احتفظت بكتابة هذه الكلمات لحين انتهاء زوبعة “العملاء والجهلة”!
فقد تكشّفت الأقنعة خلال الأيام الماضية، وباختصار فكل من قال بأنَّ القانون يسمح بزواج البنت بعمر 9 سنوات، إما جاهل أو عميل، وكل من قال أن القانون المقدّم يحرم المرأة من الميراث، إما جاهل أو عميل، وكل من قال بأن القانون يربط النفقة بالاستمتاع، إما جاهل أو عميل، من غير فرق بين أن يكون الشخص؛ مهندس، محامي، طبيب، ممثل، رقّاص، شخصية وهميّة!
عفواً على التعبير ولكن؛ حقيقة من هرّج ضد القانون ـ في الحقيقةـ مأمور بهذا التهريج، لأنّه لم يطلّع على القانون اصلاً وقد كتب قصّ ولصق فقط.
القانون منشور وهو عبارة عن صفحتين لم يتناول أي من القضايا التي روّجت ضدّه، وإنّما قال كلمة واحدة: كما أنَّ المسيحي له الحق بأن تكون أحواله الشخصية وفق الكنيسة، والسني الحنفي يتمتع بالقانون الحالي المطابق في قسم كبير منه للفقه الحنفي، كذلك الشيعي له الحق بأن يكون له قانون يتطابق مع شريعته التي يؤمن بها.
وأحال التفاصيل إلى كتابة مدوّنة تعرض على البرلمان خلال ستّة أشهر، وفق ما يراه الفقهاء الذين هم أصحاب اختصاص في هذا الأمر، وكل ذلك تفعيلاً للمادة 41 من الدستور العراقي، علماً أن هذا الأمر موجود في دول كثيرة اليوم مثل: الكويت، البحرين، إيران، بريطانيا وغيرها من دول العالم.
هل أنت مؤمن بشريعة السماء أم لا؟ بعيداً عن التفاصيل؛ حين تعترض على حكم من أحكام الله تعالى، فهناك خلل في إيمانك، فحين ترد الحكم أنت ترد على الله، وترد على رسول الله، يعني أنك لا تؤمن بأن الله حكيم ولا تؤمن بأن النبي صادق ينطق عن الله
والآن، أخي الشيعي.. أختي الشيعية.
أنت الذي روّجت بالسلب، وعلّقت بالسلب، و ربما بالطعن على الدين والعمامة، والإسلام أو ربما وقفت متفرجاً، فقد وقعت في فخ هؤلاء، وصدّقت أكاذيبهم عليك أن تراجع نفسك مرّتين بل ثلاث مرات:
الأولى: لماذا تميل مع كل ريح؟ لماذا لم تسأل اهل الاختصاص قبل التعليق؟ لماذا لم تقرأ القانون قبل أن تنشر؟ أنت وقعت ضحيّة لمن كنت تثق بهم من مشاهير وقد كذبوا عليك، كما هم يكذبون عليك في قضايا كثيرة، وهذا موقف يكفي أن تجدد النظر فيمن تتابع ومَن تسمع له.
الثانية: هل أنت مؤمن بشريعة السماء أم لا؟ بعيداً عن التفاصيل؛ حين تعترض على حكم من أحكام الله تعالى، فهناك خلل في إيمانك، فحين ترد الحكم أنت ترد على الله، وترد على رسول الله، يعني أنك لا تؤمن بأن الله حكيم ولا تؤمن بأن النبي صادق ينطق عن الله، يعني أنك تتبع هواك، فعليك أن تجدد النظر مع نفسك وتراجعها هل أنا مؤمن بحكم الله، أم اتبع اهوائي وما يناسبني من أحكام الدين فقط!
الثالثة: كل هذه الهجمة والبيانات والمنشورات ضد تطبيق حكم واحد من أحكام الله، فماذا لو ظهر الإمام الحجة المنتظر، عجل الله فرجه؟ و أراد تطبيق القرآن الكريم وأحكام السماء، فهل ستقف معه أم ضده؟ إذا كنت تقف معه، فلماذا لا تقف مع تطبيق الحكم الآن؟ أنت أمام امتحان حقيقي وواقعي، فتأمّل جيداً.
كلي ثقّة بأن هذا القانون سوف يمضي يوماً ما رغماً على أنف كل سفير وسفيرة، وتافه وتافهة، وسينعم الناس بحكم الله وفقه الإمام جعفر الصادق عليه السلام، نعم سيشعر بعضهم أنّ بعض التشريعات تضرُّ به، ولكن عليه أن لا ينسى قول الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.