الهدى – بغداد ..
في إطار الجهود المبذولة للتقليل من زحف التصحر وتقليل آثار العواصف الترابية، أعلنت وزارة الزراعة مساعيها للوصول إلى غرس عشرة ملايين شتلة من الأشجار والنخيل، بعد نجاحها في زراعة ستة ملايين منها خلال عام واحد من حملة التشجير التي أطلقها رئيس الوزراء.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن العالم يفقد سنوياً 691 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الزراعية كل عام نتيجة استفحال مشكلة التصحر، فيما يتأثر 100 بلد في العالم بالتصحر من خلال إرغام قاطني الأراضي الزراعية على ترك أراضيهم واللجوء للمدن، وتقدر الإحصائيات أعدادهم بمليار نسمة، أي سدس سكان العالم.
وقال الوكيل الإداري للوزارة، الدكتور مهدي سهر الجبوري، إن وزارته وبجهود حثيثة، نجحت في تجاوز العدد والمدة المحددة للحملة التي أطلقها رئيس الوزارء في شهر آذار من العام الماضي، والهادفة إلى غرس خمسة ملايين شتلة أشجار وفسيلة نخيل خلال ثلاثة أعوام، إذ تمكنت خلال عام واحد، من غرس أكثر من ستة ملايين شتلة وفسيلة والتي جهزتها دائرتا البستنة والغابات والتصحر مجاناً.
وأكد عزم وزارته المضي بالحملة وصولاً إلى رقم يزيد عن العشرة ملايين شتلة أشجار وفسيلة، مبيناً أن جميع دوائر البلدية في بغداد والمحافظات باشرت بانطلاقها منذ العام الماضي بزراعة الطرق السريعة الرابطة بين المحافظات والمدارس والجامعات والطرق والجسور والدفاع والداخلية.
وتابع الجبوري أن وزارته بانتظار تحقيق الاتفاقية التي أُبرمت بين العراق وكلٍّ من السعودية و الكويت، لإطلاق حملة زراعة الحزام الأخضر حول مناطق وسط العراق وجنوبه وبدعم من منظمات دولية بهدف مكافحة التصحر في العراق، من خلال زراعة 100 مليون شجرة، والتي أكد أنه سيكون لها تأثير كبير وستراتيجي على مناخ البلاد.
وأوضح في السياق ذاته، أنه تم تشكيل لجنة عليا برئاسة الوكيل الفني لوزارته وبمشاركة وكلاء وزارات: التعليم العالي والبيئة والموارد المائية والصحة، والإعمار والإسكان، فضلاً عن هيئة المستشارين، ومكتب رئيس الوزراء، منوهاً بأنه تم التاكيد على الدوائر البلدية بسقي الشتلات المزروعة ضمن الحملة وهي النخيل والزيتون والصفصاف، والكالبتوس والحمضيات ، باستخدام نظم التنقيط والمرشّات الثابتة لديمومتها.
وتعرض العراق خلال الأعوام الماضية، إلى مشكلة تصحر ابتليت بمقتضاها أكثر من 90 بالمئة من مساحته وبدرجات متفاوتة، من خلال الممارسات الخاطئة للإنسان والتي أسهمت بتدهور الغطاء النباتي للمراعي الطبيعية، فضلاً عن الاستغلال غير المدروس للموارد المائية وما نتج عنه من تغدُّق للتربة، علاوة على الزراعة الهامشية في الأراضي غير مضمونة الأمطار، والرعي الجائر، وهو ما أدى لتكوين الكثبان الرملية المتحركة وظهورها في مناطق لم تكن موجودة من قبل.