الأخبار

مواكب عزاء عاشوراء تنطلق في انحاء العالم

الهدى – متابعات ..

تشهد العديد مدن العالم انطلاق مواكب العزاء لاحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين وثلة من اهل بيته واصحابه (عليهم السلام).
وبدأ المسلمون الشيعة في دولة غانا الواقعة غرب إفريقيا برفع الأعلام العاشورائية السوداء بالتزامن مع حلول شهر محرم الحرام، إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأنصاره الأوفياء في كربلاء، إذ تأتي هذه الخطوة في إطار التمسك بالتقاليد العاشورائية وإظهار الوفاء لمبادئ الثورة الحسينية.
وفي منطقة تامالي التابعة لدولة غانا، اجتمع الشيعة عصر الأحد ورفعوا الراية الحسينية السوداء على سارية تحاذي المسجد الجامع بالمنطقة.
وهذه الراية، تعتبر رمزًا للحزن والأسى على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث رُفعت وسط أجواء من الحزن والتفاني، مع ترديد المجتمعين لشعار “لبيك يا حسين” تعبيرًا عن الولاء والتفاني لمبادئ الثورة الحسينية.
وأعلن المجتمعون في تامالي أن هذه المراسيم ستستمر طوال شهر محرم، حيث سيتم إقامة العديد من الفعاليات الدينية والثقافية التي تستذكر تضحية الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأنصاره.
ويشارك في هذه الفعاليات عدد كبير من الشيعة، الذين يجتمعون لإحياء الشعائر الدينية وإظهار التمسك بالقيم الإسلامية التي ضحى من أجلها الإمام الحسين (عليه السلام).
وأعرب المشاركون في هذه المراسيم عن أهمية إحياء ذكرى عاشوراء في تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين الشيعة، ليس فقط في غانا، ولكن في جميع أنحاء العالم، مؤكدين أن استذكار مأساة كربلاء يعزز من عزيمتهم في مواجهة الظلم والاضطهاد، ويغرس في نفوسهم قيم الشجاعة والصبر والثبات على الحق.
وتمثل هذه الفعاليات فرصة للمجتمع الشيعي في غانا للتعبير عن هويتهم الدينية والثقافية، وتأكيد التزامهم بمبادئ الإمام الحسين (عليه السلام). كما تهدف إلى نشر الوعي بمأساة كربلاء وتعليم الأجيال الجديدة الدروس القيمة المستفادة من هذه الواقعة التاريخية.
وفي طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية في ايران، حضر العديد من المؤمنين الموالون لآل البيت الأطهار “عليهم السلام” مسرحية “تعزية” العزائية السنوية بمناسبة حلول شهر الأحزان والمصاب، محرم الحرام .
واستضيفت هذه المسرحية التي تقام بصورة دورية من قبل مسرح “رودكي” المخصص للعروض الحية في الهواء الطلق، حيث استهلت عروض مسرحية “تعزية” يوم أول أمس الأحد على أن تستمر طوال الأيام العشرة الأولى من الشهر الفضيل، إحياءً لذكرى استشهاد سبط النبي الأكرم، الإمام الحسين بن علي “صلوات الله عليهم”.
هذا وقد تم أداء عروض الـ “تعزية” الدينية من قبل فرقة “سيد الشهداء” المسرحية بإدارة “أحمد عزيزي”، حيث كان من بين العروض، مقطوعات قصائدية شعبية.
وأكدت هذه العروض على ثقافة عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين “عليه السلام”، حيث يعود تاريخ إقامتها للمرة الأولى في العهد البويهي خلال القرن التاسع الميلادي، مروراً بالعهد الصفوي للفترة بين (1501-1736)، إلا أنها شهدت قمة ازدهارها في العهد القاجاري الأول.
يذكر أن عروض الـ “التعزية” العاطفية الشيعية، كانت قد أدرجت على قائمة منظمة الـ “يونسكو” الأممية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في تشرين الثاني من العام 2010 على الرغم من أن أفرادها ليسوا بممثلين محترفين، وإنما أشخاص من طبقات مجتمعية مختلفة يؤدون هذه الأدوار التمثيلية بهدف التبرك.
