زيارة رئيس الوزراء إلى نيويورك تشكل محطة مهمة لتعزيز حضور العراق في المحافل الدولية، والتأكيد على التزامه بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة”.
من جانبها ترى النائب رقية النوري، أن “رئيس الوزراء دائما ما يقدم الملفات التي تصب في صالح الوطن وبجميع المجالات، وزيارته الحالية الى نيويورك والمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 79 لعام 2024 ستسهم في طرح قضايا مهمة مع قادة الدول والرؤساء وأمور تعنى بتعزيز التعاون ومواجهة التحديات وتأكيد الالتزامات”.
وأوضحت أن “هذه الزيارة ستحقق نتائج جيدة وملموسة خاصة وأن توقيت الزيارة في ظل الأزمات الحالية التي تحيط بالمنطقة، إذ إن جميع دول العالم تؤمن بدور العراق المحوري وبأنه عامل سلام وتنمية وطاقة، ومشاركة العراق بمثابة إيصال صوت العراق لكل العالم وبيان موقفه من القضايا المهمة التي تمر بها المنطقة”.
ولفتت، الى أن “رئيس الوزراء سيعقد خلال الزيارة اجتماعات مختلفة مع الكثير من المسؤولين من دول مختلفة، وسيكون هناك بحث للملفات الاقتصادية والاستثمارية”.
في سياق متصل، يقول النائب طالب اليساري، أن “هذه الزيارة فرصة لعرض نشاط الحكومة وفعلها السياسي الدبلوماسي وما أدت له من نجاح على المستوى الاقتصادي”، مبينا أن “العراق بحاجة الى ثقة الأطراف الدولية بإجراءات الحكومة وستكون هذه فرصة لعرض النتاجات والأعمال والنجاحات المتحققة”.
فيما يضيف الباحث والدبلوماسي في الشأن السياسي سعدون الساعدي، بأن “اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل فرصة كبيرة لالتقاء كبار الشخصيات من 193 دولة وكل دولة تحتفظ بحقها بالإدلاء بكلامها بدون قيد أو شرط، ومن هذا المنطلق سيلقي رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني كلمة العراق وهي قمة دأبت عليها الأمم المتحدة قبل سنوات لمناقشة التحديات التي العالم”.
وأضاف أن “هذه فرصة تاريخية للحكومة العراقية ممثلة برئيس الوزراء ووزير الخارجية لتوضيح رؤية العراق المستقبلية وكذلك حجم التحديات، كون العراق طرفاً فاعلاً في المجتمع الدولي وكذلك بيان أهمية بغداد كمركز دبلوماسي مهم”.
وأشار الى أن “العراق كان سبباً في عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، فضلاً عن تقارب العلاقات ما بين مصر وتركيا”، لافتا الى أن “بغداد أصبحت مركزاً لمناقشة قضايا المنطقة وبالتالي هذه نقطة تحول كبيرة”.
في غضون ذلك ذكر المحلل السياسي، حمزة مصطفى، أن “زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة مهمة لعدة أسباب منها التجمع العالمي السنوي المتمثل بالقادة ورؤساء الدول والوزارات إضافة إلى الزعماء العالميين والمنظمات الدولية وبالتالي طرح العديد من القضايا العالمية والإقليمية”.
واستدرك أن “توقيت الزيارة جاء في ظل الأوضاع الحالية في المنطقة التي تتطلب اتخاذ موقف دولي حازم حيالها، فضلا عن أهمية مشاركة العراق في قمة المستقبل، والتي تعنى بقضايا أساسية تعاني منها البشرية مثل المناخ والتحولات المختلفة”.
وتابع انه “انطلاقاً من رؤية رئيس الوزراء (الدبلوماسية المنتجة) يأتي دور العراق المهم في هذه المشاركة، كونه دولة مهمة وفاعلة في المنطقة والعالم وله رؤيته وتصوراته عن كل هذه الملفات المتعلقة بالمنطقة والعالم”.