الأخبار

صحيفة تتهم “طالبان” بإجبار الشيعة في افغانستان على الهجرة القسرية

الهدى – وكالات ..

نشرت صحيفة “العرب” الإلكترونية مقالاً افتتاحياً بعنوان “المظالم تجبر الأقلية الدينية على الهجرة القسرية: قيود طالـبان تزيد معاناة الهزارة في أفغانستان”، سلّطت فيه الضوء على تصاعد معاناة أقلية الهزارة الشيعية منذ عودة طالــبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021.
واضافت الصحيفة، بحس المقال، ان حملة طالبان على مواطنيها من أقلية الهزارة الشيعية ازدادت ضراوة مع عودة الحركة إلى حكم أفغانستان في 2021، حيث فرضت طالبان حزمة من القيود والإجراءات التي جعلت بقاء التابعين للأقلية في بيئتهم السنية أكثر تعقيدا.
وبينت ان وضع أقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان يزداد سوءا يوما بعد يوم منذ عودة حركة طالبان ، وعلى الرغم من أن وضعيتهم خلال وجود الحكومة السابقة في كابول لم تكن جيدة إلا أنها كانت أفضل بقليل من الوضع الحالي.
وتابع المقال ان طالبان اصدرت في 11 يونيو الجاري، تعليمات لسكان الهزارة في نو آباد، الواقعة في المنطقة الأمنية السادسة بمدينة غزنة، عاصمة مقاطعة غزنة، بتقديم وثائق ملكية الأراضي الخاصة بهم إلى الجماعة قبل إصدارها أوامر بالإخلاء، زاعمة أن المنطقة اغتُصبت من قبل السكان.
وفي 6 مارس 2023، أجبرت حركة طالبان سكان الهزارة في قرية بوشت أسميدان في مديرية البدر بولاية ساري بول، على مغادرة منازلهم وإخلاء القرية، كما فرضت غرامة قدرها 36 مليون أفغاني على سكان هذه القرية التي يتكون أغلب سكانها من طائفة الهزارة.
وأنشأت طالبان، بحسب المقال، “لجنة منع اغتصاب واستعادة الأراضي الحكومية” في عام 2023. وتقوم هذه اللجنة، في مختلف المقاطعات، بتسجيل الأراضي الحكومية وفي وقت سابق، في أكتوبر 2021، طردت حركة طالبان قسرا مئات عائلات الهزارة من مقاطعات هلمند وبلخ ودايكوندي وأوروزغان وقندهار.
وبالإضافة إلى عمليات الإخلاء القسري، كان الهزارة هدفا لهجمات عنيفة، ووفقًا للبيانات الجزئية التي جمعها معهد إدارة الصراع، قُتل ما لا يقل عن 113 من الهزارة وجُرح 25 آخرون، في 11 حادثة منذ 15 أغسطس 2021 (البيانات حتى 16 يونيو 2024).
وأضار المقال الى انه في 29 أبريل 2024، اقتحم مسلح مسجد إمام زمان الشيعي الهزاري في منطقة جوزارا بمقاطعة هرات وفتح النار على المصلين مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم طفل. وفي 21 أبريل 2024، أعلن تنظيم “داعش” ولاية خراسان مسؤوليته عن هجوم بعبوة ناسفة مغناطيسية استهدف حافلة تقل معظمها مدنيين هزارة بالقرب من نقطة تفتيش أمنية في كابول، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين.
وفي 11 يناير 2024، قُتل شخصان وجُرح 12 آخرون في انفجار قنبلة يدوية خارج مركز تجاري في حي دشت برجي، وهو جيب للهزارة في مدينة كابول. وفي 6 يناير 2024، تعرضت حافلة صغيرة تقل مدنيين لهجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان في مناطق دشت برجي في كابول، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 15 آخرين.
ووفقًا لتقرير بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، حالة حقوق الإنسان في أفغانستان، الصادر في 22 يناير 2024، فإن الهجمات المستهدفة ضد الهزارة لا تزال مستمرة في أجزاء مختلفة من أفغانستانن وفي شهري أكتوبر ونوفمبر 2023، تم التخطيط وتنفيذ ما لا يقل عن 5 هجمات منفصلة ضد الهزارة. ومع ذلك، فإن التقرير السنوي لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان لعام 2023، لم يتناول الاضطهاد الأوسع نطاقًا للهزارة في أفغانستان.
وبالإضافة إلى العنف الجسدي الذي يؤدي إلى الوفاة والإصابات الخطيرة، يتعرض الهزارة أيضًا لأشكال متعددة من التمييز والقيود، مما يؤثر على نطاق واسع من حقوق الإنسان. وبحسب تقرير فريدم هاوس عن أفغانستان، بتاريخ 5 يونيو 2024 فرضت سلطات الإمارة قيودًا متعددة على إحياء ذكرى شهر الحداد محرم في عام 2023. وقيل للمشيعين أن يتجنبوا العرض العام للرموز والطقوس الدينية، وأن تقام مراسم الحداد فقط في أماكن عبادة مختارة تحددها طالبان. وتحدى الشيعة هذه القيود على نطاق واسع، مما أدى إلى اشتباكات مع السلطات.
ويعيش عدد كبير من الهزارة في هزاراجات (أو هزارستان)، “أرض الهزارة”، الواقعة في قلب الجبال الوسطى الوعرة في أفغانستان، في مقاطعة باميان وفي مدن مثل كابول ومزار الشريف، وتعاني نساء الهزارة من سياسة طالبان الانتقائية المتمثلة في تحديد “الحجاب السيئ”. وفي 11 يناير 2023، أعربت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان عن قلقها بشأن “الاعتقالات والاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات” بسبب الحجاب.
وتابع البيان ان بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان قامت بتوثيق اعتقال النساء في مقاطعتي كابول ودايكوندي، وكانت “تبحث في مزاعم سوء المعاملة والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، ويبدو أن مجتمعات الأقليات الدينية والعرقية تتأثر بشكل غير متناسب بعمليات إنفاذ القانون”. وتفيد التقارير أن عملية إطلاق سراح هؤلاء النساء تتطلب من المحرم (الوصي الذكر) التوقيع على خطاب يضمن الامتثال في المستقبل وإلا فسيواجهن العقوبة.
واختتمت الصحيفة بالتحذير من أن السياسات القمعية لطالـبان لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع، مما يضطر الهزارة إلى الهجرة القسرية بحثًا عن الأمان والعدالة في بلدان أخرى.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا