مناسبات

اِبدأ من جديد

هنالك مادة عندما توضع على النحاس يتحول ذهباً؛ لأن النحاس لا يملك قدرة على تغيير ذاته، فيحتاج الى تلك المادة، وعكس ذلك في الإنسان؛ ذلك أن  الله  ــ سبحانه وتعالى ــ منحه شيئاً يسمى بـ(الإرادة)، التي يقول عنها سبحانه وتعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}، فيمكنه من خلالها تغيير نفسه الى الأفضل، فيمتنع عن العادات السيئة، ويتحلى بالأخلاق الفاضلة، ويتقدم في الحياة، ويغير واقع مجتمعه.

وهناك أشهر وايام يندفع فيها الانسان لتغيير نفسه؛ لأنها أشهر ربانية، ومنها شهر رمضان الذي انقضى، ولكن قد اقبل إلينا شهر محرم الذي تتجلى فيه أسمى مراحل الجود والكرم والإيثار، بالفعل يستحق ان نسميه شهر التغيير الحقيقي، فمن يعزم على ذلك بالفعل تتبدل حياته بأكملها.

ولقد سمعنا وقرأنا قصصاً عن الكثيرين ممن يلازمون الصفات السيئة، تغيرت حياتهم، لما سمعوه عن تضحية سيد الشهداء، عليه السلام، وأصحابه الأفاضل الذين تركوا زخارف الدنيا وزبرجها، وذهبوا الى الجنة مع سيد شبابها.

فأصحاب الإمام الحسين، عليه السلام، قدوة لنا، فالحر الرياحي كان قائداً في طريق الضلال، ولكن في لحظة واحدة قرر تغيير مجرى حياته؛ ليصبح بعدها جندياً تحت راية الهدى، ليقول عنه سيد الشهداء، عليه السلام: “بخ بخ يا حر أنت حر كما سميت في الدنيا والآخرة”.

لذلك فلنغتنم هذه الأيام، ونضحي قليلاً؛ لأجل أبي الاحرار الذي ضحى لأجلنا بكل ما يملك، فمدمن المخدرات، وشارب الخمر، والذي يقيم العلاقات مع النساء، والكذاب، والنمام، فليترك هذه الأفعال طاعة لله سبحانه، وحباً بالحُسين، عليه السلام، والمرأة الغير عفيفة، والتي لا تلتزم بالحجاب كاملاً، فلتتأسى بالسيدة زينب، عليها السلام، وبنات رسول الله، صلى الله عليه وآله، وتلبس حجابها كاملاً.

وهكذا بنشر اعمال الخير والصلاح نصبح امة حسينية متكاملة، لكي نرتقي الى مقام التمهيد لظهور صاحب العزاء الغائب، عجل الله فرجه الشريف.

وهنا اكتب بعض النقاط التي سمعتها او قرأتها للاستفادة من هذا الشهر:

أولا: توسلوا بالحسين، عليه السلام، فهو سفينة النجاة، ونور الله الذي يضيء الظلمات، فالحياة قصيرة، ونحن جئنا الى الدنيا لنتكامل ونرحل، ومن يساعدنا في التكامل هو الامام الحسين، عليه السلام، فاطلبوا منه، واعلموا بانه كأبيه علي، عليه السلام، لا يخيب سائلاً.

بنشر اعمال الخير والصلاح نصبح امة حسينية متكاملة، لكي نرتقي الى مقام التمهيد لظهور صاحب العزاء الغائب، عجل الله فرجه الشريف

ثانياً: احضروا المجالس، واغرفوا من تلك المناهل الروية، وتعلموا، لتعلّموا الآخرين، وتساعدونهم، وتنقذون مجتمعنا من شفا جرف المهلكات.

ثالثاً: فلتكن لديكم علاقة خاصة بالإمام الحسين، عليه السلام، مثل مساعدة صديق، أو نشر معارفه، أو أي شيء آخر يربطكم به، ويقربكم اليه، والمهم الإخلاص في ذلك العمل؛ لكي يديم الله عليكم نعمة التوفيق، لخدمة هذا الامام العظيم، ويكفي اننا نرى ابي الفضل العباس، عليه السلام، الذي أصبح باباً للحوائج بفضل خدمة سيد الشهداء، عليه السلام.

رابعاً: الدعاء لولي امرنا، الغائب المنتظر، عجل الله فرجه الشريف، وان نشاركه ثواب اعمالنا، فتقول اذهب الى الحسينية، واشارك في الخدمة، ولكن اعطي جزاء تلك الاعمال الى الامام الحجة بن الحسن.

عن المؤلف

سجاد أحمد كاظم

اترك تعليقا