الهدى – وكالات ..
منذ أن أعادت مجموعة طالبان سيطرتها على أفغانستان في آب/أغسطس 2021، ألقت سياساتها المتطرفة والأزمة الاقتصادية والفقر المتزايد، بظلالها القاتمة على الأطفال أكثر من أي طرف آخر.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في بيان صدر بمناسبة “اليوم العالمي لمكافحة عمل الاطفال”، أن 19 بالمائة من أطفال أفغانستان، يُصنفون كعمال.
وأضافت هذه المؤسسة الأممية أن هذه القضية تثير قلقا جادا حول رفاهية ومستقبل هؤلاء الأطفال، ويتعين علينا التعاون للتأكد من أن أي طفل، يحصل على فرصة التعلم والنمو في بيئة آمنة.
وأكدت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لطالبان، وجود عمالة أطفال في أفغانستان لكنها لم تعط أي إحصاء وأرقام محددة عن نسبة العمال الأطفال في البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة سميع الله إبراهيمي أن الأطفال العمال في أفغانستان، جلهم من اليتامى أو أعضاء الأسر الفقيرة والمعوزة.
وتأسيسا على أهداف الأمم المتحدة للتنمية، فان الأسرة الدولية ملتزمة بحذف ظاهرة عمالة الأطفال بحلول عام 2025، وقد وقعت أفغانستان هذه الوثيقة، غير أنه يبدو مستبعدا أن تفي مجوعة طالبان بالتزاماتها وذلك نظرا إلى عدم تقيدها بالقوانين الدولية والالتزامات الدولية لأفغانستان.
وتمخض أكثر من أربعة عقود من الحرب في أفغانستان وتفشي الفقر فيها إلى أن يفقد الكثير من الأطفال معيليهم، ويضطر بعض هؤلاء الأطفال منذ الصغر، لممارسة المهن الصعبة والشاقة بدلا من التمتع والتنعم بالطفولة واللعب والتسلية وتلقي التعليم.
وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قصص حياة عدد من الأطفال الذين حرموا من التعليم في أفغانستان على خلفية العمل القسري.
وأحد الأطفال الذين سردت اليونيسيف قصتهم في أفغانستان هي فتاة صغيرة تدعى زينب، وقالت اليونيسيف أن زينب لم تستطع حتى سن العاشرة، من الحصول على التعليم، وقد عملت لسنتين في الشوارع بولاية بلخ شمالي أفغانستان.
وتابعت اليونيسيف أن هذه الطفلة كانت تعمل في مجال تلميع أحذية المارة منذ الساعة التاسعة صباحا حتى الرابعة مساء بجوار مسجد بمدينة مزار شريف، وتجني عائدا يتراوح ما بين 20 و 30 أفغانيا يوميا.
وأكدت أن هذه الطفلة وإلى جانب شقيقيها الاخرين اللذين يعملان في مهنة العتالة، يتحملون عبء توفير نفقات أسرتهم المؤلفة من خمسة أفراد.
وأضافت اليونيسيف أن زينت باتت اليوم في الـ 12 من عمرها، وهي موجودة في مركز لليونيسيف يُعنى بحماية الاطفال، وهي تتعلم القراءة والكتابة، وينصب السعي على أن تتجاوز حياتها كعاملة والحافلة بالمشقة والصعاب.
إن قصة زينب، هي قصة الكثير من أطفال أفغانستان المحرومين من الذهاب إلى المدرسة لتلقي التعليم، بل يضطرون للعمل في الشوارع وأفران الطوب والمعامل وحتى المناجم، لتأمين لقمة العيش.
ومنذ أن أعادت طالبان هيمنتها مجددا على أفغانستان، توسعت رقعة الازمة الاقتصادية وتفشى الفقر فيها بشكل غير مسبوق.
وتشير أحدث إحصاءات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إلى أن أكثر من 23.7 مليون نسمة في أفغانستان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وترى مؤسسات الإغاثة أن أطفال أفغانستان هم الأكثر عرضة للأضرار الناجمة عن الأزمات الانسانية والعنف والفقر المدقع.
وكانت اليونيسيف قد أعلنت في وقت سابق أن نحو 16 مليون طفل أفغاني بحاجة إلى الرعاية الاجتماعية والحصول على مساعدات إنسانية عاجلة.
وأكد ممثل اليونيسيف أن هؤلاء الأطفال تقع على كاهلم، مسؤولية تفوق قدراتهم العمرية.
وتسبب استيلاء طالبان على السلطة، باندلاع الأزمة الاقتصادية وتزايد معدلات الفقر المدقع والبطالة في أفغانستان، كما ان منع هذه المجموعة من الفتيات من التعلم ما بعد الفصل السادس الابتدائي، أدى إلى تشديد ظاهرة عمالة الأطفال في البلاد.
وقالت المنظمات الدولية أن منع طالبان، الفتيات من التعلم وتوسع نطاق الفقر دفع بالعديد من الأسر الأفغانية لإرغام فتياتهم على العمل في بيئات محفوفة بالمخاطر؛ بما فيها العمل على قارعة الطريق كمتسولين.
وطالبت هذه المنظمات الدولية العاملة في أفغانستان، مرارا بوضع نهاية لعمالة الأطفال، بيد أن حكام أفغانستان، لم ينحجوا في تحقيق هذه الغاية في الحقب المختلفة.