فکر و تنمیة

حين نتزاور.. ماذا يجب ان نراعي؟

التزاور بين بني البشر من السلوكيات الطيبة التي تبقي الروح الانسانية قائمة وتديم اجتماعية الانسان، وليس لاحد ان يتخلى عن زيارة بعض الناس كالأصدقاء والاقارب والزملاء وغيرهم ممن يستوجب زيارتهم لسبب او لآخر، وهذا متفق عليه ومسلَّم به، غير ان المختلف عليه بعض الجزئيات التي تسبق او تتخلل الزيارات، وهنا وجب التذكير بها لأنفسنا ولمن يقرأ. فماهي آداب الزيارة التي يجب ان نلتزم بها عند زيارة احد؟

بغض النظر عن الغرض من الزيارات واختلاف مضامينها وحث الدِين والأخلاق وقيم الإنسانية عليها، وعلى العائد الاجتماعي والديني منها، تبقى السلوكيات الخاطئة التي تنتج منها واحدة، لذا رأينا من الضروري أن نقف عندها لئلا تصبح عادات سلوكية خاطئة ربما يسلكها الكثير من الناس من دون قصد، والأفضل محاولة التخلص من السلوكيات غير السليمة بهذا الخصوص وما احوجنا لذلك.

ماهي آداب الزيارة؟

للزيارة آداب لابد من مراعاتها وعدم اغفالها تحت اي ظرف كان تجنباً للحرج الذي يحصل جراء ذلك، و ابرز هذه الآداب ما يأتي:

اُولى آداب الزيارة لشخص او عائلة او دائرة او اي مكان ينبغي الاستئذان من اصحاب ذلك المكان والاستعلام عن امكانية المجيئ من عدمها، حيث ان وسائل الاتصال الحديثة سهلت العملية ولم تبقِ عذراً لاحدٍ من عدم الاستئذان، فإن اذن لك بالزيارة فلك ذلك وان لم يأذن لمانع لديه، فعليك تأجيل الزيارة الى وقت لاحق.

بغض النظر عن الغرض من الزيارات واختلاف مضامينها وحث الدِين والأخلاق وقيم الإنسانية عليها، وعلى العائد الاجتماعي والديني منها، تبقى السلوكيات الخاطئة التي تنتج منها واحدة

 وهذه العادة قد تكون من العادات الحديثة على مجتمعنا بسبب سهولة التواصل وسبب تزايد انشغال الناس وسرعة تحركاتهم، فيمكن ان تقطع مسافات طويلة ولم تجد من تقصده، فأيهما اسهل اتصال هاتفي لثوانٍ ام السير لعدة كيلو مترات من غير فائدة؟

 ام احراج اهل المكان بسبب زيارتك في الوقت غير المناسب؟

ومن آداب التزاور هو أن تكون مدة الزيارة معتدلة، إذ ينبغي على الزائر أن يراعي في زيارته مدة الزيارة، فلا يجعلها طويلة بحيث يشعر صاحب البيت بالملل، ولا يطيل الإقامة عند صاحب البيت حتى يحرجه ويسبب له الضيق، فقد يكون بيته غير مهيأ لاستقبال الضيوف وقتاً طويلاً، أو قد يكون عمله لا يسمح له بذلك، او ان الزيارة تكون لمريض يتألم ولا يمكنه البوح بذلك، وهذا ما يجعل صاحب البيت محرجاً جداً لكنه يضطر لمجاراة الموقف فليس من طبيعة العربي ان يطلب من ضيوفه مغادرته مهما كان السبب.

ومن آداب التزاور ايضاً: غضُّ البصر عما موجود داخل منزل المزور سيما النساء، فغضُّ البصر يجعل الاخرين غير متقيدين بالضيف كما انه يعطي انطباع مريح بكون الضيف محترم ومؤدب.

 ومن الآداب: خفض الصوت وعدم التحدّث بكلمات خادشة للحياء، إذ ان بعض الضيوف  سيما الرجال وبحجة انهم يجلسون في غرفة الضيوف المعزولة عن باقي أجزاء البيت يمزحون بكلمات غير لائقة، قد تصل الى داخل المنزل فتجعل صاحب المنزل محرجاً لا يمكنه اسكاتهم ويضايقه كلامهم.

ومن آداب الزيارة: ضبط الأطفال بالنسبة للضيوف وعدم ترك أولادهم يعبثون بأثاث البيت ويكسرونها ويخربون ترتيبها وغير ذلك من خروقات لا تليق بالإنسان المتزن، وفي هذه الحالة إما أن يتم ضبط الأولاد أثناء الزيارة، وإرشادهم لآدابها قبل الذهاب الى الزيارة، أو تركهم في البيت، حتى يبعد الأهل أنفسهم عن الاحراج والإثقال على الآخرين.

من آداب التزاور هو أن تكون مدة الزيارة معتدلة، إذ ينبغي على الزائر أن يراعي في زيارته مدة الزيارة، فلا يجعلها طويلة بحيث يشعر صاحب البيت بالملل

كما يُستحسن ان يستأذن الضيف اذا ما أراد الانصراف لدواعٍ عديدة منها إمكانية وجود أصحاب المنزل في طريق خروجهم سيما النساء، مما يعرضهن للإحراج والارتباك، كما يمكن أن يكون صاحب البيت أعد له طعاما او  ضيافة كتكريم له ولابد يقبل هذا التكريم.

 واخيراً: ينبغي على الضيف شكر المضيّف على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال والترحيب، وشكر العائلة التي تحملتهم واعدت لهم الطعام والضيافة، كل هذه الأمور يجب ان نلتزم بها لئلا نكون ضيوفاً غير مرحب بهم او مزعجين.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا