الهدى – متابعات ..
أكد سجناء الراي في البحرين إصرارهم على التمسّك بحقّهم في الحريّة من دون قيد أو شرط، جاء ذلك في بيان صدر عنهم.
وقال السجناء، بحسب البيان، ان “تصرفات وزارة الداخلية بلغت من العنجهية والاستعلاء بحيث لم يعد من الممكن السكوت والتغاضي عنها، فهي من جهة تمارس الكذب والتضليل والخداع في المماطلة الصريحة بتأخير الإفراج عن السجناء السياسيين، ومن جهة أخرى تمارس ضدهم أبشع أنواع التضييق الممنهج والحرمان من أبسط الحقوق مما يعطي دلالة واضحة وصريحة بأن هذا النظام لا يفهم لغة حقوق الإنسان والاعتصامات السلمية”.
وتابع سجناء الراي بالقول: “قررنا بعد التوكل على الله ناصر المؤمنين القيام بعدة أعمال نضالية من داخل السجن لانتزاع حريتنا دون قيد أو شرط، ونصرة لإخواننا الذين يصارعون المرض ويتجرعون الألم غصة بعد غصة، وعلى رأسهم فضيلة الأستاذ حسن مشميع والدكتور عبدالجليل السنكيس”.
وأضاف البيان، “ولا ننسى أيضاً الأخ العزيز محمد حسن الرمل الذي اختطفته إدارة سجن جو المركزي بعد خروجه لأحد المواعيد الطبية، ونقلته إلى مبنى العزل الأمني دون وجه حق رغم علمها بوضعه الصحي الخطير وما يعانيه من أمراض جمة، هو قد أعلن أضرابه عن الطعام منذ 22 يومًا ولا يُعرف وضعه الصحي الذي ساء بعد خطفه، وهو على أبواب الشهادة التي فتحت أمامه منذ أن أختطف وأودع بالعزل الأمني”.
وختم البيان بدعوة الشعب البحريني “للوقوف معنا في هذا الخيار الذي سيدخل حيز التنفيذ في القريب العاجل، حتى نوقف هذا النظام عن ظلمه وغيّه”.
وفي ذات السياق، أقدم النظام الخليفيّ على اعتقال 4 شبّان من كرزكان لترتفع بذلك حصيلة الاعتقالات في البلدة إلى عشرة شبّان خلال بضعة أيّام.
والشبّان الأربعة الذين اعتقلوا بعد استدعائهم إلى التحقيق يوم الخميس 27 يونيو/ حزيران 2024 هم: جاسم محمد طاهر الجبل، محمد ميرزا علي أبو حسن، علي ناجي عباس مرهون، علي ياسر ضيف.
وسبق أن اعتقل الشبّان الستة: عبد الله عباس عبد الرسول، محمد عباس عبد الرسول، محمد شوقي سلمان، محمد جاسم القطان، محمد خليل الكراني، حسين أحمد الكش، يوم الإثنين 24 يونيو/ حزيران 2024.
تجدر الإشارة إلى أنّ المختطفين والمعتقلين غالبًا ما ينقلون إلى أوكار الإرهاب والتعذيب، حيث يخفيهم الكيان الحلكم في البحرين لأيّام أو أسابيع، يتعرّضون خلالها لأبشع أنواع التعذيب لنزع اعترافهم بتهم كيديّة وجاهزة وفق ما يقرّرها الجلّادون، وذلك بعد أن أصدر الديكتاتور حمد مرسومًا يمنح بشكل رسميّ ما يسمّى «جهاز المخابرات الوطنيّ» صلاحياتٍ مباشرةٍ بالاعتقال والتحقيق دون مساءلة.
هذا ولم تخلُ السجون البحرينية يوما من المسنين من أصحاب الرأي المعارض، حيث يتعرض هؤلاء لمجموعة واسعة من الانتهاكات.
ومن بين معتقلي الرأي الأستاذ حسن مشيمع هو أحد قادة المعارضة البارزين وسجين سياسي بحريني، يقضي عقوبته بالسجن المؤبد في سجن جو منذ عام 2011، بعد اتّهامه بمحاولة الإطاحة بالحكومة إزاء دوره في المظاهرات المؤيّدة للديمقراطيّة.
وخلال فترة سجنه، تعرّض مشيمع، البالغ من العمر 76 عاماً، إلى سوء المعاملة والإهمال الطبيّ من قبل السلطات، وهو محتجز حاليًا في الحبس الانفرادي المطول منذ يوليو 2021 في مركز كانو الطبي كإجراء انتقامي.
ومنذ سجنه، واجه الأستاذ مشيمع قيوداً مُختلفة وحُرِم من حقوقه الأساسيّة بما في ذلك حقّه في الحصول على العلاج الصحيّ المُناسب.
ويُعاني الأستاذ مشيمع، الذي تعافى من مرضِ السرطان، من عدّة أمراضٍ مُزمنةٍ تشملُ ارتفاع ضغط الدمّ والسكري، وحُرم من إمكانية الحصول على الأدوية وإجراء الفحوصات المنتظمة لمدّةٍ طويلةٍ، على الرّغم من إشارة تقييمات العديد من المُتخصصين إلى ضرورة حصوله على العلاج والمُتابعة الصحيّة بشكلٍ منتظم.