تربیة و تعلیم

تَعرّف على الحاجات النفسية للمراهق

ضرورة الاهتمام بالحاجات النفسية تأتي من اجل المحافظة على المراهق وحمايته سيما وانه يمر بالانفجار الهرموني

يمر الانسان بمراحل حياتية مختلفة، ومن ضمن هذه المراحل مرحلة المراهقة التي تعد جسراً بين مرحلة الطفولة ومرحلة الرشد، وتعد هذه المرحلة من اكثر المراحل حرجاً وخطورةً نظراً لمتطلباتها المتعددة ومنها المتطلبات النفسية للمراهق والتي سنتحدث عنها في سياق المقال، فما هي حاجات المراهق النفسية بشكل عام؟

 وكيف يمكن للوالدين أن يتعاملا مع هذه الحاجات؟

ضرورة الاهتمام بالحاجات النفسية تأتي من اجل المحافظة على المراهق وحمايته سيما وانه يمر بالانفجار الهرموني واكتشاف الهوية الجنسية بالإضافة الى الصراع بين رغبات المراهق او المراهقة في اثبات ذاته، في الوقت الذي تفتقر بعض تصرفاته الي النضج، فيتعرّض للانتقاد المستمر من البيئة الاجتماعية فيجعل المراهقين عُرضةً لبعض الاضطرابات النفسية كالقلق و التوتر و الاكتئاب بالإضافة الى الاضطرابات العاطفية.

ماهي الحاجات النفسية للمراهق؟

يحتاج المراهق دون غيره من ابناء المراحل العمرية الآخرى الى عدة حاجات لاكتمال بنائه النفسي والوصول الى النضج والاتزان النفسي العاليين، وهذه الحاجات هي:

1-الحاجة الى اثبات الذات وتقديرها وهذا الامر يتحقق بمنح المراهق مساحة آمنة للعمل على ذاته عبر ممارسة الهوايات واختيار طريقة الحياة التي يفضلها وما تتضمن من تفصيلات يختارها هو بنفسه لنفسه، وحين يتمكن من ذلك سيكون واثقاً من نفسه ومتحملاً لمسؤولياته الكاملة وعاملاً على التصدي لمجريات حياته.

 بمعنى انه يعرف تماماً الى اين سيذهب وماذا يريد وومالطريق الى ما يريد، وكل هذه الفسحة من الحرية التي يطلبها المراهق لا مانع منها حينما حين لا تتعارض مع محددات الاسرة وقيمها وضوابطها، وهو ما يجب ان يلتفت اليه الاهل بعيداً عن التعنت ومحاولات فرض السلطة بدون فوائد.

2- يحتاج المراهق الى الامان، و الابتعاد عن التهديد والعقاب وإشعاره من الوالدين أنه غير محبوب من قبلهما مما يجعله يتصرف بطريقة مزعجة للوالدين،  والافضل هو خلق جو آمن وتحديد الحدود يسهل عملية التفاهم والحوار بين الوالدين والمراهق، اذ ان هذا النوع من الامان يعزز من ايجابية الانسان ويجعله يحترم آراء وتطلعات اهله ويعمل من اجلها وعكس ذلك هو مخالفتهم في كل مايريدون والتمرد عليهم ولن ينتفع الطرفين من ذلك.

3- يحتاج المراهق الى الانتماء لجماعة يشعر بكونه محترم فيها ومحبوب ومرحب به، بغض النظر عن كون هذه الجماعة  هي جماعة الاهل او الاصدقاء او غيرهم من المجاميع الانسانية، وهنا يجب احترامه في المنزل من قبل الوالدين لكي لا ينفر منهم كما ان عليهما أن يوجهاهُ في اختيار اصدقائه المحترمين اللائقين به وعائلته، بدلاً من حرمانه من تكوين صداقات، فاذا اصرا على ذلك سيجعلانن منه انطوائياً مدى الحياة، وان لم يفعلا فسيختار ما يشاء من الاصدقاء بعاطفة دون ان يعي ان كانوا مناسبين له ام لا، وهذا هو الضرر والعائد السلبي الذي ستجنيه العائلة وابنها المراهق.

4- للمراهق حاجة الى الاستقلالية ناتجة من الرغبة في البدء بالاعتماد على النفس فيما يخصه، فما ان يصل الانسان الى عمر المراهقة حتى يبدأ بالبحث عما يجعله مستقلاً نسبياً عن والديه، فيفضل ان تكون له غرفة مستقلة يقرأ وينام فيها، اضافة الى الاستقلال في الرأي في بعض الجزئيات وغير ذلك من صور الاستقلال المقبولة والتي لا تتنافى مع اسس تربية الوالدين في البيت.

يحتاج المراهق الى الانتماء لجماعة يشعر بكونه محترم فيها ومحبوب ومرحب به، بغض النظر عن كون هذه الجماعة  هي جماعة الاهل او الاصدقاء او غيرهم من المجاميع الانسانية

5- يحتاج المراهق من والديه ان يوفرا له ما يحتاجه من مسلتزمات دراسية وملابس وغيرها، فمع كون هذه الحاجات هي حاجات مادية غير انها لها مردودات نفسية معنوية، فلو لم يوفر الوالدان هذه الحاجات او انهم يوفرانها بمنية وتذمر ستجعل المراهق يتضايق منها، ويبدأ بالبحث عن مصادر بديلة للحصول عليها وهنا تظهر بعض المشكلات نتيجة رغبة المراهقين بالعمل في اماكن ربما غير لائقة او انها تمدهم بتربية غير سلبية، هذه ابرز الحاجات التي يحتاجها المراهق لكي يكون متوزاناً غير ناشز في مجتمعه وبالتالي يتخطى هذه المرحلة بآمان.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا