السلام عليك يا قمة طأطأت لها القمم، السلام عليك يا روح طه و يا سراج الأمم، السلام عليك يا أبا الصبر، وهل يفي السلام يا واهب النور وعابر العصور؟
باتجاهك نمضي.. نشير اليك.. ونطلق أرواحنا الى سماء ألقك
يا مصباح الهدى نهفو اليك .. فعندك تطمئن القلوب وتتطهّر، وتحترق الذنوب فنرتقي يا سفينة نجاة العاشقين
يا حسين.. يا حسين
الطريق طويل، وبلا أنت كل طريق ضياع، الطريق طويل وبفيض نورك نشفى، وعلى أعتابك نستريح
الطريق اليك مروج وضياء، والطريق اليك هدى ونجاة.
بلا كللٍ أو مللٍ ننشر راياتنا علّها تظلّل جسدك الشريف، يا قاهر الضيم وحناجرنا تصدح بهذا النداء تلبية لندائك: يا حسين.
أي نشيد أطلقه دمك الطهور يا أصدح صوت، وأي زمان لا يخجل من وضوحك، وأي ظلام لا ينجلي بسراجك؟
باتجاهك نمضي، بطوفان عزمٍ وإيمان، نجيئ اليك، لحرارة عشقٍ أبدي لا يبرد، لأنك الحياة والأمل ولأنك الإباء والحرية والنعيم.
كم من العروش مضت وعرشك باقٍ، كم حاولوا وحاولوا ولكن هذي الجموع لم تزل تتدفق وتجري اليك بقلوب بيضاء لتفترش تربتك الطاهرة، وتنام بحضن مجدك وأمانك.
وسيول الدمع تستفيق فراتا علّها تسقيك شربة ماء، يا عطشا يروّي الأزمنة نأتيك نهرا ظامئاً لنرتوي من معينك.
كلُّ العيون ترنو الى ضحاك، تتكحل بزهوك، وهذي البراعم ترفع أشرعةَ حبها وولائها لتعانق أطفالَ الطفِ ترسم طريقها اليك، وماذا يردن هؤلاء النسوة غير ولائهن ولقائهن بزينب يطلقن الآهات والحسرات على ما جرى نصرة ومواساة لها يطلقن قلوبهن جمرا.
من أين ينهمر كل هذا العشق ولأي شيء يتزاحم الوافدون؟
باتجاهك نمضي لنتزود من فيض خلودك ونطلق للعالم صرختك: يا أبا الأحرار لأنك وارث النبيين، باتجاهك نمضي فباسمك الأمان، وبك النجاة، وبتربتك الشفاء.
كل هذه الدموع بعضٌ من عطائك، هذي الجموع تعرف ما أنت فهي تلبس ثوب إصرارها، لن يصدها ظلم الظالمين، ولا حقد الحاقدين، هذي الجموع بحر من العاطفة، وجبل من الفكر والتحدي والبسالة، هذي الجموع تحمل قضية الثائرين، وطيبة الطيبين؛ شيوخ، وشباب، ونساء، وأطفال، ومعوّقون جاءوا، جاءوا ينشدون نشيد الطهر والمحبة والسلام.
في حضرتك، يرجون الشفاعة والنجاة يا مصباح الهدى وسفينة النجاة.
تزدحم الجموعُ شوقا اليك وهي تنسج من شغاف القلوب حبها وولاءها يا ابن البتول.
هذي الجموع تتوحد تحت رايتك لترسم للتاريخ زهو كبريائك بسطور من ذهب النقاء ولآلئ.
التجلي والارتقاء، هذي الحشود كخليةِ نحلٍ نذرت وتعهدت لك بإخلاصها ووفائها تتوقد بنورك وتتألق بألقك، يا سيدي كل العقول وكل القلوب تشير اليك، وتحفر في لوح التاريخ معاني الحب وخلود المعاني.
هذي الحشود تتسلق وتعرج اليك يا سلّم المجد ولا مجد بعدك يا حسين ..
معطر هو الفضاء الذي يلهج باسمك يا حسين
وهذا البكاء يستذكر نهر العطش الذي روّى أزمنة قاحلة، يستذكر مصارع أجساد طاهرة، وقافلة سارت الى سماء عزتها وخلودها حملت مشاعلها على رماح الغدر والبغي لتخترق الأزمنة.
وهذه القبل التي تنهمر لأجلك على ضريحك المعطر والأكف التي تتعطر من عطرك تتبرك بك.
وترجو الشفاعة يا شفيع المحبين و يا سراج الأحرار
أي دم سفك وأي نحر نحروه وأي رأس رفعوه على رمح ضلالتهم؟
من أجل حبك يا سيدي تنحر القرابين وتسقى الماء قبل نحرها يا مذبوحا بلا ماء
يا قربانا شمخ صبرا، أنت ماء الهداية، يا نهر المحبة و يا شلّال التضحيات
يطوينا الزمان وأنت الخالد ماذا نقدم لك؟
قلوبنا وأرواحنا نزفّها اليك، نتقدم اليك نرجو قربك وبهاءك، نسعى اليك، لهذه الجنة التي عطرّتها بدمك الطهور، نسعى اليك بهذه المواكب علّنا ننال الشفاعة يا شفيعنا.
مفتوحة أبواب الجنان بحبك فهنيئا لكل محب، هنيئا لكل من يرتمي على قبر الصريع السليب، هنيئا لهذا المكان المعطر، لهذا النور وهذا النعيم.
ماذا نقدم لك وأنت السخيّ الذي كنت وما زلت نهرا للعطاء.. فهل سنوفي؟
وأنت الذي وهبت كلَّ شيء، وعلمتنا لغة الرفض والتحدي والإباء، لغة الصبر والانتصار، عذرا سيدي، فأنتَ الإمام الباذل ونحن المقصرون، عذرا يا سيدي يا أبا الشهداء و يا شفيع العاشقين.
سلاما لهذا الضياء، لشلال نور الإمامة، لهذا البهاء الموشّح بالطهر والسجايا، سلاما لهذه الارض التي حملتك وتطهرت بدمك الزكي، للتراب الذي تطيب بمرقدك يا سيدي، يا سيد المضحين والباذلين .
هذا نشيدك للإبا
في كل قلب قد رَبا
لك في فؤاد المصطفى
عرش تسامى في الصبا
فبكى عليك ومَدَّ في
طول السجود تحبُّبا
يا سيدي فلَكَ المدى
هذا سراجك ما خبا
فبكل ليل ضج بالــ
أوهام كنتَ الكوكبا
ولكل عصر عشتَ للـ
ــعشاق صوتا مُلهبا
يأتيك منهم هائما
شوقا ومنهم من حَبا
يا روح طه يا ابن خير
الناس أمـّا وأبا
قد حاصرتك لئامها
مذ أن رأتك الأرحبا
واستسهلت شرّ الفِعالِ
وأنت كنت الأصعبا
ظنت بنجمك آفلا
يا ساطعا لن يحجبا
من شهد صبرك زلزلت
ولقد بلغت المطلبا