بأقلامکم

الإمام الحسين قدوة في العبودية لله

نعيش قدوم زيارة الاربعين فهي مدرسة متكاملة فالأمة تتغذى بها فإن الشخص الشيعي يأخذ قوته والكرامة وصلابة من هذه المدرسة وهي من أعظم الشعائر وكل سنة تتجدد تعلمنا العديد من الدروس ومن أهمها الحفاظ على صلاتنا كالجوهرة النفيسة الاستمرار في أداء الصلاة نستمد منها العبر كما قال الامام الحسين “انا قتيل العبرة”، وكثيرة هي مواقف الامام تعد دروسا نأخذ منها العبرة، في هذا المقال نأخذ الدرس والعظة كيف ان الإمام الحسين حافظ على صلاته في أحلك الظروف.

١- الصلاة رمز العبودية

الصلاة هي عمود ديننا، وسر النجاح في الدنيا والآخرة، وروح الإيمان المتجددة، هي من أهم عناصر الدين، وأحد أركان الإسلام الأساسية، هي جزء أساسي من الدين الإسلامي وأهم شعيرة، وتعتبر من أهم الأعمال الدينية،و  من غير شك أنها تعطي الانسان الروح والهمة العالية، فمن أداها كانت له النور والنجاة يوم القيامة.

فهي تنوّر دروب المؤمنين، وتأخذ بيديهم إلى طريق النجاة وهي حصانة  من كل موبقة كما بين لنا ربنا بقوله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَـمُ مَا تَصْنَعُونَ}.وبالجملة  فإن الصلاة هي سر اختبار فهي أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، فإن صلى قد افلحى، وفاز ونجح، وإن لم يؤدِ الصلاة فقد خاب، وخسر، فالصلاة هي معيار وميزان بين الصدق والإيمان بالله، وبين ومن تهاون عنها هي إشارة الخذلان والخسران وعدم الايمان بالله.

٢-عقوبة من يترك العبودية

الصلاة هي عمود ديننا، وسر النجاح في الدنيا والآخرة، وروح الإيمان المتجددة، هي من أهم عناصر الدين، وأحد أركان الإسلام الأساسية

ويمضي تحذير  الانسان من الحساب التي يصورها {ربنا  يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْـمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} (سورة النبأ؛ الآية:38)، في ذلك اليوم يرى كل عمله، سواء كان المصلي او تارك الصلاة، حيث يرى المصلي ما قدم من الخير وتارك الصلاة يرى حقائق اعماله الشريرة التي تودي إلى عذاب حريق ولا ينال شفاعة الحسين، عليه السلام، ذلك ان الامام الحسين، عليه السلام، أقام الحجة لمن يتخاذل او يتهاون في اداء الصلاة، من خلال موقفين:

الموقف الاول: أن الإمام الحسين، عليه السلام، حاول ليلة العاشر من المحرم تأجيل القتال عندما بدأ جيش العدو يزحف باتجاه معسكره، فأرسل أخاه العباس بن علي، سلام اللّه عليه ، ليتفاوض مع القوم حتى يُرجئوا القتال إلى الغد، ولم يكن ذلك خوفا من الموت أو خدعةً من أجل البحث عن مخرج، بل لكي يجد متسعا إضافيا من الوقت يصلّي فيه لربه ويُكثر من الدعاء والإنابة إليه، فقد قال لأخيه العباس، سلام اللّه عليه: “ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى الغُدوة وتدفعهم عنّا العشيّة، لعلنا نصلّي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلمُ أني قد أُحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه والدُّعاء والاستغفار”.

الموقف الثاني

لما حلَّ وقت صلاة الظهر يوم العاشر من المحرم، أمر الحسين (عليه السلام) زهير بن القين وسعيد بن عبد اللّه الحنفي، أن يتقدّما أمامه بنصف ممن تخلّف معه، ثم صلى بهم صلاة الخوف، فوصل إلى الحسين (عليه السلام) سهم، فتقدّم سعيد بن عبد اللّه الحنفي ووقف يقيه بنفسه… حتى سقط إلى الأرض وهو يقول: اللهمَّ العنهم لعن عاد وثمود، اللهمَّ أبلغ نبيك عنّي السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإني أردت ثوابك في نصر ذرية نبيك، ثم قضى نحبه رضوان اللّه عليه، فوُجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح.