الى ذلك أكد زعماء دينيون في باكستان على ضرورة توظيف فلسفة النهضة الحسينية المباركة لتعزيز الوحدة واليقظة ضد الفرقة والتطرف، وذلك مع بداية السنة القمرية الجديدة واليوم الأول من شهر المحرم، الذي يحظى باحترام كبير بين المجتمع الإسلامي وأتباع الديانات الأخرى في البلاد.
ووفقاً لوسائل إعلام محلية، شهدت باكستان اليوم انطلاق فعاليات إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه الأوفياء في كربلاء، مع تأكيد الزعماء الدينيين على أهمية استلهام فلسفة الانتفاضة الحسينية لتعزيز الوحدة والتصدي للفرقة والتطرف.
وفي رسالتيهما بمناسبة بداية السنة القمرية الجديدة وشهر محرم الحرام، أشاد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف بالإمام الحسين (عليه السلام) واستشهاد أصحابه في كربلاء، واصفين حادثة عاشوراء بأنها مظهر من مظاهر المعركة بين الحق والباطل.
ودعا الرئيس زرداري إلى استغلال هذه المناسبة لتعزيز التضامن بين المسلمين وتوجيه جهودهم نحو محاربة التطرف الذي يهدد النسيج الاجتماعي للبلاد.
من جهته، أكد رئيس الوزراء شريف على أن فلسفة عاشوراء تحمل في طياتها قيم التضحية والفداء من أجل العدالة، داعياً الشعب الباكستاني إلى الوقوف متحدين ضد كل محاولات الفرقة والانقسام.
هذا وقد أبدت القيادات الدينية والسياسية الباكستانية إجماعاً على أن شهر محرم يمثل فرصة ذهبية لتعزيز الروابط بين مختلف مكونات المجتمع الباكستاني، وتجديد العزم على مواجهة التحديات المشتركة بروح من الوحدة والتضامن.
وفي الكويت حضرت جموع غفيرة مراسم رفع راية العزاء لشهر محرم الحرام للعام 1446 هـ، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث أظهر مقطع مصور الجموع الحسينية وهي تحتشد أمام حسينية كبيرة في عاصمة البلاد، إذ رُفعت راية الإمام الحسين (عليه السلام) وسط هتافات النصرة “لبيك يا حسين”.
وأقيمت مراسم رفع راية محرم 1446هـ في أحد المساجد الرئيسية بعاصمة البلاد، وشهدت حضورًا كبيرًا من الكويتيين، مما يعكس التزام المجتمع بإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).
وكانت وزارة الداخلية الكويتية قد حذرت أصحاب ومشرفي الحسينيات الشيعية من رفع أي راية أو لوحات قماشية أو أعلام غير علم دولة الكويت، أو الخروج بمسيرات، داعية إلى الالتزام بالقوانين وتعليمات رجال الأمن، وأثارت هذه التحذيرات موجة من الغضب والانتقادات داخل الكويت وخارجها.
وتزامناً مع بدء مراسم العزاء في عشرة محرم في أفغانستان، تتصاعد المخاوف والهواجس من فرض طالبان قيوداً مشددة على إقامة هذه المراسمن وفي أول يوم من محرم، فرضت طالــبان قيوداً على مراسم العزاء في عشرة محرم بولاية غزني، جنوبي أفغانستان.
وقال عضو بمجلس علماء الشيعة بولاية غزني لوسائل الإعلام إن طالـبان طلبت من الشيعة عدم رفع رايات العزاء والحداد في الطرقات وعلى صعيد المدينة، ومنعتهم من إقامة العزاء في الأماكن العامة، مضيفاً أن طالـبان أوضحت أن مراسم العزاء يجب أن تقام فقط داخل المساجد والتكايا والحسينيات.
