رأي

فإنّهم لا يكذبونك

كثيرة هي رسائل التضامن التي وصلتني من الإخوة وبعضهم يشعر بالأسى مما طرح في بعض القنوات، تعقيبا على مقطع من محاضرة ألقيت في جمع خاص في مكتب الوالد السيد المرجع -حفظه الله- قبل زيارة الأربعين.

وما طرحته في هذا المقطع قد طرحته في محاضرات سابقة ايضاً، وفي لقاءات تلفزيونية، وكلي ايمان بأن الضمانة الحقيقية لاستقرار العراق وتقدّمه في تطبيق أحكام الله فيه.

وفي الوقت الذي اشكر جميع من اتصل أو تواصل، ومن كتب ونشر تضامناً ودفاعاً، أود الفات عناية الإخوة إلى أنَّ القضية هي ليست قضية “مرتضى المدرسي” حتى يقول قائلهم “انت منو”، إنما المسألة مسألة الدين وأحكامه.

ربنا سبحانه وتعالى خاطب نبيّه قائلاً: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}، ولذا فإن سكوت البعض تجاه هذه التجاوزات، هو إعانة هؤلاء الفسقة في مشروعهم في محق الدين.

ففي قبال ما يصرّح به هؤلاء من أنّه يحارب الدين وتشريعاته بكل وقاحة، حتى في الأحوال الشخصية، تجد البعض يخشى من بيان أحكام الله الواضحة البيّنة، وكأنا نعيش في زمن الجاهلية التي كان الإسلام فيها غريباً.

إذا كان هؤلاء اليوم يوجهون سهام اعلامهم وصفحاتهم وذبابهم الإلكتروني لتسقيط كل من يدافع عن احكام الله، ويطالب بتطبيقها، فإننا في المقابل يجب أن نكون ممن لا تأخذه في الله لومة لائمة، وكما كتب أمير المؤمنين، عليه السلام، في رسالة له إلى أصحابه مطالباً إياهم قائلاً: “ولَا تُفْرِطُوا فِي صَلَاحِ دِينِكُمْ مِنْ دُنْيَاكُمْ، وَأَنْ تَنْفُذُوا لِمَا هُوَ لِلَّهِ طَاعَةٌ وَلِمَعِيشَتِكُمْ صَلَاحٌ وَأَنْ تَخُوضُوا الْغَمَرَاتِ إِلَى الْحَقِّ وَلَا يَأْخُذَكُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ”.

هذا ميثاق أخذه الله علينا حين قال: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}، فلا يجوز لنا السكوت اليوم تجاه كل هذا التعدي الصارخ ضد الإسلام وأحكامه، و ضد شريعة الله، وسنة رسول الله.

و إذا كنا لا نطالب بذلك اليوم، وبعد كل تلك الدماء الزكية التي أريقت لتحرير العراق من عصابات الإرهاب، فمتى نطالب بتغييرها؟!

عن المؤلف

السيد مرتضى المدرّسي

اترك تعليقا