في مواقف حياتية مختلفة يتعرض الانسان الى الخوف؛ كالخوف من المجهول، الخوف من الموت كما لدى بعض الناس، الخوف من الحرق والغرق، الخوف من الكهرباء، وشتى انواع الخوف الاخرى، وهذا امر منطقي جداً ان بقي في اطار الحدود الطبيعية، لكن غير الطبيعي هو ان يفرط الانسان في الخوف الى الحد الذي يجعله يفقد تركيزه في الحياة ويغادر متعة الكثير من الامور فيها.
فماهو الخوف؟
وكيف نتعامل تعاملاً صحياً مع مخاوفنا؟
بحسب علماء النفس فإن الخوف عاطفة إنسانية طبيعية وقوية وبدائية، تنتج من استجابة كيميائية حيوية شاملة، واستجابة عاطفية فردية عالية، تنبهنا إلى وجود خطر أو تهديد بالضرر، سواء كان ذلك الخطر جسديا أو نفسيا.
- إيجابية الخوف:
في الكثير من الحالات تكون للخوف اثارا ايجابية ودعامات حماية في حياة الانسان، على سبيل المثال لو خاف الطالب من موعد اختبار معين حُدد له، سيتحول خوفه الى قلق والقلق يثير فيه روح التحدي واثبات الذات للحصول على نتائج اقل ما يمكن ان يقال عنها انها مرضية، وبذا حمى الخوف صاحبه من الوقوع في المحضور، كما ان خوف الطفل من مصدر النار يمنعه من الاقتراب منها وبالتالي لن يحرق بها، والامثلة على كون الخوف دعامة حماية للانسان كثيرة ومتعددة.
- تفسير حدوث الخوف علمياً؟
في تاريخ سابق نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً عن كيفية حدوث الخوف لدى الانسان وضحت فيه الالية بقولها “تتحكم بالمشاعر اللوزة العصبية وهي كتلة رمادية من الخلايا العصبية على شكل حبة لوز في أعماق مركز الدماغ، وفي حالة الخوف تحفز هذه اللوزة الدماغية الهيبوثلاموس أو غدة ما تحت المهاد التي تقوم بإفراز الهرمونات من الفص الأمامي للغدة النخامية”.
🔺 حين يخاف الانسان من تجربة لم يمر بها بعد فعليه ان يجربها بأسرع فرصة ممكنة على قاعدة “اذا هبت شيئاً فقع فيه”
وتحتوي الهيبوثلاموس أيضا على مراكز الجوع والعطش وتنظيم درجة حرارة الجسم والتحكم بالعواطف المختلفة مثل الشعور الخوف، مما يتسبب في التدفق السريع للهرمونات كالأدرينالين ويؤدي من ثم إلى حصول الاستجابة المناسبة للجسم في حالة الإحساس بالخطر، سواء بالاستعداد للقتال حفاظاً على الحياة أو الهرب من المواجهة للنجاة بالحياة.
- اشارات تدل على خوف الانسان:
عبر عدة علامات جسمانية يستطيع اي منا ان يحكم على كون احدنا لديه خوف، ومن اهم هذه العلامات ارتفاع معدل ضربات القلب عن المعدل الطبيعي، سرعة في التنفس، توتر عضلات الجسم بصورة عامة، احمرار الوجه او اصفراره، مشكلات في المعدة والامعاء مع امكانية اصابة الفرد الخائف بالاسهال، اضطراب النوم وتقطعه او غيابه في حالات معينة، ومع هذه السلسلة من التغيرات الفسيولوجية ندرك ان الخوف قد حل بنا.
- لماذا نخاف؟
يخاف الانسان لعدة اسباب اغلبها واقعية وفيها ما هو غير واقعي ومن اهمها:
يخاف الانسان من القيام بمهمة او واجب لم يسبق له القيام به مسبقاً، وهذا الخوف يأتي من باب الحرص على عدم المرور بالفشل لكونه سيعرض صاحبه الى الاحباط والتوتر.
السبب الآخر لخوف الانسان هو اطلاعه على التجارب المخيفة التي تعرض لها احد افراد عائلته او ممن بقربه في محيطه الاجتماعي، مما يجعله يخشى تكرار تلك التجارب.
🔺 في الكثير من الحالات تكون للخوف اثارا ايجابية ودعامات حماية في حياة الانسان
وهناك سبب آخر يثير خوف الانسان وهو التفكير السلبي الذي يجعل الانسان يفكر في حدوث الاحداث السلبية فقط، والسلبية هي احدى الامراض النفسية التي تقتل في الانسان كل الاشياء الجميلة.
- كيف تدار مواقف الخوف؟
حين يخاف الانسان من تجربة لم يمر بها بعد فعليه ان يجربها بأسرع فرصة ممكنة على قاعدة “اذا هبت شيئاً فقع فيه”، لإزالة هذه المخاوف التي قد تكون غير موجودة بالمطلق.
وحين يرى او يسمع الانسان تجارب مخيفة لاحد من المحيط عليه ان يفكر بعقلانية ولا يسحب الامر عليه، لكون كل انسان نصيب في كل شيء في هذه الحياة ولا يعني ان ماحصل لاحد بالضرورة ان يحصل للآخر.
واخيراً؛ من الاهمية بمكان ان يفكر الانسان بإيجابية ليدير حياته بتوزان، لان التفكير السلبي يجعل الانسان عرضة لكل الازمات النفسية التي يمكن ان تقتله او تنال من صحته الجسمانية على اقل تقدير، وهذه المعالجات يمكن ان توقف الخوف عند حدوده الطبيعية.