وفي العاصمة الهندية، نيودلهي، بدأت مراسم العزاء الحسيني مع حلول شهر محرم الحرام، حيث أقام المواطنون الشيعة في الهند منذ مساء الأحد فعاليات متنوعة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأنصاره في واقعة الطف.
واحتضنت العاصمة نيودلهي تجمعات حاشدة في العديد من المساجد والمراكز الدينية، حيث توافد الآلاف من محبي أهل البيت (عليهم السلام) للمشاركة في هذه الفعاليات العاشورائية.
وتضمنت هذه الفعاليات إلقاء الخطب الدينية التي تناولت جوانب من سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) ومبادئ ثورته، بالإضافة إلى اللطميات والمراثي الحسينية التي تعبّر عن الحزن والأسى لهذه الفاجعة الأليمة.
كما وشهدت الفعاليات مشاركة واسعة من مختلف الفئات العمرية، حيث ردد الحاضرون القصائد الحسينية وأداء الشعائر العاشورائية التي تعكس الروح الفدائية والتضحوية للإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه.
ويمثل شهر محرم الحرام في الهند، كما في العديد من البلدان الأخرى، فترة من التأمل والذكرى والتعبير عن الولاء لأهل البيت (عليهم السلام).
ويُعرف هذا الشهر باسم الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي استشهد في واقعة كربلاء عام 61 للهجرة، ليصبح رمزًا للصمود في وجه الظلم والطغيان.
وتعد ملحمة كربلاء، التي تجسدها نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، نبراسًا يهتدي به الأحرار والمظلومون حول العالم في نضالهم من أجل العدالة والحرية، وتستمر هذه الرسالة في إلهام الشعوب للسعي نحو تحقيق القيم الإنسانية النبيلة.
ويعتبر إحياء ذكرى عاشوراء في نيودلهي جزءًا لا يتجزأ من التقاليد الثقافية والدينية للجالية الشيعية في الهند، وتستمر هذه الفعاليات لمدة عشرة أيام، حتى يوم العاشر من محرم، حيث تصل ذروة الشعائر الحسينية في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء.
وفي السياق ذاته، احتشدت جموع كبيرة من محبي أهل البيت (عليهم السلام) في العاصمة الروسية موسكو، مساء أمس، في مركز موسكو الإسلامي، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، مع حلول شهر محرم الحرام، المعروف بشهر الأحزان والمصائب.
وشهدت الفعالية حضوراً مميزاً لأبناء الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في موسكو، بالإضافة إلى شخصيات بارزة دينية وثقافية واجتماعية من الجالية الشيعية في روسيا.
وبدأت مراسم العزاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم، لتليها خطب رثاء مؤثرة تناولت مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) ومكانته العظيمة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام).
كما شدد الخطباء على القيم والمبادئ التي ضحى الإمام الحسين (عليه السلام) من أجلها، مؤكدين على ضرورة التمسك بولاية أهل البيت (عليهم السلام) والسير على نهجهم في الدفاع عن الحق والعدالة.
وسادت أجواء المكان مشاعر عميقة من الحزن والخشوع، حيث تفاعل الحضور بشكل كبير مع فقرات المجالس، مرددين الأدعية والابتهالات، ومتضرعين إلى الله تعالى أن يمنحهم التوفيق للتمسك بنهج الإمام الحسين (عليه السلام) والسير على خطاه في مقارعة الظلم والظالمين، وأن ينالوا شفاعته في الدنيا والآخرة.
وعبر المشاركون عن عمق ارتباطهم بأهل البيت (عليهم السلام) وتعلقهم بمبادئهم الجليلة، مؤكدين على أهمية إحياء ذكرى عاشوراء لتعزيز روح الوحدة والتضامن بين أفراد الجالية الشيعية في موسكو.
واختتمت الفعالية بالدعاء والتضرع إلى الله، سائلين إياه أن يثبتهم على نهج الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام)، وأن يمنحهم الصبر والقوة في مواجهة التحديات، مؤكدين عزمهم على مواصلة إحياء هذه المناسبة الجليلة بكل ما تحمله من قيم إنسانية عظيمة.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا