بيئة وصحة عامة

كيف نتعامل مع السكّر والسكريات؟

رغم أضراره الملموسة والكثيرة على صحة البدن، لا يبرح كثير من الناس –بل معظمهم- عن تناول أنواع المأكولات والمشروبات الداخلة فيها السكريات المصنّعة، مثل؛ أنواع المعجنات والنساتل، والمثلجات، والحلويات بأنواعها واصنافها، والمربيات، والمشروبات الغازية، فضلاً عن استخدام السكر الأبيض المعروف في أقداح الشاي، والنسكافة، ثم في الآونة الأخيرة؛ القهوة الجكليتة! وبشكل متكرر؛ في البيت، والشارع، والمكتب، ومع الأصدقاء والضيوف.

علماء التغذية يوصون في أبحاثهم باعتماد سكر الجولكوز الموجود في بشكل طبيعي في مختلف أنواع الفاكهة، والحبوبيات، والحليب، من شأنه إغناء الجسم بمادة السكريات بشكل آمن أكثر مما يهدده السكر المصنّع الذي يخلق –ومايزال بشكل مستمر- أنواع خطيرة من الامراض. 

ولا أجدني بحاجة الى سرد أضرار السكر المصنّع، فقد أكثرت الأبحاث، واحاديث الأطباء في وسائل الاعلام عن هذا الموضوع، و الآثار السيئة له على ارتفاع الوزن، وعلى أمراض القلب، والأوعية الدموية، زيادة احتمالات الإصابة بالسرطانات، وتسوس الأسنان، والتهابات اللثة، نتيجة لارتفاع نسبة الحموضة بالفم بعد استهلاك السكر، و زيادة احتمالات الإصابة بالكبد الدهني، كما يمنع امتصاص المعادن مثل؛ الكالسيوم، والمغنيزيوم، الى جانب مرض البدانة والسُمنة، علماً أن السكر الأبيض والأسمر على حدٍ سواء، تعطي الشخص “سعرات حرارية فارغة –قليلة جداً-، أي طاقة من الغذاء دون مواد مغذية كالفيتامينات والمعادن والألياف”، حسب أحد الأطباء المختصين.

إنما المهم لنا معرفة سكّر الجلوكوز وكيف يحصل الجسم عليه؟

كيف نجد السكريات الصحيّة؟

يحصل الجسم على سكّر الجلوكوز بشكلٍ أساسيّ من الأغذية الغنيّة بالكربوهيدرات مثل؛ الخبز، والفواكه، والخضار، ومنتجات الألبان، فبعد دخول الطّعام لجسم الإنسان، يقوم الجهاز الهضمي، وبالأخصّ المعدة بعمليّة هضم وتحطيم للطّعام إلى قطع صغيرة من خلال الأحماض، والإنزيمات، حيث يتمّ تحطيم الكربوهيدرات إلى جزيئات سكّر مختلفة خلال هذه العمليّة، ومن أهمّها للجسم؛ سكّر الجلوكوز، حيث يتمّ امتصاصه في الأمعاء ليصل إلى الدّم بشكل مباشر.

علماء التغذية يوصون في أبحاثهم باعتماد سكر الجولكوز الموجود في بشكل طبيعي في مختلف أنواع الفاكهة، والحبوبيات

ومن الجدير بالذّكر تغيّر مستويات السّكر في الدّم خلال اليوم؛ بحيث يرتفع بعد تناول الطّعام، ومن ثم يعود لينخفض بعد ساعةٍ من تناول الطّعام، ويكون في أقلّ مستوىً له قبل وجبة الإفطار صباحاً.

إن الخلايا في جسم الإنسان تحتاج لسكّر الجلوكوز، والأحماض، الامينيّة، والدّهون للحصول على الطّاقة اللّازمة، ويعد سكّر الجلوكوز مصدر الطّاقة الرّئيسي للدّماغ ليعمل بشكل جيّد؛ حيث تحتاجه الخلايا العصبيّة، والنّواقل الكيميائيّة في عمليّة معالجة المعلومات.

ومن الجدير بالذّكر أنّ الجسم يحاول الوصول لحالةٍ من التّوازن والاستقرار الدّاخلي من خلال تنظيم مستويات السّكر في الدّم والحفاظ عليها مستقرّة وثابتة، لذلك تقوم خلايا البيتا في البنكرياس تلقائيّاً بإفراز هرمون الانسولين إلى مجرى الدّم بعد تناول الطّعام و ارتفاع مستوى السّكر في الدّم، وذلك لحاجة الخلايا الضّروريّة للانسولين لإدخال سكّر الجلوكوز لها، ويمثّل الانسولين مفتاح دخول الجلوكوز إلى الخلايا العضليّة، والخلايا الدّهنيّة، وخلايا الكبد، ويعود مستوى السّكر للطّبيعي كلّما وصل الجلوكوز لعددٍ أكبر من الخلايا.

تخزين الفائض من سكّر الجلوكوز

يقوم الجسم بتخزين الفائض من سكّر الجلوكوز على شكل حزم صغيرة تُسمّى الجلايكوجين في كل من خلايا الكبد والعضلات، حيث يستطيع الجسم الاحتفاظ بحاجة يوم واحد منه. ويلعب الغليكوجين دوراً مهمّاً في الحفاظ على عمليّات الجسم خلال فترات الجوع، ومن ثمّ بالحفاظ على الاستقرار الدّاخلي للجسم، حيث يتمّ إفراز هرمون الغلوكاغون، بواسطة خلايا ألفا الموجودة في البنكرياس، وذلك عند انخفاض مستوى السّكر في الدّم، ويقوم الغلوكاغون بتحفيز الكبد لتحطيم الجلايكوجين إلى جزيئات جلوكوز، ثم تنتقل هذه الجزيئات في مجرى الدّم لتغذية الخلايا.

كما يستطيع الكبد تصنيع سكّر الجلوكوز من فضلات الإنتاج بالجسم، والأحماض الأمينيّة، والدّهون.

مستوى سكّر الجلوكوز في الدّم

يُعد السيطرة على مستوى السكّر في الدّم ضمن المستويات والحدود الطبيعيّة، أمراً في غاية الأهمية للحفاظ على صحّة الجسم، ويمكن الاستعانة بأنماط الحياة الصحية لبقائه ضمن المعدل الطبيعي، وذلك من خلال الحفاظ على غذاء صحّي غني بالخضار والفواكه، بالإضافة إلى ممارسة التّمارين الرياضيّة باستمرار، والمحافظة على وزنٍ صحّي.

*نقلاً عن موقع: موضوع

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا