الهدى – كربلاء المقدسة ..
كشفت مديرية احصاء كربلاء المقدسة عن مباشرة (1051) باحث بعمليات الاستطلاع والترقيم الالكتروني لاول مرة في العراق لحزم وحصر وعد المباني والمساكن في المحافظة التي قسمت الى (1953) بلوك احصائي، والتي ستستمر لمدة شهرين تجري بعدها عمليات العد للسكان في العشرين من تشرين الثاني من العام الجاري.
وقال مدير احصاء كربلاء المقدسة، عباس طامي المسعودي في تصريح صحفي، ان” وزارة التخطيط حددت الاول من ايلول ولمدة شهرين اجراء عمليات الحزم والترقيم والحصر للاحصاء العام للسكان في جميع المحافظات ووحداتها الادارية ومن ضمنها محافظة كربلاء المقدسة، وتشمل تلك العمليات ترقيم جميع المباني في المناطق الحضرية والريفية دون استثناء، بل وحتى المباني التي هي الآن قيد الانشاء تشمل بالترقيم، وتتميز عمليات الاحصاء السكاني هذا العام باستخدام التقنيات الالكترونية واللوحات الرقمية لاول مرة في العراق.
وبين ان المناطق الحضرية والريفية قسمت الى (1953) بلوك احصائي في محافظة كربلاء المقدسة، وهو بدوره مقسم حسب خارطة الكترونية (GIS)، ومجهز باجهزة لوحية يدوية (التابلت)، ولكل بلوك يوجد رقم خاص محمل في الجهاز اللوحي، ويشارك حاليا (1051) عنصر من ملاكات وازرة التربية والمديرية ومنتسبي باقي المؤسسات الحكومية في كربلاء المقدسة، ويشترط بالمشارك ان يكون من حملة شهادة الدبلوم وما بعدها من شهادات اكاديمية، لان مشروع التعداد السكاني في العراق هو مشروع وطني كبير يحتاج الى تظافر جميع الجهود لنجاحه”.
واضاف ان” المرحلة شملت اكمال الدورتين التدريبيتين للمدراء والمعاونين التي تراوحت ايامها بين (10 ــ 15) يوم، وتضمنت مهام الباحث الاحصائي والمعاون والمدير ودربوا على استخدام التقنيات الحديث وزودوا باجهرة لوحية وبرنامج خاص لكل منهم يكون مسؤولا عنه، وحددت ثلاث محلات سكنية لكل معاون اذا كان عمله في المناطق الحضرية وثلاث قرى اذا كان عمله في الريف، وله خمس بلوكات احصائية ويرافق المدير في عمله.
وأضاف المسعودي، ان الدورات التدريبية التي اقيمت في القاعات الموجودة في جميع الوحدات الادارية شملت تدريبا ميدانيا في المناطق المجاورة للوحدات الادارية، وشرعت فرقنا بالعمل في الاول من شهر ايلول وكانت البداية بجولات استطلاعية لاجراء عملية تحزيم المحلة وتأطيرها، وهناك اشارات خاصة بالتحزيم بواسطة اقلام الماجك، وتوزع خمس بلوكات احصائية لكل معاون لكل بلوك رقم خاص بالعمل، ويتوفر في الجهاز اللوحي (شريحة الكترونية)، وعند ادخال الرقم الخاص تفتح له الخارطة الورقية للبلوك الاحصائي المراد تحزيمه او العمل فيه، وتتوفر لديه صور الاقمار الصناعية لكل بلوك وما يتضمن من مباني او مساكن، وتظهر الوان المباني باللون الازرق قبل احصائها وتتحول الى اللون الاحمر اذا لم تكتمل عملية البحث فيها، ثم تتحول الى اللون الاخضر اذا اكمل العمل فيها”.
واوضح المسعودي، انه “خلال تلك العملية هناك مزامنة لارسال البيانات الى السيرفرات المركزية في هيئة الاحصاء والمعلومات الجغرافية بوزارة التخطيط بشكل مباشر وعلى مدار اليوم، ويستمر عمل الباحثين والمعاونين والمدراء من الصباح حتى منتصف الليل يوميا، لان الجميع موظفي دوائر حكومية وحتى لا يؤثر عملهم على تأخير واجباتهم فتحنا لهم تلك المساحة من الوقت لانجاز مهامهم، وبدأت الآن عمليات الترقيم ومعها بانت ملامح النجاح في هذه العملية الحضارية، ونحتاج من المواطنين التعاون التام مع ملاكات الاحصاء التي ستزورهم في بيوتهم او محالهم او مصانعهم وشركاتهم ومزارعهم وبساتينهم، لانهم سيأخذون مجموعة من البيانات وبالتتابع وفي اوقات مختلفة، وحاليا نحن في مرحلة عد المباني والمنشئات، ونحتاج من المواطن البيانات فقط، وفي مرحلة العد النهائي للأسر والمساكن نحتاج الى المستمسكات الثبوتية، وستوفر للباحثين هويات تعريفية ويرافقهم مختار المنطقة وتوفر لهم الحماية من القوات الامنية ويكونون معرفين للمواطن، وفي كل محافظة لجنة تعداد رئيسة يرأسها المحافظ ولجان فرعية في الوحدات الادارية يرأسها مسؤولي الوحدات، وبعد انتهاء العمل خلال هذين الشهرين سيكون هناك حظر للتجوال يومي العشرين والحادي والعشرين من تشرين الثاني اثناء اجراء.
هذا واكدت لجنة التخطيط الاستراتيجي والخدمة الاتحادية، اليوم الخميس 5 أيلول/ سبتمبر 2024، ان التعداد السكاني سيرسم خارطة العراق التنموية والاستراتيجية، فيما بينت انه من خلال التعداد السكاني ستحدد اهداف وبرامج الحكومات القادمة.
وقال نائب رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي والخدمة الاتحادية، محمد البلداوي، في تصريح صحفي، ان اجراء التعداد السكاني في العراق، واحد من أهم البرامج التي تسعى على تحقيقها حكومة محمد شباع السوداني، لافتا الى ان التعداد السكاني سيرسم خارطة العراق التنموية والاستراتيجية ومن خلاله ستحدد اهداف وبرامج الحكومات القادمة.
وبين ان غياب التعداد السكاني لمدة طويلة أثر بشكل كبير على الخطط الحكومية، مشيرا الى انه تم التعاقد مع شركات لتجهيز لوحات الكترونية – لأول مرة في العراق – لتوفير الوقت والجهد والأمور تشير بشكل جيد، مؤكدا ان التعداد سيرافقه حظر تجوال شامل في العراق لمدة يومين.
وبعد انطلاق مرحلة الترقيم والحصر للمساكن والمباني والمنشآت في جميع المحافظات، أعلن مجلس الوزراء، الأحد الماضي، حزمة إجراءات في ما يتعلق بالإحصاء السكاني، من ضمنها فرض حظر التجوال في عموم محافظات العراق يومي 20 و21 تشرين الثاني المقبل.
يذكر أن آخر إحصاء للسكان في العراق كان عام 1997، وأظهر أن عدد السكان هو 22 مليون نسمة، ولم يجر أي إحصاء بعد ذلك لغاية الآن.
وفي 4 آب/ أغسطس الماضي، حسمت وزارة التخطيط العراقية الجدل، حول عدم تضمن التعداد العام للسكان والمساكن أسئلة عن القومية أو الطائفة، مؤكدة عدم توفر أي بيانات لديها عن أي مكوّن من المكوّنات.
الجدير بالذكر، أنه عند إقرار كل موازنة في البلد، تظهر خلافات حادة بين إقليم كردستان وبغداد من جهة، والمحافظات وبغداد من جهة أخرى، وتتلخص هذه الخلافات حول نسبة كل جهة في الموازنة وذلك بناء على عدد السكان، وهي أرقام تقديرية تقدم وعلى أساسها يتم احتساب نسبة الموازنة لكل جهة.
وأعلنت وزارة التخطيط، مطلع العام الحالي، أن عدد سكان العراق في نهاية العام 2023 تم تقديره بـ43 مليوناً و324 ألف نسمة، 69.9 بالمئة منهم يسكنون المناطق الحضرية و30.1 بالمئة من سكان الريف، كما أن نسبة السكان بعمر أقل من 15 سنة بلغت 41 بالمئة من مجموع السكان، والفئة العمرية 15-64 سنة بلغت 57 بالمئة، ونسبة السكان بعمر 65 سنة فأكثر بلغت 3 بالمئة، ومعدل النشاط الاقتصادي للسكان بعمر 15 سنة فأكثر بلغ 40 بالمئة.