أدب

سيري .. واصدحي يا جبل الصبر

السلام عليك يا بطلة كربلاء .. السلام عليك  يا عقيلة بني هاشم  يا زينب الحوراء سيري الى  ما شاء الله، فالفتح قريب، اصدحي بصوتك البليغ  في وجه الظالمين، وانشري النور في ظلام العالم علَّ الضمائر تصحو فتروي عطش القرابين، سيري فكرة، وقيماً علوية سامقة لتحيا العصور ويتألق الإنسان بتوهجه وإيمانه وتطلعاته  لكي يكون حراً أبياً، يعيش بكرامة وإباء متمسكا بمبادئ سيد الشهداء، عليه السلام، منعّماً بالمحبة والألفة وسامياً بالأخلاق العالية مدافعا عن الدين وعن وجوده وعن إنسانيته التي حباها الله له.

سيري يا ابنة الأخيار وشقّي ظلمات الدهور لتبزغ شمس الحرية والانعتاق من عبودية العروش والأصنام التي تسلطت على البشرية الحالمة، سيري وثوري على كل طاغية أثيم، ليتعلم الإنسان كيف يتحمل الرزايا وكيف يثور وكيف يقتدي بالحسين وأولاده وأصحابه، ويقدّم التضحيات من أجل أن تبقى راية الاسلام خفاقة في الأعالي .

سيري وزلزلي الطغاة لتقرب نهاياتهم ويسقطون في هاوية الجحيم، أيتها العالمة العظيمة والصابرة على الرزايا، أي قوة تملكين يا سيدتي وأي إيمان، وكيف لا وأنت بنت الكرار.

شاء الله أن يختاركِ لهذا الدور العظيم، لأنكِ أهل له رغم كل المصائب التي تكالبت عليكِ، ولكنها فشلت من أن تنال منكِ، بل كانت سبباً في ثباتكِ وعزمكِ على المضي لتحقيق الاهداف التى ضحى من أجلها الامام الحسين وأبي الفضل العباس عليهما السلام وباقي الشهداء، سيري لتكملي ما بدأ به الحسين، عليه السلام، لإضاءة العالم القابع في الظلام والخراب.

 والسلام عليكِ بما صبرت واحتسبت وبما بذلت من قرابين وتضحيات وخطابٍ

  باسل يتحدى الطغاة.

 وأقول مُقصّرا قصيدةً في حقها (طَفٌّ على أكتافِها):

شُمّ الجبالِ أمامها تتصــــــــــــدّعُ

ونوائـبٌ عُظمى تُذَلُّ و تَركـَـــــعُ

مُذ فجرِها كان النبيُّ مُنبِّئــــــــــــاً

عما سيُجهدُها وسالت أدمُــــــــعُ

شبّـتْ على  جَلَلِ الرزايا عنــــــوةً

برحيل ِ أهلِ البيتِ ظلّت تُفجَــــعُ

فبِجَدِّها وبأمِّـــــها وبوالــــــــــــــدٍ

وأخٍ وآخرَ كيف لا تتوجّـــــــــعُ

وَرِثتْ خصالا ً لن تُهَدَّ قلاعُهــــا

ولبُابُها  في نَهجِهمْ  مُتضَلـِّــــــعُ

ماجت بآهات الكُروبِ وكابــدَت

وتَصبّرتْ  ولربِّها تتضَــــــــرّعُ

نابَت عن الأحــرارِ حيث تصدّرتْ

لقيادةٍ ومصــــــــابُها لا يهجَـــــعُ

عطشٌ وأهــــــــــوالٌ وعنفٌ سافرٌ

ومتاهةُ الأطفـــــــالِ حين تَروَّعوا

والتلُّ يشهدُ والمُخيّم ظامــــــــــئٌ

والكونُ مضطربٌ  وخيْلٌ تهــرَعُ

دِيسَتْ على الرمضاءِ أَصْلَبُ أضلعٍ

وتكسَّرَت يوماً  بِغِلٍّ أضــــــــلـُـعُ

وتكالبوا حول الخيامِ وأَضرَمـــوا الـ

ـحِقدَ الدفيـــنَ وهكذا هُمْ أَجْمَعـــوا

مضت الرؤوسُ على الرماحِ مَقوُدَةً

وعلى الثرى جسدُ الحسينِ مُقطَّـعُ

ولرايةِ العباسِ  رمزٌ  سامـــــــــقٌ

ما أَخفَقتْ , بِيَدِ العَقيلةُ  تُرفَـــــــعُ

طَفٌّ على أكتافها  في رِحلـــــــــةٍ

دارتْ بها الفلواتُ كيْما تَــــــزرَعُ

   علَّ الحقول تشبُّ  في  أرجائِهــــا

وتزولُ من عمقِ النفوسِ البلقــــعُ

   فلزينب شأنٌ و دورٌ زاهـــــــــــرٌ

كالبدر من غَيْمِ الشدائدِ تطلـُــــعُ

صوتٌ صَدوحٌ للطفوفِ مُجلجِلٌ

كم كذَّبوا وهي الحقيقةُ تسطـــــــعُ

فلقد سَرَت لتُنيرَ عتمةَ أعْصُــــــرٍ

ويُشادَ في كلِّ الأمـــــاكنِ مَوضِعُ

فتضجّ في ذِكْرِ السليبِ مجــــالسٌ

والحقُّ يعلو حيث يرقى المَصرَعُ

لا السبيُ أرّقها ولا عُسر المـــدى

أو سوط شمرٍ في الطريقِ يُقَـرِّعُ

إذ هَمَّها الخِدرُ المقدسُ فهو رغـــ

ــم  قَتامِ ريحِ النازلاتِ مُـــــــــدَرَّعُ

صَمدَت بوجهِ الحاقدين وزلزلــتْ

عرشَ الطغاةِ بوَقفةٍ فتَشَنَّعــــــــوا

في خُطبَتيْها  أشرقت بحقائـــــقٍ

وبصوتها ثار َ البيـــــــانُ المُبدِعُ

ذادت عن السجّاد حيــــن تجبّروا

فهو الإمامُ وعنه  شرّاً  تدفــــــعُ

فبنفسها تفديه  تفقه شأنــــــــــــه

إذ قاومت وشموخها لا يخضــــع

لا شيء يُوهِنُها  وإنْ جارَ الظَـلامُ

على الضياءِ فكَم تجودُ وتَبْرَعُ

بِنتُ الهُمام ِ بَليغـَــــة ٌ و شجاعةٌ

قد ألجمَت أفواهـَــــهم فتقنّعـــــوا

وتنبّأتْ بزَوالِهم  في ذِلّـــــــــــــةٍ

فتبدّدَ الأشــرارُ حين تَجمّــــــعوا

ولِبِنْتِ سيدةِ النساء ِمواقـــــــــفٌ

فهي الأبيَّةُ قد سَقاها المَنبـَــــــعُ

مهما هَمَت فوق المُصابِ قوارعٌ

فسَليلة الأطهــــــــارِ منها أشجَعُ

عن المؤلف

كفاح وتوت

اترك تعليقا