وفيما يلي نشير الى بعض الآثار الدنيوية التي تصيب قاطع الصلاة، فعن عقاب تارك الصلاة في الدنيا، قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس عشر خصة ست منها في دار الدنيا:

فالأولى يرفع الله البركة من عمره

 ويرفع الله البركة من رزقه

 ويمحو الله عز وجل سيماء الصالحين من وجهه

 وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه

ولا يرفع دعاؤه إلى السماء

والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين”.

لا تزال الفرصة سانحة خصوصا للشباب الذين ما زالوا في أوج قوتهم، فمن يعد إلى الله يجده الله توابا رحيما

كذلك ورت روايات تبين عقاب تارك الصلاة في قبره، فعن رسول الله، صلى الله عليه وآله: “من تهاون بصلاة من الرجال والنساء ابتلاه الله بـثلاث في قبره: أولهن يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره، والثانية يضيق عليه القبر والثالثة تكون الظلمة في قبره.

كذلك يُحرم تارك الصلاة من شفاعة النبي الأكرم، وأهل بيته الطاهرين، عليهم السلام، قال الإمام الصادق، عليه السلام، حين حضرته الوفاة: “لا تنال شفاعتنا من استخف بالصلاة”.

ولاتزال الفرصة سانحة خصوصا للشباب الذين ما زالوا في أوج قوتهم، فمن يعد إلى الله يجده الله توابا رحيما، فتارك الصلاة من الجيد جدا ان يزور تارك الصلاة الإمامَ الحسين، عليه السلام، لكن زيارته للإمام يجب ان تغير من واقعه وسلوكياته، وخصوصا في جانب الصلاة، فحين نقرأ زيارة الإمام الحسين، عليه السلام، نقول: “اشهد انك قد اقمت الصلاة” وهذه الكلمة دعوة لتارك الصلاة بأن عليك ان تصلي، فالإمام الحسين يريد منا الواجبات والمستحبات معا، ولا يصح أن يمنّي البعض نفسه انه ما دام يقوم بزيارة ضريح الامام الحسين، وهو لا يصلي، بأن الإمام سيشفع له، فأهل البيت اكدوا في روايات كثيرة ان الشفاعة تكون لمن يلتزم بالطاعات، وينتهي عن المعاصي، اما من يتعمد ترك الصلاة، ويقارف المعاصي باصرار فهذا ــ وحسب الروايات الشريفة ــ لا شفاعة له.

والسؤال هنا: مَن ترك صلاته، كيف يمكنه ان يعود الى الصلاة؟

الجواب بعدة أمور:

اولا: تقوية الايمان والاقبال على الله

ثانيا: اداء الصلاة توفيق، لذلك يجب ان نطلب من الله تعالى، ونتوسل بالإمام الحسين، عليه السلام، التوفيق لاداء الصلاة

ثالثا: الانتماء الى الجماعة المؤمنة الرسالية: فحين يدخل الانسان في هذا الحصن سيرى ان الجميع ملتزمون باداء واجباتهم العبادية، فيتحفز للصلاة، ومن جهة أخرى يحافظ على نفسه.

 رابعا: زيارة القبور لانها تنبه ضمير الانسان، ولذا يستحب ان يزور الانسان القبور ولو الشهر مرة، ليأخذ العِبرة والعظة، وان الموت آتٍ لا محالة، فماذا نحن مقدمون لما بعد الموت؟

خامسا: من الامور المهمة في المحافظة على الصلاة، هو اداؤها في اول وقتها.

وكلمة أخيرة: إن الصلاة، تبرز جمال المؤمن، وتعمّق روح الانسان الشيعي، وتعتبر كنزا قيما يجب المحافظة عليها، وإن التفريط بالصلاة يسبب أعظم البلاء والهلاك.

عن المؤلف

هادي أسد

اترك تعليقا