تربیة و تعلیم

كيف تعوّد طفلك على عادات نوم صحية؟

ينظر بعض الأطفال الى العطلة الصيفية على انها السبيل او المتنفس الوحيد بعد شهور من ضغط الدراسة والالتزام بتوجيهات الاهل الذين يحثونهم على ضرورة التفوق والاستعداد للمرحلة الدراسية المقبلة، وهو الامر الذي يولد لدى الأطفال شور بالضيق وانتظار بلهفة للعطلة الصيفية والتي فيها يقضي ساعات طويلة من الليل بالسهر وعدم انتظام النوم.

تعد عادات النوم الصحية مهمة بدرجة كبيرة بالنسبة للأطفال خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة لفائدتها في تعزيز الجهاز المناعي للأطفال، مما يساعد على بقائهم بصحة جيدة والتحكم في حالتهم المزاجية ونوبات التوتر، والحفاظ في الوقت نفسه على قدرتهم على التركيز الذي يحتاجونه في المدرسة.

إلا أنه في المقابل برغم فوائد النوم لصحة الطفل، فإن العديد من الآباء قد يجدون صعوبة في مساعدة أطفالهم على اكتساب عادات نوم جيدة، ولذلك بالتأكيد أسباب نذكر بعضها لا كلها، اذ يجهل الكثير من ارباب الاسر أهمية انتظام النوم بالنسبة للأبناء وتأثيره بشكل مباشر بحالتهم النفسية.

عدم الالتزام بنظام نوم وفق المعايير الصحية، يجعل من الأطفال يخصصون قدراً كبيراً من يومهم لاستخدام مواقع التواصل، او الانشغال في الألعاب الالكترونية، وهو ما يشكّل عاملا من عوامل الخطر عليهم

وبالإضافة الى التأثير النفسي فإن عدم خضوع الأطفال الى نظام نوم صحي يجعلهم عرضة للآثار الصحية المترتبة على القلة فيه، وهم بذلك يضعون أنفسهم في منطقة غير آمنة تذهب في بعض الأحيان الى الامراض النفسية والشعور بالكآبة طيلة ساعات الاستيقاظ لاختلاف الساعة البيولوجية لدى الفرد.

كما ان عدم الالتزام بنظام نوم وفق المعايير الصحية، يجعل من الأطفال يخصصون قدراً كبيراً من يومهم لاستخدام مواقع التواصل، او الانشغال في الألعاب الالكترونية، وهو ما يشكّل عاملا من عوامل الخطر عليهم وإمكانية الوقوع في دائرة الإدمان الالكتروني الذي حذرت منه الكثير من الجهات المعنية بصحة الأطفال وسلامتهم الفكرية والجسمانية.

ووفقا لما تقدم فقد وضع المختصون جملةً من النصائح والطرق الفاعلة لمساعدة الاهل على مساعدة الطفل على النوم، وأفضل استراتيجيات لمساعدته على تطوير عادات نوم صحية، وفي المجمل نخرج ببيئة صحية بموجبها يستطيع الطفل على مزاولة نشاطاته اليومية دون خلل يذكر.

يأتي في مقدمة هذه القواعد اوالنصائح هو وضع روتين ثابت لوقت النوم، إذ تعد إحدى المسؤوليات الأساسية للأم هي مساعدة الطفل على وضع روتين نوم ثابت، وتبني عادات نوم صحية، ومعرفة الوقت المناسب للاسترخاء، وأفضل الطرق للحصول على الاسترخاء كالاستماع إلى الموسيقى الهادئة.

وعلى الجانب الآخر يعد من الضروري متابعة الأطفال لاسيما وانهم منقطعين عن الدوام في المدارس، ومن ضمن هذه المتابعة هو التأكد من التزامهم بالوقت المحدد من قبل الاهل فيما يخص النوم والاستيقاظ، بما يخلق روتينا يوميا مفيدا وإيجاد علاقة إيجابية مع النوم، ويمكن أن يكون أيضًا وقتًا مناسبًا لكم كعائلة للتواصل معاً وتبادل أطراف الحديث عن الموضوعات الاجتماعية الهامة.

ومن ضمن الآليات المتبعة هي الحد من وقت الشاشة، اذ يمكن أن يؤدي التعرض للشاشات قبل النوم إلى تعطيل أنماط نوم الطفل، مما يجعل من الصعب عليه الخلود إلى النوم والاستمرار فيه؛ لأن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الكمبيوتر او الأجهزة اللوحية الاخرى يمكن أن يمنع إنتاج هرمون النوم الميلاتونين.

وينبغي أيضا تجنب استخدام الشاشة لمدة ساعة على الأقل قبل الذهاب إلى السرير، فبدلاً من اللعب بواسطة أي من الأجهزة الإلكترونية، يمكن في المقابل للطفل القراءة أو الرسم للاسترخاء والاستعداد للنوم، ومع ذلك إذا كان طفلك يستخدم الأجهزة الإلكترونية قبل النوم يمكنك تعديل الإعدادات لتقليل كمية الضوء المنبعث.

كذلك توفير بيئة نوم هادئة، وتكمن أهمية ذلك في كون بيئة النوم الهادئة والمريحة تعد ضرورة ملحة لمساعدة طفلك على النوم بشكل جيد؛ لأنها تجعله يشعر بمزيد من الراحة والأمان في غرفة نوم مظلمة وباردة وهادئة مما يسهل قدرته على النوم والبقاء نائماً طوال الليل.

ويحصل ذلك في التخلص من أي ضوء يمكن أن يعيق قدرة طفلك على النوم، يمكنك التفكير في استخدام الستائر المعتمة أو ارتداء قناع للنوم والتأكد من أن درجة حرارة الغرفة مريحة، وليست دافئة أو باردة جدًا، وأن أي ضوضاء خارجية قد تم تقليلها إلى الحد الأدنى.

وللتمارين الرياضية دور كبير في هذا المجال، اذ تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على النوم بشكل أفضل في الليل؛ لأنها تسهم في تقليل القلق لدى الأطفال والنوم بشكل أفضل، ويعد الشيء الوحيد الذي يجب التأكد منه هو عدم ممارسة الأنشطة البدنية أو التمارين الرياضية في وقت قريب جدًا من وقت النوم، لأن ذلك يحفز الدماغ ويجعل من الصعب على طفلك النوم.

ولا بد من شعور الطفل بالأمان، وهنا يمنع على الطفل مشاهدة الأفلام المخيفة أو البرامج التلفزيونية، أو لعب ألعاب الفيديو العنيفة، لأن ذلك قد يزيد من الشعور بالقلق في الليل كما أن توفير ضوء ليلي خافت يمكن أن يساعد بعض الأطفال على الشعور بمزيد من الراحة والأمان أثناء الليل.

ينبغي تجنب استخدام الشاشة لمدة ساعة على الأقل قبل الذهاب إلى السرير، فبدلاً من اللعب بواسطة أي من الأجهزة الإلكترونية، يمكن في المقابل للطفل القراءة أو الرسم

وعلى الاهل الا يهملوا ممارسة تقنيات الاسترخاء، اذ يمكن لهذه التقنيات، مثل التنفس العميق أو التأمل، أن تساعد الأطفال على الهدوء والاستعداد للنوم لذا شجعوا اطفالكم على ممارسة هذه التقنيات قبل النوم، إما بمفردهم أو بتوجيه منكم.

وأخيرا؛ لا تقل أهمية قضية علاج المشاكل الطبية، ويجب علاج الأسباب الكامنة وراء مشاكل النوم المزمنة لدى الاطفال من خلال البحث عن بعض الاستراتيجيات لمساعدته في التغلب على مخاوفه والتحدث معه حولها، ويجب في الوقت نفسه استشارة طبيب أو أخصائي النوم إذا لم تتحسن مشاكل النوم لدى طفلك بعد كافة محاولاتك.

في المراحل العمرية الأولية يكتسب الأطفال من الابوين الكثير من العادات التي ترافقهم الى باقي مراحل حياتهم، فإذا كانت عادات وانماط حياتهم يتخللها بعض الأخطاء والتصرفات غير المناسبة للحياة العصرية، من الطبيعي ان تلتصق هذه العادات بتصرفاتهم ويصعب التخلص منها في مرحلة المراهقة والشباب، لذا على الاهل ن يكونوا قدوة لأبنائهم في روتينهم اليومي وما يرتبط بممارساتهم المستمرة.

عن المؤلف

سُرى فاضل

اترك تعليقا