الهدى – وكالات ..
هجرة الأفغان إلى كل من ايران وباكستان مستمرة على قدم وساق بعد ثلاثة أعوام من سيطرة طالبان على أفغانستان؛ ويتساءل المراقبون، ما الذي يقف وراء ذلك؟ ولماذا يغادر المواطنون الأفغان بلادهم على نطاق واسع؟
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير نشرته في 3 أيلول/سبتمبر أن 72 ألفا و 624 مواطنا أفغانيا تركوا بلادهم متوجهين إلى ايران وباكستان خلال الفترة الواقعة ما بين 18 و 24 آب/أغسطس العام الجاري.
وجاء في تقرير هذه المنظمة الدولية التي تتابع التنقل على الحدود الأفغانية مع ايران وباكستان أن من بين هؤلاء المهاجرين، هناك 38 ألفا و 402 شخص، توجهوا إلى ايران و 34 ألفا و 222 شخصا إلى باكستان.
وأضافت المنظمة الدولية للهجرة أن معظم هؤلاء الأشخاص يحملون أوراقا ثبوتية معتمدة للسفر وانتقلوا عبر المنافذ الحدودية الرئيسية لايران وباكستان.
وأفادت أن هذه الإحصائية تشير إلى زيادة قدرها 21 بالمائة مقارنة بالاسبوع الذي سبق الفترة الزمنية المذكرة أعلاه.
وتابعت أن 64 ألفا و 950 شخصا عادوا خلال هذه الفترة إلى أفغانستان قادمين من ايران وباكستان.
وإن الأرقام التي قدمتها هذه المنظمة الدولية تشير إلى أن 38 ألفا و 904 أشخاص عادوا من ايران و 26 ألفا و 46 شخصا من باكستان إلى أفغانستان.
وتظهر هذه الأرقام أن نسبة هجرة المواطنين الأفغان إلى ايران وباكستان هي أكثر من نسبة عودتهم إلى بلادهم، وأن الكثير من الأشخاص يحاولون يوميا مغادرة أفغانستان والوصول إلى واحدا من هذين البلدين.
لكن ما الأسباب والعوامل التي تقف وراء هذه الظاهرة المتنامية على نطاق واسع رغم مرور ثلاث سنوات على إعادة طالبان سيطرتها على أفغانستان؟ ولِمَ يصعب على هؤلاء المواطنين مواصلة العيش داخل بلادهم؟
وتفيد الأرقام التي أعطتها المنظمة الدولية للهجرة أن معظم المواطنين الأفغان قالوا أنهم يغادرون إلى ايران لأسباب اقتصادية.
وأوضحت المنظمة الدولية أن 35 بالمائة من الذين عبروا حدود اسلام قلعة ونيمروز ودخلوا إلى ايران و 49 بالمائة ممن عبرو سائر المنافذ الحدودية الأفغانية للوصول إلى ايران، يقولون أن المشاكل الاقتصادية هي وراء مغادرتهم لديارهم.
بيد أن أسباب هجرة المواطنين الأفغان إلى باكستان، تختلف بعض الشيء وتتمثل بشكل رئيسي في القضايا العلاجية وزيارة الأهل ولم الشمل.
وتطرق وزير خارجية طالبان بالإنابة أمير خان متقي، خلال لقائه موظفي القنصلية الأفغانية في اسطنبول إلى الهجرة الواسعة للمواطنين الأفغان وقال أن هؤلاء المواطنين يغادرون بلادهم “مجبرين” ولدواعي “الفقر” و”البطالة”.
ومنذ أن هيمنت مجموعة طالبان على البلاد ثانية في 2021، ارتفعت معدلات الفقر والبطالة بشكل كبير، بحيث تعتبر الأمم المتحدة، أفغانستان في الوقت الحاضر بانها أحد أسوأ الأزمات على صعيد العالم.
وتقول الأمم المتحدة في تقريرها أن أكثر من 23.7 مليون نسمة في أفغانستان، بحاجة إلى المساعدات الانسانية و أن 15 مليون شخص، لا يدرون من أين يوفرون وجبة الطعام اللاحقة.
وأسهم تراجع المساعدات الإنسانية في العام الحالي في أن يواجه الملايين الآخرين من المواطنين الأفغان، الفقر والبؤس، ولا يرون أمامهم بُد سوى مغادرة ديارهم.
وبعد أن أعادت مجموعة طالبان سيطرتها على أفغانستان، تزايدت حالات فقدان الأمل في المستقبل لدى المواطنين الأفغان.
وهذا اليأس والإحباط دفعا بالكثير من الأفغان للسير على خطى الهجرة والاستسلام لمصير غير معلوم.
ومع مضي ثلاث سنوات، تقول إحصاءات الأمم المتحدة أن أكثر من 8 ملايين أفغاني، تركوا بلادهم متوجهين بشكل رئيسي إلى ايران وباكستان، كما لجأ الألوف من النشطاء السياسيين والمدنيين وحقوق الانسان والصحفيين إلى الدول الغربية.
وتقول الإحصاءات المنشورة أن العديد من المواطنين الأفغان وفضلا عن الفقر والبطالة، يهجرون بلادهم لأسباب مثل عدم حصول الفتيات على التعليم.
ويفيد أحد الإحصاءات أن الكثير من أبناء أفغانستان الذين قصدوا ايران، قالوا أن عدم حصول فتياتهم على التعليم، شكل أحد أسباب هجرتهم.
كما أدت القيود الدينية لا سيما على الشيعة، إلى يأس الكثير من المواطنين من العيش تحت سلطة طالبان، وفضلوا بالتالي مغادرة بلادهم إلى وجهة أخرى.
وتشكل هذه الأمور، الأسباب الرئيسية للهجرة الواسعة للمواطنين الأفغان لا سيما إلى الدول الجارة، ويبدو أن معالجتها لن تكون ممكنة بهذه السرعة، أو أن طالبان لا تملك حلولا لها على أقل تقدير.