كثيراً ما نسمع عن مصطلح ان فلان من الناس (متصالح مع نفسه، او متصالح مع ذاته) من قبل المختصين النفسيين والاطباء النفسيين وحتى الاعلاميين، لكن الكثير لا يعرف معنى المصطلح، لذا رأينا من الاهمية بمكان ان نسلط الضوء على هذا المصطلح وما هي السلوكيات الدالة عليه، اضافة الى طرق الوصول اليه، كما سنبين اهميته في الحياة.
ما معنى التصالح مع النفس؟
يمكن تعريف التصالح مع الذات أنه قبول الذات بما فيها من نقاط القوة ونقاط الضعف، والنظر إلى العيوب كجزء طبيعي من الشخصية يمكن إصلاحه أو التعايش معه إن لم يكن قابلاً للإصلاح، والأهم من ذلك إيجاد الطريق للسيطرة على الأفكار السلبية التي تنشأ من الصراع الداخلي، وتحقيق التوافق بين الأفكار والمشاعر، بين الدوافع والسلوك، وبين الرغبات والقيود.
اهمية الحديث عن ضرورة ان يتصالح الانسان مع نفسه متأتية من كوننا نعد له الكثير من الاهمية في حياة الانسان، بل هي حاجة اساسية ليست حاجة كمالية يمكن الاستغناء او حتى تأجيلها، فهو ضروري لانه يحسن الحاظر ويمنح الاستقرار النسبي والراحة النفسية لمن يستطيع التوصل الى اعلى مستويات منه.
🔺 يتضمن التصالح مع النفس الكثير من الجوانب، منها التصالح مع المظهر والشكل الخارجي، والتصالح مع البيئة الاجتماعية التي نحيا بها، كذلك تقبل أخطاء الماضي وتجاربه المؤلمة
وعلينا ان نعي ضرورة السعي اليه وخطورة عدم حصول هذا التصالح على النفس البشرية، وفحوى عملية التصالح مع النفس هو ان نعي مسألة لا يوجد شخص سيئ مطلقاً أو جيد مطلقاً، ولكننا جميعاً مزيج بين هذا وذاك، وبين هذا وذاك يعيش الانسان حياته، وحين نشدد على اهمية التصالح لا يعني اننا ننشد الكمال ابداً بل نبحث عما يبقينا متوازنين نفسياً.
ماهي جوانب التصالح مع النفس؟
يتضمن التصالح مع النفس الكثير من الجوانب، منها التصالح مع المظهر والشكل الخارجي، والتصالح مع البيئة الاجتماعية التي نحيا بها، كذلك تقبل أخطاء الماضي وتجاربه المؤلمة والتصالح معها، إضافة إلى التصالح مع دوافعنا الغامضة من خلال فهمها وتفسيرها وتعديل تأثيرها على السلوك.
كيف يتصالح الانسان مع نفسه؟
عبر عدة سلوكيات يمكن ان يحقق الانسان التصالح مع نفسه منها:
1- التعرف على الذات: اذ يجب على الإنسان أن يتعرف على نفسه جيداً، ومعرفة نقاط قوته وضعفه، اضافة الى رغباته وأهدافه وبعدها يقرر الى اين هو ذاهب فلا يضل الطريق.
2- بعد معرفة النفس لابد من تقبلها على ماهي عليه والابتعاد عن تحميلها اكثر من طاقتها لان ذلك سيجهدها من دون الوصول الى فوائد جيدة.
3- من الاهمية بمكان ان يمارس الانسان الامتنان لنفسه على ما لديه، بدلاً من التركيز على ما ينقصه لكون الامتنان يمنح الانسان قوة عظيمة للعيش بسلام وامن نفسي.
4- كما يجب ان يتحمل الانسان مسؤولية افعاله واختياراته من دون إلقاء اللوم على الآخرين تبريراً لتصرفاته وحين يتحمل الانسان اختياراته سيحرص على التأني والتدقيق فيها قبل البت.
ماهي فوائد التصالح مع الذات؟
توجد العديد من الفوائد التي تعود على الإنسان من التصالح مع الذات ومنها:
1- انها تؤدي الى زيادة ثقته بنفسه مما يجعله متخلصاً من الكثير من العقد النفسية بالاضافة الى الرغبة في الانجاز على كافة المستويات الحياتية الخاص منها والعام.
2- يزيد التصالح مع النفس من تحسن العلاقات الاجتماعية وارتباط الانسان ببيئته الاجتماعية اكثر من ذلك غير المتصالح، فحين يحسن الانسان التعامل مع الناس على حسب عقولهم ومستوياتهم الفكرية حتماً انه تقل لديه الرغبة في الانعزال عن المجتمع.
3- حين يحسن الانسان ادارة وضعه النفسي عبر التصالح مع نفسه فأنه حتماً سيتخلص من الضغوط النفسية التي يواجهها والتي تؤثر بصورة او بأخرى على كل علميات الانسان ومنها العمليات المعرفية والفكرية.
4- اذا ما تصالح الانسان مع نفسه فأنه سيكون قادراً على اتخاذ افضل القرارات الحياتية سيما المفصلية والخطيرة او المثرة التي تتطلب تفكيراً ملياً للخروج بأفضل النتائج واقل الخسائر الممكنة، وهذا ما يساهم بصورة كبيرة في سرعة ودقة تحقيق الاهداف التي يرسمها الانسان لنفسه.
5- حين تتحقق كل هذه الميزات للانسان المتصالح معه نفسه فأنه يصل الى مستوى عالٍ من الشعور بالسعادة والرضا عن نفسه والتي تجعله متزازناً نفسياً وبالتالي بلوغ الصحة النفسية التي تؤثر على حياة الانسان برمتها فيما لو فقدها الانسان لا سامح الله.