الهدى – بغداد ..
رحَّب مجلس النواب، اليوم الخميس، بقرار الحكومة القاضي بتحويل المنطقة العسكريَّة “الشعبة الخامسة” إلى مركز ثقافي وترفيهي لجميع المواطنين، وإقامة متحف يُخلّد ضحايا النظام السابق كي لا تنسى الأجيال المقبلة جرائمه.
وقال النائب، محمد جاسم، في حديث صحفي: إنَّ قرار الحكومة المضي بإجراءات إخلاء وفتح المنطقة العسكرية (ما تُعرف بـالشعبة الخامسة) في مدينة الكاظمية المقدسة وتحويل أرضها لمرافق ترفيهية وتعليمية وثقافية وخدمات للزائرين وفق رؤية معمارية متكاملة “فكرة ممتازة”، مشيراً إلى أنَّ البرلمان يرحّب بها ويثني على اقتراح إنشاء متحف يوثق جرائم النظام السابق كي لا تنسى الأجيال المقبلة ما ارتكبه من جرائم في هذا المكان سيئ الصيت على مسامع العراقيين.
وأوضح أنَّ المكان يقع ضمن بقعة جغرافية مهمة في بغداد وفي كل دول العالم يتم تحويل قصور الأنظمة السابقة إلى أماكن عامة لجميع المواطنين، منوهاً بأنَّ الأجيال لم تطلع على جرائمه بصورة وثائقية لذلك لابد أن يكون فيه متحف وفق بناء معماري وهندسي متميز يوثق الجرائم.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، قد كشف عن خطة إعمارية متكاملة لمدينة الكاظمية في العاصمة بغداد، تتضمن إخلاء المنطقة العسكرية وتحويل ما كان يُعرف بـ”الشعبة الخامسة” إلى متحف لتوثيق جرائم النظام السابق، وربط جانب الرصافة بجسر معلق، وإنشاء مرافق خدمية وثقافية ورياضية.
وقال العوداي في بيان صحفي، إن “مجلس الوزراء اتخذ قراراً بإخلاء وفتح المنطقة العسكرية في الكاظمية المغلقة منذ عقود، وتخصيص أراضيها لإقامة مرافق خدمية ومراكز ثقافية ودينية ومدن استراحة متعددة للزائرين الذين يفدون المدينة من مختلف مناطق العالم وللأهالي من أبناء الكاظمية، وكذلك إقامة منشآت تعليمية وطبية ورياضية وأسواق تجارية تحاكي إرث المدينة”.
وأضاف “سيتم ربط المنطقة الجديدة بمنطقة الكريعات بجسر معلق حديث، وكذلك ربطها بالمنطقة المحيطة بضريح الإمامين الكاظمين، بسكة قطار، ضمن رؤية معمارية تحديثية متكاملة”.
وتابع العوادي “كما سيتم تحويل المبنى الخاص بمقر ما كان يعرف بـ(الشعبة الخامسة) إلى متحف كبير، ليكون شاهداً على إجرام النظام البعثي ضد العراقيين، ولأنه أيضاً يجسد تضحيات وبطولات الشهداء الذين وقفوا ببسالة وشجاعة ضد النظام الدكتاتوري، حيث سيحتفظ هذا المتحف بكل الوثائق والأدلة التاريخية وأدوات التعذيب والشواهد الأخرى، لتكون شاهداً حياً للأجيال وللتاريخ على مآسي حقبة الطغيان ونضالات شعبنا وتضحياته”.
يشار إلى أن ما كان يُعرف بـ”الشعبة الخامسة” هي إحدى المقرات التابعة للاستخبارات العسكرية في عهد النظام البائد، واشتهرت بأنها من أشد السجون قسوة وإجراماً وكان ذكرها يثير الرعب في قلوب العراقيين، وعادة من يدخلها لا يخرج حياً إلا في حالات نادرة، حيث يتعرض المعتقلون لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.