نحن البشر اعظم و افضل مخلوقات الله؛ نحن الذين سجدت لنا الملائكة، ونحن المخلوقات الوحيدة على الأرض التي تمتلك العقل و التفكير و الادراك، مخلوقات سخّر الله لها كل الأرض وما فيها من طبيعة و نبات و حيوانات كلها لنا وتحت سيطرتنا.
ما مدى حسن استغلالنا لهذه النعم؟
وما مدى حسن تعاملنا معها ؟
انها نسبة قليلة من البشر الذين استغلوا نعم الله و زادوا و كثّروا منها مثل الزراعة و تربية الحيوان و الحفاظ على البيئة.
فاغلب الناس نسوا ما هو هدفهم في هذه الحياة حتى انهم نسوا لماذا خلقهم الله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} نسينا اننا خلفاء في هذه الأرض، اننا مسؤولون عنها وعن الحفاظ عليها وعدم العبث بها، والاساءة الى المخلوقات الأخرى بهدف العبث و التسلية.
اصبح شغلنا الشاغل المال و اللهو و اللعب وهذا شيء خطير ان يصبح الانسان هدفه في الحياة جمع المال و اللهو والعبث، حينها ينسى نفسه، و ينشغل بالحياة و تفاهاتها، فينسى المبادئ و الاخلاق و الأسوأ من هذه يقسو قلبه وهذه الصفة صفة الاشقياء، عن الإمام علي، عليه السلام: “ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب”.
القسوة التي ملئت قلوب بعض الأشخاص ليفسدوا في الأرض و يعذبوا الحيوانات التي هي مخلوقات الله مخلوقات ضعيفة لا تنطق.
🔺 مجتمعنا تعلم على تربية الأطفال بشكل حازم وقاسٍ في ظنه ان هذه الطريقة في التربية ستجعل شخصية الطفل قوية لكنها في بعض الأحيان تجعل منه شخصا بلا رحمة
بين الحين و الاخر اسمع عن حوادث مؤلمة جدا لاشخاص يعذبون الحيوانات و فوق ذلك يشاركون ما يفعلوه اما امام اصدقائهم في الشارع او على مواقع التواصل الاجتماعي!
ما الذي يحدث لنا؟ ما هذه القسوة و الاجرام حوادث حرق و تسميم و دهس؟ عن الرسول، صلى الله عليه وآله، القصه المشهورة لامرأة دخلت النار لحبسها قطة، فما بال التعذيب و قتل الحيوانات بلا ادنى رحمة.
أطفالنا الأبرياء اعتادوا بشكل غريب جدا اللحاق بأي كائن حي يقف في الشارع و رمية بالحجارة و الحصى و ضربه بالعصي او بأي شيء اخر، بالفعل انه شيء غريب من اين أتت هذه القسوة لاطفالنا من اين أتت فكرة ان الحيوانات يجب ان تضرب او تؤذى؟
تشير دراسات في علم النفس ان وحشية الأطفال و تعلمهم الاعتداء على الحيوانات قد تكون له جذور نفسية مثل العنف الاسري الذي يدفع الطفل الى تطبيق ما يراه على الكائنات الأضعف منه، او لاسباب التسلية واظهار الشجاعة، هذه الأسباب وغيرها قد تؤدي في الكبر على القسوة و الغلظة.
و بشكل اعمق يعد الطب النفسي ان تعذيب الحيوانات احدى العلامات ثلاثي ماكدونالد وهي نظرية تربط سلوكيات الأطفال العنيفة باعمال العنف و القسوة في المستقبل.
قسوتنا على الحيوانات التي تشابه الانسان بان لها روح و إحساس يؤدي الى قسوة القلب و فقدان الإحساس بالرحمة و الشفقة على الحيوانات، إضافة الى التاثير الكبير على سلوك الانسان مع عائلته و مجتمعة، و لعل بعض القراء يقولون: ليس لهذه الدرجة؟ هل من المعقول ان سلوك الشخص في طفولته له هذه التاثير الكبير على شخصيتة في الكبر؟
نعم؛ مجتمعنا تعلم على تربية الأطفال بشكل حازم وقاسٍ في ظنه ان هذه الطريقة في التربية ستجعل شخصية الطفل قوية لكنها في بعض الأحيان تجعل منه شخصا بلا رحمة.
في الأخير استشهد بحكم الفقه و الشريعة بكراهية العمل بالقصابة لان فيه تاثير على النفس و تاثير على قساوة القلب. لنكن رحماء مع خلق الله لكي يرحمنا الله فنحن نحتاج بشدة الى رحمته و مغفرته.
احسنتم على هذا المقال الواعي الذي يسلط الاضواء على مواضيع مهمه جدا. جزاكم الله خيرا على الدفاع عن المخلوقات الضعيفه. مقال يستحق النشر.