علاقة الزواج من انبل العلاقات الانسانية التي تربط أي رجل ومرأة وهو من اعقد الامور ايضاً لما يتعلق به لما يجب مراعاته والعمل على حفظه عن الانهيار والتشظي، وعظمة هذه العلاقة تأتي من كونها اساس بناء الاسر والمجتمعات الانسانية وهي اساس استمرار النسل الانساني، ومع اتفاقنا على ان الحياة الزوجية لا تخلو من المشكلات صار من المهم البحث عما يلقي بضلاله ايجابياً على هذه المشكلات ويعالجها، ومن اهم ما يسيّر العلاقة الزوجية هو الحب والاحترام، فما هو الاهم في هذه العلاقة الحب ام الاحترام؟
الحب ام الاحترام؟
حول هذه الجدلية يرى البعض أن الحب هو الأساس لعلاقةٍ زوجية ناجحةٍ ومثمرة وخالية من المنغصات بسنبة كبيرة، اما البعض الثاني يرى أن الاحترام هو الأساس لضمان الاستمرار، لأن الحب عندما يخفت ويخبو لا ينقذ العلاقة الزوجية من الانهيار سوى احترام الزوجين لبعضهما البعض وهذا الرأي ربما هو الاكثر مقبولية من وجهة نظري الشخصية.
ثم يأتي رأي آخر مغاير للرأيين السابقين مفاده: ان الاحترام والحب وجهان لعملة واحدة تمنح الزواج قوة وقدرة على المواصلة، فالمرأة الواعية تستطيع أن تتجاوز بالحب والاحترام مصاعب الحياة وأمواجها العاتية وتنقذ حياتها الزوجية من أيّة تهديدات قد تعترضها، وكذلك الحال مع الرجل، وهنا لابد من توفر فهم واعٍ لتأثير هذين الامرين على نفسية الزوجين ودورهما في حل المكشلات وتسير امر الحياة بهدوء نسبي وامان.
في هذا السياق تقول المختصة في علوم الوعي الاستاذة ( بسمة عدنان) لمجلة (سيدتي نت): “الحب هو الذي يبدأ بانسجام فكري بين الشريكين فتنشأ بينهما صداقة وتفاهم تتطور لألفة وتناغم في أسلوب التفكير والنظرة للحياة والتخطيط للمستقبل.
المرأة الواعية تستطيع أن تتجاوز بالحب والاحترام مصاعب الحياة وأمواجها العاتية وتنقذ حياتها الزوجية من أيّة تهديدات قد تعترضها
أما الاحترام فهو المقياس الذي يميز هذه العلاقة الزوجية ويمثل طرق التعاطي في المواقف اليوميَّة بينهما واجتياز الخلافات بسلام، فنجد بين الزوجين التفاهم وحسن التواصل والحوار والإنصات، وبالتالي تنمو العلاقة بينهما وتتطور وينعكس نجاحها على تربية الأولاد”.
كيف يستمر الحب والاحترام بين الزوجين؟
اول ما يوطّد العلاقة الزوجية ويديم الحب والاحترام بين الزوجين هو العطاء المتبادل بدون منية ولا فضل بينهما، فلو اقدم احد الزوجين على تقديم خدمة معين للآخر يجب ان يبتعد عن تذكيره بما يقدم له، لكون هذا الامر سيجعل الاخر يمتنع عن قبول هذه الخدمة لاحقاً، سيما اذا كان حساساً بقدر كبير.
وثاني ما يبقي الحب والاحترام متوهجاً هو الوضوح و الصراحة في انتقاد بعض السلوكيات التي يراها احدهما غير مقبولة او تثير غيظ الآخر، إذ يجب ان يوجه الانتقاد بقصد التصحيح لا بقصد التسقيط، ويكون بصورة سرية بعيداً عن الاخرين وإن كان الاهل لكلا الطرفين، وعكس ذلك سيتحول الامر الى عراك مستمر علاوة على فتح باب التدخلات للاهل في حياة الزوجين الخاصة وعندها تتسارع الاحداث وتتعقد المشكلات.
ومن الامور التي ترسّخ الحب والاحترام بين الزوجين هو احترام رغبات الآخر المقبولة، وفسحَ المجال لتنفيذها ومساعدته على بلوغ اهدافه وطموحاته التي يريد بلوغها وعدم والوقوف بوجها او محاربته، او حتى عدم تقديم المساعدة للاخر في طريق تنفيذها.
ما يبقي الحب والاحترام متوهجاً هو الوضوح و الصراحة في انتقاد بعض السلوكيات التي يراها احدهما غير مقبولة او تثير غيظ الآخر، إذ يجب ان يوجه الانتقاد بقصد التصحيح لا بقصد التسقيط
كما يجب أن تكون طريقة التعامل بينهما قائمة على الإحترام المتبادل، بكل السلوكيات واصغرها وصولاً إلى المواقف التي تحدث أمام الأبناء والآخرين، و يجب مراعاة المشاعر بينهما وعدم الاستهزاء ببعضهما بعضاً، لأن ذلك سيورث البغضاءَ والكرهَ الذي يتحول بمرور الوقت الى موانعَ كبيرة لديمومة الحب والاحترام بينهما، وهذا ما يهدم العلاقة الزوجية او يحولها الى علاقة شكلية ميتة ليس فيها روح.
في الخلاصة احبائي الازواج: بعد ان تعرفنا معكم على اهمية الحب والاحترام في العلاقة الزوجية ندعوكم وانفسنا الى الالتزام بما يؤسس لعلاقات زوجية صالحة ويحافظ عليها ويحميها من الانهيار عند هبوب رياح الخلافات وليس العكس الذي يأتي بنتائج غير محمودة على الاطلاق.