الأخبار

الصين تنتزع أطفال الإيغور المسلمين من عائلاتهم لإبعادهم عن عقيدتهم

الهدى – وكالات ..

كشف تقرير عن جريمة الصين المتمثلة في انتزاع الأطفال الإيغور المسلمين من عائلاتهم وتطبيق سياسة الاستيعاب القسري عليهم.
والتقرير، الذي نُشر مؤخراً على الموقع الرسمي لـ”مركز المصالح الوطنية لتركستان الشرقية”، يعرض تفاصيل القمع التاريخي غير المسبوق في تركستان الشرقية، مؤكدًا أن الصين تسلب الأطفال الإيغور من عائلاتهم بهدف التصيين.
وشارك في إعداد التقرير، الدكتور ماغنوس فيسكيسيو، من جامعة كورنيل، والباحثة المستقلة، رقية توردوش.
ويؤكد التقرير على أن أكبر جريمة اختطاف للأطفال واستيعابهم قسريًا تجري حاليًا في إقليم تركستان الشرقية المسلم الذي تحتله الصين وتمارس عليه الحكم الاستعماري.
ويشير التقرير إلى أن الصين نفذت سلسلة من عمليات الاختطاف الجماعي استهدفت أطفال الأويغور والكازاخستانيين وغيرهم من الأطفال الأتراك، كجزء من حملة القمع التي تشنها على المنطقة.
وعلى الرغم من أن عمليات الاختطاف بدأت في 2017، إلا أن القمع الصيني يعود إلى عام 1949، عندما احتلت الصين تركستان الشرقية.
ويوضح التقرير أن الصين أرسلت المراهقين الأويغور إلى ما يسمى بـ “المدارس الخاصة” و”دارليتامز”، حيث فصلتهم قسرًا عن أسرهم وبيئتهم اللغوية والثقافية ومنعتهم من استخدام لغتهم الأم.
والأطفال الذين عصوا الأوامر تعرضوا للضرب والتعذيب، وتم فصلهم عن ثقافتهم، مما أدى إلى نسيان لغتهم الأم خلال عامين.
ويعتمد التقرير على شهادات شهود عيان وصور وفيديوهات للحراس في “دارليتامز”، وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية والسلطات المعنية.
وأعد هذا التقيرير بالتزامن مع فعالية 27 أكتوبر 2023 في جامعة كورنيل بعنوان “شباب الإيغور في حركة الإبادة الجماعية في الصين”.
كما كشف التقرير عن تنظيم الصين لمعسكرات للأطفال تحت اسم “يسلي”، حيث يتم إخفاء الأطفال في المباني الحكومية المهجورة والمساجد المغلقة في تركستان الشرقية. وفي هذه المعسكرات، يُمنع الأطفال من التحدث بلغتهم الأصلية ويتم تدريبهم ليكونوا صينيين بالكامل، بهدف فصلهم تمامًا عن هويتهم العرقية والدينية.
وفي السنوات الأخيرة، عاقبت السلطات الصينية أعدادًا كبيرة من الإيغور في شينجيانغ بسبب أنشطة دينية، بما في ذلك تعليم القرآن للأطفال، وفقًا لوثائق الحكومة الصينية المسربة، والبيانات التي جمعتها جماعات حقوق الإيغور، وروايات معتقلين سابقين من “إعادة التعليم” المعسكرات.
وقد جرمت السلطات مثل هذه الأنشطة لأنها تتذرع بأن الإيغور يستخدمون الدين للتحريض على تقويض سيادة الدولة.
كما غيرت الصين أسماء مئات القرى في منطقة شينجيانغ في خطوة تهدف إلى محو ثقافة الإيغور بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
ووفقاً لتقرير صادر عن المجموعة، تم استبدال أسماء مئات القرى التي تتعلق بدين أو تاريخ أو ثقافة الإيغور بين عامي 2009 و 2023 في شينجيانغ.
واختفت كلمات مثل “سلطان” و”مزار” من أسماء الأماكن، لتحل محلها مصطلحات مثل “الوئام” و”السعادة” وفقاً للبحث الذي يستند إلى بيانات منشورة في الصين.
وفي السنوات الأخيرة، قامت السلطات الصينية “بتغييرات” جذرية للمجتمع في شينجانغ في محاولة منها لتغيير وطمس سكان الأقلية الإيغورية إلى داخل الثقافة الصينية السائدة.
وقام باحثون من هيومن رايتش ووتش ومنظمة “إيغور هيلب” بدراسة أسماء القرى في شينجيانغ من الموقع الإلكتروني للمكتب الوطني للإحصاء الصيني على مدار 14 عاماً، ووجدوا أن أسماء 3600 قرية من أصل 25 ألف قرية في شينجيانغ قد تم تغيير اسمها خلال هذا الوقت.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنه في حين أن غالبية هذه التغييرات في الأسماء تبدو “عادية” إلا أن حوالي الخُمس أو 630 تغييراً منها يزيل الإشارات إلى دين الإيغور أو ثقافتهم أو تاريخهم.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا