يحتاج الانسان الى العديد من الامور المادية والمعنوية لكي ينمو نمواً جسمانياً ونفسياً سليمَين، ومن جملة ما يحتاج الانسان معنوياً هو تقبل الناس له والارتياح له والرضا عما يقوم به، فبدون هذا التقبل يبقى الانسان منقوص الى حاجة معنوية كبيرة تزيد من اتزان الانسان وبالتالي تزيد من رصيده من الصجة النفسية التي يحتاجها كل انسان سوي، فكيف نجعل من نفسنا مقبولين اجتماعياً؟
ماذا لو لم نحصل على تقبّل الاخرين؟
حين لا يظفر الانسان بالتقبل سيعيش حالة من الاحباط النفسي الداخلي التي تدفعه الى امرين وهما: اما الانزواء بعيداً عن الناس لارضاء النفس والابتعاد بها عما يؤذيها، واما الامر الثاني: قد يفضّل الانسان في مثل هذه الحالة ان يستمر في سلوكياته بأصرار كبير دون ان يحاول ان يراجع سلوكياته كرد فعلٍ على الاخرين وانتصاراً لنفسه، مما يزيد من الفجوة بينه وبين مجتمعه، وفي الحالتين سيتضرر الانسان ذاته ويتضرر المجتمع.
اشارة:
حين لا يظفر الانسان بالتقبل سيعيش حالة من الاحباط النفسي الداخلي
نود الاشارة في هنا الى امر هام وهو اننا حين نبحث عن رضا الاخرين سلوكيتنا والبحث عن التقبل منهم، والبحث عن ذلك بكل الطرق بصورة مفرطة امراً ليس صحياً بالمطلق فرضا الناس غاية لا تُدرك، وما نقصده القبول النسبي وفي الحدود الطبيعية فلا يمكن لاحد ان يحصل على تقبل ورضا مطلقَين، وإن حصل ذلك فثمة خلل في سلوك الانسان الباحث عن التقبل هو ثمن لهذا التقبل وفي الغالب هو قابيلة التلون والتملق لارضاء الاخرين.
دلالات التقبل:
من علامات تقبل الاخرين لاي فرد امتلاكه لدائرة علاقات واسعة من الاصدقاء والمعارف والزملاء في المهن والوظائف التي يعمل فيها، وهذه الدائرة الاجتماعية تسانده في المواقف الاجتماعية المختلفة لاسيما المواقف المؤلمة والحزينة؛ كالوفاة، والمرور بوضع صحي غير جيد، والتعرض لحادث سير وغيرها من الحوادث غير المريحة التي تمر على الانسان بين فترة واخرى، والعكس يعني بالضرورة انه ليس مقبولا او انه قليل المقبولة ويسايره الناس على وجه قضاء وقت العمل لا اكثر.
كيف نتمتع بقدر أكبر من المقبولية والود من الناس؟
عبر عدة سلوكيات يمكننا ان نتمتع بكمٍّ كبيرٍ من المقبولية والود والاحترام من المحيط الاجتماعي وابرزها:
على الانسان اذا ما أراد ان يتقبله الاخرين ان يعي حقيقة انه ليس الوحيد على وجه هذه الارض، سيما اؤلئك اصحاب التحصيل العلمي واصحاب المناصب، وليس اسثناء وجهاء اقوامهم وما يعرف بالشيوخ وغيرهم من الناس جميعاً، فلا يحتاج الانسان الى الكثير من الجهد وما عليه هو التواضع مع الناس ومشاركتهم افراحهم كما احزانهم، والابتسامة في وجوه الناس، وحسن السلام والاستقبال في اي مكان يجمعه بهم، فلذلك الاثر في زيادة المقبولة والحب.
ومن الامور التي تزيد من مقبولة الانسان لدى الاخرين من الناس هو الاشتراك في الحديث معهم ويفضل ان يبدأ الحوار مع من حوله من الناس مهما كبر عمرهم او صغر، ومهما كان مقامهم الاجتماعي ومكانتهم العلمية والعملية، وليس من الضروري أن تنخرط في حوار عميق او علمي فمجرد إلقاء التحية على أحدهم وسؤاله عن عمله وعائلته واهتماماته، قد يكفي للبدء بحوار قد ينتهي بصداقة جديدة.
ويشكّل التعامل مع الناس بلطف ولين وعدم تجاهل كلامهم او الرد بكلام مختصر مغلف بالغلظة والجدية الزائدة الى زيادة مقبولية الفرد في جماعته، فلو بادر احدهم الى مجاملتك والاشتراك معك في حديث كن مجتهداً في سبيل ان تقدّر مجاملته واظهار الممنونية له والشكر على لطفه واحترامه بدلاً من الاستخفاف بالرد عليه وعدم الاهتمام به الذي سيجعله نافراً منك وغير متقبل لك.
كما ان إكرام الضيف بكل الوسائل من الضيافة التي تقدم له ومروراً بالكلام الطيب، والاستقبال اللطيف المحترم، وانتهاءً بلغة الجسد التي تدل على الاحترام والشكر له على الزيارة هو امر غاية في الاهمية وزيادة الفاعلية في زيادة مقبولية الانسان في مجتمعه.
يشكّل التعامل مع الناس بلطف ولين وعدم تجاهل كلامهم او الرد بكلام مختصر مغلف بالغلظة والجدية الزائدة الى زيادة مقبولية الفرد في جماعته
واخيراً: مدح الاخرين على منجزاتهم والتكبير من شأن ممن قام بها هو من الامور اللطيفة التي يقوم بها الانسان، حيث ان ذلك يظهر مدى تقديره لهم، وانه يعطي من وقته ليلحظ التفاصيل الصغيرة حوله، وهو ما يخلق لدى الآخرين مشاعر جيدة ستربط هذه المشاعر به، هذه التفصيلات وغيرها من شأنها ان تجعل الانسان اكثر مقبولية وود من الناس ممن حوله.