الهدى – متابعات ..
وجه المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين، رسالة مفتوحة إلى المشاركين في القمّة العربيّة الثّالثة والثلاثين التي تُعقد في البحرين للمرّة الأولى.
وقال الائتلاف في رسالته، “نذكّر المشاركين في القمّة بأنّ النّظامَ الذي يستضيفُ القمّة هو نظامٌ قمعيّ مُطبِّع، ويأتي على رأسِ الأنظمةِ المعاديةِ لقيم الشّعوب ومبادئها، حيث توالت مواقفه المخزية في التّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ، ولم يوفّر جُهدًا في إضعاف القضيّة الفلسطينيّة، وتبنّي الرّواية الصّهيونيّة، والتّغطية على جرائم الإبادة في غزّة، كما انخرطَ في كلّ التّحالفات التي هدّدت الأمنَ الإقليميّ لصالح العدوان الصّهيونيّ”.
وبين ان “شعبَ البحرين يُذكّركم بأنّ منطقة «الصّخير» التي يُعْقَد فيها اجتماعكم انطلقت قرْبها تظاهرةٌ حاشدة تجمّعَ فيها المواطنون في العام 2011 مطالبين بالحريّةِ والعدالة، ولكن النّظام عاقبهم بالقتل والقمع والاعتقال والنّفي، وليس ببعيدٍ عن مقرّ اجتماعكم سجن جوّ المركزيّ، وسجن القرين العسكري، ومعسكرات الاحتجاز السريّة هناك، وكلّها تكدّست بآلاف السّجناء السّياسيّين، وشهدت أبشعَ عمليّات التّعذيب والتّنكيل كما تروي ذلك جثامينُ الشّهداء الذين وثّقت التقاريرُ الدّوليّة (وبينها تقرير «بسيوني») أجسادَهم الممزقّة حتّى الموت”.
واكد الائتلاف على “أنّ النّظامَ الذي يستضيف «قمّة البحرين» ليس له أدنى علاقة بشعب البحرين الأصيل، وأنّ عليكم أن تكونوا واثقين بأنّكم لن تسمعوا في قصورِ الطّاغية حمد أصواتَ الشّعب ومواقفه الحقّة، لأنّ هذا الطّاغية فقدَ شرعيّته الشّعبيّة والدّستوريّة، وانقطعت صلته بالشّعب منذ أن غدرَ بعهوده ونكثَ بها على الملأ في العام 2002م، وفرَضَ دستورًا غير شرعيّ عدّته كلّ القوى الوطنيّة مخالفًا للاتّفاقات التي كانت شرطًا للتًّصويت على ميثاق 2001م”، مضيفا “إنّكم تجلسون مع نظامٍ متوحّش انقلبَ على شعبه وإرادته، وتجرّأ على كرامتهِ وحقوقه، وحوّلَ البلاد إلى مرتعٍ للفسادِ والحُكم الاستبداديّ المطلق”.
وتابع الائتلاف في رسالته المفتوحة للدول التي ستشارك في القمة العربية التي تعقد في المنامة، “أنّ خيانة النّظام لعهدهِ مع شعبهِ وانقلابه عليه ليس بعيدًا عن الخيانةِ التي تمادى فيها بتطبيعه مع الكيان الصّهيونيّ وتحالفه الكامل معه”، وليس عليكم إلّا أن تسألوا مرافقيكم الأمنيّين عن سجلّ التّبادل المعلوماتيّ بين الكيان الخليفيّ والصّهاينة، وعن برامج التّجسس التي يوفّرها الصّهاينة لآل خليفة، وهذه حقائق وثّقتها مرارًا منظماتُ حقوق الإنسان الدّوليّة. هذا الأمرُ يجعلنا نتثبّت من معادلتنا التي نؤمنُ بها، وهي أنّ نضالَ شعبنا من أجل الحريّة والتّغيير الشّامل متطابقٌ ومتكاملٍ مع موقفه المبدئيّ في دعم حركات التحرُّر والمقاومة ضدّ المشروع الصّهيونيّ”.
وأوضحت الرسالة، “إنّ قمّةً يستضيفها نظامٌ استبداديّ قمعيّ ومطبِّع لا يمكن أن تحظى بأيّ اهتمام وثقةٍ من شعبنا العزيز ومن شعوب المنطقةِ الحُرّة، وإذا كان هناك أحرارٌ من المشاركين في القمّة فإنّنا نتوقّعُ منهم وقفةً صريحة تتوجّه بالدّعم الواضح لحقوقِ شعب البحرين، والإشادة بموقفهِ المنحاز لفلسطين ومقاومتها والنّضال من أجل الحقوق العربيّة. وعدا ذلك؛ فإنّ القمّة ومخرجاتها لا تعنينا في شيء، وقد دعونا العام الماضي إلى رفض طلب الكيان الخليفيّ باستضافتها، إيمانًا منّا بأنّ هذه الاستضافة ستزيد من ضعف القمم العربيّة، وتجعلها أكثر بُعْدًا عن تطلّعات الشّعوب وآمالها، وهو ما تيقّنَ مع جريمةِ آل خليفة في الالتحاق بمشاريع الأعداء الصّهاينة، ومن جهةٍ أخرى عجْز النّظام العربيّ الرّسميّ عن التصدّي لحرب الإبادةِ الصّهيونيّة المتواصلة في غزّة”
وختمت الرسالة بالقول: “نتوجّه إلى شعوبنا العزيزة، وفي طليعتها شعبنا في البحرين وفي غزّة وفلسطين المحتلّة؛ ونقول لهم إنّ قممَ الحكّام لم تكن –في أيّ يوم من الأيام – معكم ومع حقوقكم، ولم تنطق بكلمةِ حقّ أو تنتصر لمظلوميّتكم وحقّكم في الحريّةِ والمقاومة، ولكنّ الأشدّ من ذلك هو أنّ النّظام الذي ارتضى حكّامُ العرب أن يستضيفَ قمّتهم الثّالثة والثّلاثين هو ضدّنا وضدّكم بالمطلقِ وفي العلن، وهم مع عدوّنا وعدوّكم بالمطلقِ وفي العَلن، ورغم ذلك فإنّ عليكم أن تثقوا وتطمئنّوا بأنّ شعبَ البحرين لن يُهزَم ولن يتراجع، ولن يستسلمَ للعجز الرّسميّ، وسوف يُسجّل كلمته وكلمتكم، وسيرفعُ صوته وصوتكم، وسيرى المشاركون في القمّة صورَ أحرارهِ السّجناء وأحراركم، وصورَ شهدائه الأبرار وشهدائكم، وسيسمعون خيارنا وخياركم في الحريّة والتحرُّر، وأنّنا جميعًا ثابتون صامدون حتّى زوال الكيان الصّهيونيّ والقواعد الأجنبيّة وأنظمة التّطبيع”.