الأخبار

طالبان تلجأ للدعاية مع استمرار استهداف الشيعة في أفغانستان

الهدى – وكالات ..

واجه الشيعة والهزارة في مدينة هرات موجة من الهجمات “المستهدفة” في العام الماضي، واستهدفت الهجمات في الغالب المدنيين وعلماء الدين.
ونقلت، مصادر صحفية افغانية، عن مسؤولين محليين من حركة طالبان في هرات قولهم مؤخرا أنهم “ألقوا القبض على مجموعة من الأشخاص المتورطين في هذه الهجمات”.
وقال نزار أحمد إلياس، المتحدث باسم حاكم طالبان في هرات، أمس، عبر مقطع فيديو، إن قوات طالبان ألقت القبض على مجموعة كبيرة من “مثيري الفتنة والمخربين لأمن الناس” في هرات.
ومضى يقول إن هذه الجماعة نفذت عدة هجمات قاتلة ضد الشيعة في هرات خلال الأشهر الثمانية الماضية، كان آخرها الهجوم على المصلين الشيعة في مسجد الإمام زمان في ولاية guzara.
وقال المتحدث باسم والي طالبان إن قوات الأمن التابعة لطالبان ضبطت سترة ناسفة وسيارة وعدة أسلحة من هؤلاء الأشخاص.
كما أكد مهاجر فرحي، نائب السكرتير الصحفي لوزارة الإعلام والثقافة في طالبان، اعتقال هذه المجموعة ووصفها بأنها “مثيرة للفتنة” و”تزعج أمن الناس”.
ويرى مراقبون انه يمكن اعتبار إلقاء القبض على مرتكبي الهجمات على الشيعة الأفغان إنجازًا عظيمًا لطالبان، لكن طالبان ستحقق هذا الهدف إذا تجنبت “الأعمال الاستعراضية” و”الدعاية” وأخبرت الناس بأفعالها الحقيقية.
ورغم أن المتحدث باسم حاكم طالبان في هرات ونائب وزارة الإعلام والثقافة لهذه الجماعة، أعلن أمس، اعتقال مجموعة متورطة في هجمات ضد الشيعة، لكنه لم يقدم أي تفاصيل عن هؤلاء الأشخاص وهوياتهم.
وقال المسؤولان في طالبان إنهما اعتقلا “مجموعة” من الأشخاص، لكن لم يحددا عدد الأشخاص في هذه المجموعة، كم عدد الأعضاء في هذه المجموعة؟ شخص واحد، شخصان، عشرة أشخاص، عشرين شخصا أو أكثر؟.
والغموض الثاني، بحسب المراقبين، في هذه القضية هو أن سلطات طالبان لم تحدد هوية المعتقلين والجماعة الإرهابية أو الشبكة الإجرامية التي يتورطون فيها.
ومن الضروري أن توضح سلطات طالبان في هرات للشعب الأفغاني من هم الأشخاص المعتقلون؟ ومن أين جاءتهم الأوامر؟ كيف وأين قدموا التسهيلات المالية والمعدات العسكرية لشن هجمات ضد الشيعة؟ والأهم كيف نقلوا هذه المعدات والمرافق إلى هرات والمناطق الشيعية ولماذا فشلت استخبارات طالبان في التعرف عليها ومنع الهجمات؟
ويريد المواطنون الأفغان أن تقوم حركة طالبان بمعاقبة منفذي الهجمات ضد الشيعة في هرات وفقًا للقوانين الداخلية الأفغانية والقوانين الدولية.
ورد مهر علي جعفري، أحد المواطنين الأفغان، على هذا الخبر على فيسبوك وكتب: “إذا كان الأمر صحيحًا، فيجب تقديمهم للناس ومحاكمتهم علنًا وفقا للشريعة الإسلامية”.
كما كتب داود أحدي، وهو مواطن أفغاني آخر: “إذا كانوا يقولون الحقيقة، فإن العمل مثير للإعجاب ويجب عليهم تقديم هويتهم للشعب والرأي العام”.
وقال سيد موسى حسيني، وهو مواطن أفغاني آخر: “سوف يتم تأكيد كلامهم عندما يظهرون أمام وسائل الإعلام ليسمعهم الناس؛ وإلا ما حصل ليس إلا ذر للرماد في عيون الشعب”. وأضاف: “منذ فترة الحكومة الانتقالية وحتى الآن، قُتل ملايين الشيعة على أيديكم أيها الإرهابيون”.
وإلى جانب المطالبة بمعاقبة مرتكبي الهجمات ضد الشيعة، يطالب المواطنون الأفغان حركة طالبان باتخاذ إجراءات وقائية لوقف الهجمات “المستهدفة” و”الممنهجة” ضدهم، وضمان أمن الأحياء الشيعية والمساجد والمكاتب والمدارس والأماكن الدينية والثقافية على أساس مسؤوليتهم.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا