الهدى – متابعات ..
اعلن وزير الدفاع التركي، يشار كولر، ان عمليات التوغل شمال العراق لن تتوقف قبل شهر تشرين الثاني المقبل، مؤكدا ان الهدف الرئيس منها هو السيطرة على جبل (كارا) بالكامل.
وقال كولر، في حديث صحفي، ان “هدفنا السيطرة على مرتفعات كارا بالكامل، وان العملية العسكرية تنتهي في تشرين الثاني المقبل”، مضيفا ان “فرض الحصار الجوي على أجواء السليمانية سيستمر ايضا، وعلى السليمانية تنفيذ مطالب أنقرة، الكرة في ملعب المسؤولین هناك”.
من جانبهم، وصف مراقبون للشأن الامني مشروع وزير الدفاع التركي يشار كولر في التوغل شمال العراق، بـ”المخطط الخبيث”، داعين رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني الى وقف هذا التوغل الخطير.
واوضح المراقبون، في احاديث صحفية، ان كولر، اعلن بشكل مباشر ان هدف عملياته في شمال العراق، هو السيطرة على سلسلة جبل (كارا) في العراق”، مشيرين الى خطورة هذا الهدف على المستوى الامني والجيوسياسي في للبلاد.
واضافوا ان “جبل كارا، يقع نصفه في دهوك، والنصف الاخر في محافظة نينوى، ما يعني ان تركيا تريد التوسع لتضم نينوى اليها”، مشددين على ضرورة ان يقوم القائد العام للقوات المسلحة بالايعاز الى الجيش العراقي، بنصب نقاط عسكرية على الجبل.
الى ذلك اكد المتحدث باسم كتلة دولة القانون البرلمانية، النائب عقيل الفتلاوي، اليوم السبت، ان جميع القوات الامنية في اقليم كردستان غير قادرة على صد التوغل التركي، مطالبا بالسماح للقوات العراقية بالتمركز داخل الاقليم لصد الاعتداءات الخارجية.
وقال الفتلاوي، في تصريح صحفي، ان “الاتفاقات السياسية سيئة الصيت تسببت بعدم تواجد القوات الامنية العراقية داخل اراضي الاقليم”، مشيرا الى انه “يجب اعادة الاتفاق السياسي مع الجانب الكردي، بشأن تواجد القوات الامنية العراقية على الارضي الكردية من اجل صد اي اعتداء خارجي والحفاظ على سيادة البلاد”.
واضاف الفتلاوي ان “ملف صد التوغل التركي على الارضي العراقية في الشمال هو مطلب جماهيري قبل ان يكون قرارا سياسيا”، لافتا الى ان “الحكومة لا تستطيع ان تعلن عن التوغل التركي بشكل رسمي وذلك بسبب وجود انفراج سياسي”.
واشار الى ان “القوات التركية تاخذ مسارات متعددة ومن الممكن ان نجد انفسنا في المستقبل غير قادرين على عمل اي شيء”، مؤكدا انه “يجب اعادة غربلة الاتفاق السياسي بشأن تواجد القوات العراقية على الارضي الكردية”.
واستنكر الاتحاد الوطني الكردستاني، اليوم السبت، التوغلات التركية في الإقليم، فيما أكد ان ثلاث مناطق فيها عشائر كبيرة نزحت نحو مراكز المدن بسبب التقدم العسكري التركي نحو مناطقهم.
وقال القيادي في الاتحاد، غازي كاكائي، ان “العمليات العسكرية التركية مستمرة في مناطق اقليم كردستان، كما ان القصف وحرق المزارع وهجرة المدنيين من قراهم مستمرة”، مستدركا “في بعض المناطق المعروفة ببعض العشائر الكبيرة تم اخلاؤها مثل (البروارية والنيروية والريكانية) بسبب العمليات العسكرية التركية الجارية في تلك المناطق”.
وأضاف كاكائي، ان “تركيا لديها اطماع في العراق وتسعى ان تجعل حزب العمال الكردستاني ذريعة لتنفيذ اجندتها، وأنقرة لديها اطماع توسعية من خلال نصب نقاط التفتيش والتواجد العسكري الضخم وإقامة المعسكرات الجديدة تظهر لنا نيتها وهو عدم الانسحاب واحتلال هذه المناطق”.
وتابع: “للأسف الشديد، الصمت العراقي بشقيه العربي والكردي مخيب للآمال، وزير الخارجية العراقية كان من المفترض ان يكون لديه خطوات جدية لوقف هذا الاحتلال فهو يبرر هذه العمليات العسكرية التركية على الاراضي العراقية”.
ومضى بالقول: اننا “بحاجة لقرار وطني وخطوات جدية تخطوها الحكومة الاتحادية في بغداد”، مشددا على أن “تركيا تقصف بشكل مستمر محافظات عراقية، وليست فقط في كردستان انما قصفت مخمور وسنجار وهذا القصف ليس المرة الاولى التي تقوم بها تركيا بالتجاوز على العراق وسيادته”.