الهدى – وكالات ..
دعا ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، في البحرين، عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعيّ، إلى الاستعداد لإحياء «يوم الأسير البحرانيّ» الذي يصادف في يوم 24 يوليو/ تمّوز من كلّ عام.
وشدّد الائتلاف، في بيان له، على ضرورة الوقوف مع المعتقلين السياسيّين، والتمسّك بحقّهم في الحريّة من دون قيد أو شرط، وتقدير تضحياتهم ومعاناة السنين التي ذاقوها في سجون النظام الخليفيّ.
يذكر أنّ ما يقارب بالـ 600 معتقل سياسيّ لا يزالون يقبعون في سجون النظام التي تفتقر لأدنى مقوّمات المعيشة الإنسانيّة، وفي مقدّمتهم الرموز القادة، وعشرات المرضى، وغيرهم ممن لديهم أوضاع إنسانيّة صعبة، إضافة إلى عدد من «معتقلي المعامير» الذين اعتقلوا في العام 2009، حيث سجّل وصول عدد المعتقلين السياسيّين في البحرين في سنوات الثورة إلى أكثر من 5000 معتقل.
وقد سُجن هؤلاء المعتقلون وحوكموا في محاكم فاقدة الشرعيّة على خلفيّة سياسيّة وبتهم كيديّة مفبركة، ووصلت أحكام بعضهم إلى الإعدام والمؤبّد مع إسقاط الجنسيّة باعترافات انتزعت تحت التعذيب في غرف التحقيق الإرهابيّ بتهم جاهزة وفق ما يقرّرها الجلّادون، حيث يعمد النظام إلى سياسة الإخفاء القسريّ لتحقيق غاياته، كما استشهد بعضهم تحت التعذيب أو نتيجة الأمراض التي أصيبوا بها داخل السجن وتفاقمت بسبب سياسة حرمانهم العلاج.
وانبثقت فكرة تخصيص يوم الأسير البحرانيّ في العام 2015، بعد مضيّ 4 سنوات على انطلاق شرارة ثورة 14 فبراير، وتزايد أعداد المعتقلين على خلفيّة سياسيّة، مع تعرّضهم لأبشع الانتهاكات وشتّى أنواع التعذيب، فكان أوّل يوم لهذا الشعار يوم الجمعة 24 يوليو 2015.
وفي ذلك العام دخل معتقلون سياسيّون في إضراب عن الطعام احتجاجًا على جرائم التعذيب الجسديّ والنفسيّ التي يتعرّضون لها، فيما أعلنت جماهير الشعب البحرانيّ مشاركتها الفاعلة في فعاليّات «يوم الأسير البحرانيّ»، حيث عمّت مدن البحرين وبلداتها التظاهرات والاعتصامات والفعاليّات الثوريّة، من قطع الشوارع والساحات وإشعال نيران الغضب فيها، أكّدت خلالها الجماهير تضامنها المصيريّ مع الأسرى، كما ازدانت شوارع مدن البحرين وبلداتها بصور الأسرى، وعُقدت أمسيات ابتهاليّة في بيوت العديد منهم في عدد من المناطق.
وتشهد السجون الخليفيّة في هذا العام اعتصامات وإضرابات عن الطعام من المعتقلين، يرافقها حراك شعبيّ متواصل، إصرارًا على تبييض السجون كاملة من أيّ معتقل رأي، ولا سيّما مع سوء الأوضاع المتفاقمة فيها من أمراض وانتهاكات وسوء معاملة وسياسات انتقاميّة.
ونصرة للمعتقلين السياسيّين في سجون النظام، الذين يرزحون تحت انتقام إدارات السجون وسياساتها القمعيّة، يواصل شعب البحرين حراكه الغاضب.
ففي هذا السياق شهدت البلاد القديم والدراز مسيرات غاضبة للمطالبة بالإفراج الشامل وتبييض السجون، وأعرب المتظاهرون عن تضامنهم مع الفتى «حسين حبيب بداو» الذي أصيب على يد مرتزقة النظام أثناء قمع مسيرة «جمعة نصرة الأسرى»، ونظّم أهالي السنابس وقفة تضامنيّة مع السجناء، مطالبين بالإفراج الفوريّ عنهم.
وفي السياق نفسه أشعل الثوّار في بلدة المالكية نيران الغضب، وقطعوا في بني جمرة والعكر الشارع العام تنديدًا بسياسة القمع والهمجيّة الخليفيّة ضدّ الحراك السلمي.
وفي عاصمة الثورة سترة علّقت يافطات نصرة الأحبّة الأسرى في مسار العزاء المركزي.
ويستعدّ الشعب البحريني لإحياء «يوم الأسير البحرانيّ» في 24 يوليو/ تموز الجاري، تزامنًا مع مواصلة اعتصام المعتقلين في سجون النظام البحريني للمطالبة بحريّتهم.