الهدى – وكالات ..
دق وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، ناقوس الخطر، حينما اعلن في مؤتمر صحافي عن أن الإصابات بالكوليرا وصلت إلى 5692 مسجلة في 7 ولايات.
وشدد وزير الصحة السوادني على أن “مرض الكوليرا بات يمثل قلقاً، لاسيما أن الوفيات بسببه بلغت 185″، منبهاً إلى تزايد حالات الإصابة بمرض الملاريا”.
وأعلن في الوقت عينه أنه الوزارة تسلمت اليوم 71 طنا من الأدوية مقدمة من منظمة الصحة العالمية، لكنه أشار إلى صعوبة إيصال الأدوية إلى بعض المناطق في دارفور والنيل الأبيض وغيرهما بسبب الدعم السريع.
وأضاف ابراهيم، أن الوزارة قررت نقل بعض الأدوية عبر الجو إلى النيل الأبيض والفاشر والنيل الأزرق، أما في ما يتعلق بالمستشفيات، فأوضح أن 65% منها تعمل لكن بعضها بشكل جزئي.
كما أشار إلى أن 27 مستشفى تعمل في العاصمة الخرطوم، وهو أكبر عدد يعمل من المستشفيات في كامل السودان.
وتأتي تلك التصريحات مع انتشار حالات الكوليرا والملاريا أيضا في العديد من المناطق السودانية، فيما فاقمت السيول الوضع سوءاً.
كما حالت الاشتباكات المسلحة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو دون وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى كافة المناطق.
فيما نزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
كما تسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية، وحصدت نحو 20 ألف قتيل، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
هذا ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كافة الدول والشعوب العربية والإسلامية والمنظمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم إلى التحرك الفوري لوقف الحرب الدائرة في السودان، ومواجهة التداعيات الكارثية التي خلفتها.
وجاء التأكيد في بيان نشره الاتحاد ومقره العاصمة القطرية الدوحة، أبرز فيه أن السودان “يدفع ثمن تمسكه بمواقفه الثابتة وهويته العربية والإسلامية، وهو ما يجعله مستحقًا للدعم والمساندة من قبل العرب والمسلمين قبل غيرهم، سواء في وقف الحرب أو في معالجة آثارها”.
واعتبر الاتحاد في البيان الذي وقعه أمينه العام الدكتور علي بن محمد الصلابي: “أن ما يحدث في السودان ليس مجرد صراع على السلطة، بل هو نتيجة لتدخلات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار هذا البلد العربي المسلم، ولولا هذه الأيادي الخبيثة التي تعبث بمصير السودان، لما تفاقم الاقتتال الداخلي ليصل إلى حرب مدمرة تلتهم الأخضر واليابس”.
وشدد علماء المسلمين أن “ما يعانيه السودان لا يقل خطورة عن محنة فلسطين وغزة من حيث طبيعة الاستهداف والأطراف المتورطة في إشعال الفتنة، فقد راح ضحية هذه الحرب عشرات الآلاف من السودانيين، بينما نزح الملايين من ديارهم، ويعيش بعضهم في خيام تفتقر لأبسط مقومات الحياة، فيما لجأ آخرون إلى دول مجاورة وسط ظروف إنسانية مأساوية”.
وأكد المصدر في البيان له، أنه “في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بجرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة ضد غزة وفلسطين منذ عقود، يعيش السودانيون معاناتهم في صمت، مكافحين من أجل الحفاظ على هويتهم وكرامتهم في مواجهة أوضاع أصبحت جحيماً لا يُحتمل وفقاً لتقارير دولية”.
وشدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على ضرورة تحرك كلًا من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية العاجل لإنقاذ الشعب السوداني.
وتجاوز عدد ضحايا النزاع المسلح في السودان الـ20 ألف شخص، وفق ما أفاد به مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كما أن 25 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، بينهم 14 مليونًا في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ويواجه السودان تحديات إنسانية صعبة، على ضوء نزوح الملايين من مناطقهم بسبب النزاع المسلح، والهجمات العسكرية التي تتعرض لها القرى والمدن.
وفقد الملايين وظائفهم ومصادر رزقهم، وخصوصا المزارعين والفلاحين، والمرافق الصناعية، كما تعرض الأطفال في السودان لأسوء أزمة تعليمية في العالم وفق تقدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة.
وتحصي “اليونيسف” نحو عشرين مليون طفل في السودان خارج أسوار المدارس، وحرمان الملايين من الأطفال من التعليم، كما تعرضت مدارس في السودان وفق منظمات التعليم إلى الاستهداف، وتحول بعضها لثكنات عسكرية، واستخدمت أقسامها مخازن أسلحة.