الأخبار

دعوات للحكومة الباكستانية باتخاذ إجراءات صارمة لمنع الهجمات التكفيرية ضد المسلمين الشيعة في پاراچنار

الهدى – متابعات ..

دعا رئيس حزب مجلس وحدة المسلمين في باكستان، السيناتور الشيخ راجا ناصر عباس جعفري، الحكومة الباكستانية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع هجمات الجماعات التكفيرية ضد المسلمين الشيعة في منطقة پاراچنار.
وطالب جعفري، من الحكومة الباكستانية بمنع الهجمات التي تشنها الجماعات التكفيرية ضد المسلمين الشيعة في پاراچنار، وهددوا بتنظيم “مسيرة مليونية للسلام” من إسلام آباد إلى پاراچنار.
وأكد الشيخ جعفري، في مؤتمر صحافي عقده في نادي الصحافة في إسلام آباد، أن القوى التي تسعى لإشعال الفتنة في پاراچنار تهدف إلى الحرب، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة أسفرت عن استشهاد 35 شخصًا وإصابة العشرات.
وأوضح أن منطقة كورّام تضم سكانًا محبين للسلام، ولا توجد فيها مصانع للأسلحة أو مراكز لتجارة المخدرات.
كما أشار إلى أن الهجمات تأتي من جميع الجهات، وأن الحكومة الإقليمية وأجهزة إنفاذ القانون فشلت في تحقيق الأمن في المنطقة، منتقدا في ذات الوقت الإعلام لعدم تسليط الضوء على التوترات في پاراچنار، وداعيًا الحكومة إلى التدخل الفوري لوقف هذه الحرب.
يذكر أنّ هذه الاعتداءات مستمرة منذ ستة أيام، ولم يتم تغطيتها بشكل كافٍ في وسائل الإعلام، وتشير التقارير إلى أن السلطات الفيدرالية والإقليمية لا تولي اهتمامًا كافيًا لحماية أرواح وممتلكات المواطنين في هذه المنطقة.
وأكد الشيخ جعفري أن الوحدة بين الشيعة والسنة في منطقة كورّام كانت واضحة ومشهودة في انتخابات عام 2024، مبرزًا أنهم قدموا عشرات الآلاف من الشهداء من أجل الوحدة دون اللجوء إلى السلاح، مطالبًا بتحقيق السلام الكامل في پاراچنار.
من جانبه، قال عضو البرلمان الوطني عن منطقة كورّام الباكستانية، المهندس حميد حسين، أن المنطقة تحترق بنيران الحرب، وأنه يرفع صوته من أجل السلام في كل جلسة برلمانية، لكن يبدو أن لا أحد يسمع، موضحاً أن هذه الحرب فُرضت على سكان كورّام بالقوة، وشدد على أن قرار أهالي المنطقة واضح وهو عدم السماح لأي قوة خارجية بدخول المدينة، متسائلاً عن سبب هذا القتل العشوائي للبشر لأجل قطعة أرض، وعن الجهات التي تشعل هذه الحرب، مشيرًا إلى أن هناك مسيرة سلام بين جميع الطوائف يومًا ما، وفي اليوم التالي تشعل القوى الخفية الفتنة وتبدأ الحرب.
وأضاف حسين أن الحرب مستمرة منذ أيام في پاراچنار، وأن الحكومة فشلت تمامًا في فرض سيطرتها، وأكد أن مطلب سكان پاراچنار الوحيد هو تحقيق السلام وعدم سلب حقهم في الحياة والراحة.
وشارك في المؤتمر الصحافي نائب رئيس مجلس وحدة مسلمین، السيد أحمد إقبال رضوي، والقيادي المركزي لمجلس وحدة مسلمین، إقرار حسين علوي، وقادة مجلس علماء مکتب أهل البيت، العلامة عيسى أميني، وعدد من العلماء والمسؤولين المركزيين لمجلس وحدة المسلمین.
ووُجهت النداءات إلى جميع المسلمين الشيعة في باكستان للبدء بالاحتجاجات في جميع المدن والمناطق، دعمًا للسكان الشيعة في باراچنار، وأشارت المصادر إلى أنّ منطقة باراچنار تشهد نقصًا حادًا في الأدوية والمواد الغذائية، مع استمرار إغلاق الطرق من جميع الجهات.
من جهته، دعا المجتمع المحلي الجهات المعنية، بما في ذلك الرئيس آصف زرداري، ورئيس الوزراء شهباز شريف، ورئيس أركان الجيش الجنرال عاصم منير، ورئيس القضاء قاضي فائز عيسى، ورئيس وزراء خيبر بختونخوا علي أمين جندابور، وزعماء الأحزاب السياسية والدينية، إلى التدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات.
وطالب السكان بتقديم شكاوى موثقة إلى الأمم المتحدة والمحكمة الدولية، مشيرين إلى أنّ الحكومة الباكستانية والسلطات المحلية لم توفر لهم العدالة على مدى 77 عامًا، وأنهم يتعرضون لنفس المعاملة اللاإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزّة من قبل “إسرائيل”.
وأسفرت الاشتباكات الأخيرة في منطقة پاراچنار عن استشهاد 35 من الشيعة، بينهم طفلان بالإضافة إلى إصابة أكثر من 50 شخصًا، بينهم العديد من الأطفال.
كما قُتل أكثر من 30 من المسلحين التكفيريين، بينهم عدة أفغان، ويُقال إنّ بعض الفصائل المتشددة من حركة طالبان الأفغانية شاركت في هذه الاشتباكات.
وأكدت مصادر من حزب مجلس وحدة المسلمین في باكستان تصاعُدَ الهجمات بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون على المناطق السكنية والمزارع التابعة للمسلمين الشيعة في مختلف أنحاء مدينة پاراچنار وضواحيها، مشيرةً إلى أنّ القوى التكفيرية بالتعاون مع إرهابيي حركة طالبان/باكستان استهدفت مجددًا المسلمين الشيعة.
وتُعتبر مدينة پاراچنار مركز منطقة قبائل كرّم، حيث يشكّل المسلمون الشيعة الأغلبية السكانية، وقد تم ضمها إلى إقليم خيبر بختونخوا عام 2018.
وشهدت المنطقة في السنوات الأخيرة اعتداءات إرهابية من قبل العناصر التكفيرية، مما أدى إلى فرض قيود صارمة فيها.
وفي أعقاب هذه الاشتباكات، اجتمع كبار أهل السنة في قرية بوشهره وطلبوا من زعماء الشيعة في پاراچنار حل النزاعات من خلال عقد جلسة صلح.
وكان تدخل الجماعات المسلحة التكفيرية الباكستانية – الأفغانية في النزاعات العقارية والمذهبية في منطقة كورّام دائمًا سببًا في اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الشيعة والسنة في پاراچنار.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا