الأخبار

صحيفة افغانية تسلّط الضوء على قضية معاداة المسلمين الشيعة في افغانستان

الهدى – متابعات ..

نشرت صحيفة “هشت صبح Husht Subh ” اليومية الأفغانية المستقلة، مقالاً افتتاحياً سلّطت من خلاله الضوء، على قضية معاداة المسلمين الشيعة في بلادها من قبل الجماعات المتطرفة في ضوء ما وصفتها بـ “مذبحة زوّار الأربعين” الأخيرة على الحدود بين ولايتيّ “غور” و”دايكندي”، والتي أعلن تنظيم داعش الإرهـابي، مسؤوليته الكاملة عنها.
وقالت الصحيفة في مقال لها، إن “هذه الحادثة قد وقعت تحت حكم طالـبان، وهي الحركة التي أثبتت مراراً وتكراراً أنها لا تقلّ معاداةً للشيعة عن تنظيم داعش، حيث يواجه الشيعة كأقلية دينية في أفغانستان، تمييزاً شديداً وقمعاً ممنهجاً على يد طالبان، في الوقت الذي يستهدفهم فيه داعش بشكل منهجي بالمجزرة تلو الأخرى”، مؤكدةً إن “الهجوم الأخير هو أحدث مثال على مثل هذه الجرائم التي تستهدف أتباع آل بيت النبي الأكرم (صلوات الله عليهم)”.
وأضاف المقال أنه “في ظل استمرار مزاعم حركة طالبان مؤخراً عن غياب داعش عن الواجهة في البلاد، إلا أنه في كل مرة تدلي هذه الحركة بمثل هذه المزاعم المضللة، فيجب الحذر من الهجمات القاتلة التي سيرتكبها تنظيم داعش، مما يشير بالتالي الى أن هذا النوع من المذابح الوحشية، هو في الواقع علامة على عودة ظهور التنظيم الإرهـ،ـابي، ففي تناقض واضح للادعاءات الكاذبة لمسؤولي طالــبان، فإن داعش حاضر وبنشاط في أفغانستان، ولا يمكن لنظام كابول الحاكم أن يقضي عليه تماماً”.
وينقل كاتب المقال “آمون بور”، عن ما وصفها بـ “تقارير موثوقة”، تأكيدها إن “نفوذ تنظيم داعش بين طالـبان قد زاد بمرور الوقت، إلا أنه وللأسف الشديد، فإن ثمن الأكاذيب الخادعة للنظام الحاكم يدفعه المواطنون الأبرياء من الهزارة الشيعة الذي يبدو للجميع أنهم ولدوا ليكونوا ضحايا للسياسات القمعية والفاشية لكل حكومة تأتي إلى السلطة في هذه الأرض المنكوبة، بما فيها تلك المسماة بـ (الجمهورية)، ففي الوقت الذي التقط فيه الشعب الأفغاني أنفاسه لفترة وجيزة تحت كنفها، فقد استمر مجتمع الهزارة في المعاناة من أشكال مختلفة من التمييز والقمع المنهجي، حيث كانت الجماعات الإرهابية مثل طالبان وداعش تنفذ بشكل دوري مذابح ضد أبناء هذا المجتمع، والتي كانت الحكومة (تدينها) وحسب”.
وأكّد “بور” في مقاله، إنه “في الوقت الراهن، وبعد عودة طالبان الى الحكم، فإن المذابح المرتكبة بحق الهزارة، سواء كانت في شكل الحرب العلنية التي يقودها داعش، أو في شكل المعاداة القومية والعرقية التي تنفذها طالبان، بقيت مستمرة دون هوادة، مما يشير بالتالي الى أن ما يميز طالبان عن داعش هو نهجها المختلف فقط تجاه الشيعة.
وتاع انه “على الرغم من أن طالبان لم تعلن الحرب رسمياً على الشيعة على غرار داعش، فإن معاداتها لهم تنعكس في قراراتها اليومية، حيث يروّج مسؤولوها بشكل منهجي وتنظيمي لمعاداة الشيعة، والتي كان من أمثلته إقدام طالبان مؤخراً على حذف الفقه الجعفري من الجامعات، وفرض القيود على مراسيم الشيعة الدينية، بل ومنعها تماماً في أغلب الأحيان وفقاً لفكرها المتطرف الذي يرى الإسلام الشيعي كـ (تيار منحرف في الإسلام يحتاج إلى الإصلاح)، في الوقت الذي تكون معاداة الشيعة لدى بعض مسؤولي الحركة، متجذرةً إلى درجة أنهم يكفرون المسلمين الشيعة علناً”.
واختتمت صحيفة “هشت صبح” مقالها بالقول، إنه “وبحسب الأدلة الظاهرة، فحتى لو لم تكن حركة طالـبان متورطة بشكل مباشر في المذبحة الأخيرة بحق الشيعة في (دايكندي) وهو أمر لا يمكن استبعاده تماماً، فلربما كانت الجريمة قد نُفذت بالتنسيق مع طالبان أو من قبل فصيل سري من الحركة تحت ستار داعش، حيث أنه لطالما تصرّف طالبان وداعش بطرق عديدة كحلفاء ونسّقا جهودهما تحت هدف مشترك واحد بينهما وهو معاداتهما للشيعة حتى وإن تابعتا شنّ هذه الحرب بشكل منفصل وبطرق مختلفة، مما يوضح الأبعاد الخطيرة للكارثة الإجرامية المستمرة في أفغانستان بحق أقلية دينية مسالمة”.
هذا وودَّع أهالي قرية “قريودال” الجبلية بمحافظة “دايکندي” الأفغانية جثامين الشهداء الذين سقطوا ضحية الهجوم الإرهــابي الذي نفذه تنظيم داعش الإرهـابي، حيث اجتمع الأهالي في مشهد مهيب مليء بالحزن والألم لتشييع أحبائهم إلى مثواهم الأخير.
وأظهرت صور مؤلمةً العائلات وهي تودع أبناءها بدموع النحيب والقلوب المثقلة بالحسرات، بعد أن حوّل الإرهـاب فرحة استقبال الزائرين العائدين من كربلاء المقدسة إلى مأساة دامية.
وكان الهجوم الإرهـابي قد استهدف قافلة الزائرين العائدين من زيارة الأربعين الحسيني، وأسفر عن استشهاد 14 شخصاً من بينهم نساء وأطفال كانوا يشاركون في استقبال العائدين، وفقاً للشهادات المحلية.
ورغم ذلك فإن الإرهـابيين لم يكتفوا بقتل الزائرين العزّل، بل قاموا بتجريدهم من ممتلكاتهم الشخصية قبل إطلاق النار عليهم بوحشية.
وادانت المنظمات الحقوقية أدانت وبشدة هذا العمل الإرهـابي الجبان، ودعت إلى ضرورة تكثيف الحماية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) في أفغانستان الذين يتعرضون باستمرار لاعتداءات متطرفة، محمّلة حكومة طالـبان المسؤولية عن حماية المدنيين الشيعة من الهجمات المتكررة التي تستهدفهم، مشيرةً إلى أهمية اتخاذ خطوات عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم المروعة.
الأهالي الذين شيّعوا جثامين الشهداء وسط دموع الألم والنحيب، لن ينسوا هذه اللحظات القاسية، وسيظل هذا الهجوم المروع شاهداً على وحشية تنظيم داعش الإرهـابي ومحاولاته المستمرة لقتل الأبرياء ونشر الرعب.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا