تصدرت فاجعة دهس مجموعة من التلاميذ في قضاء الهارثة بمحافظة البصرة اهتمام العراقيين على اختلاف فئاتهم، كما تفاعل العالم مع هذه الفاجعة الاليمة التي راح ضحيتها عدد من التلاميذ الابرياء الذين تعرضوا الى الدهس اثناء خروجهم من مدارسهم.
فقد أصدر رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، عدة توجيهات بشأن حادثة دهس التلاميذ في محافظة البصرة.
وذكر بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه وزير التربية، بالذهاب إلى محافظة البصرة، والوقوف ميدانياً على تداعيات الحادث الأليم الذي شهده قضاء الهارثة، وراح ضحيته عدد من التلاميذ”.
وأضاف البيان، أن “وزير التربية سينقل تعازي رئيس مجلس الوزراء إلى أهالي الضحايا، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين وتقديم الخدمات الطبية اللازمة، وكذلك متابعة التحقيق في تفاصيل ومسببات الحادث، والإجراءات السريعة المطلوبة؛ لضمان تفادي تكرار مثل هذه المآسي، فضلاً عن دعم عوائل الضحايا والوقوف إلى جانبهم وهم يمرّون بأوقات صعبة، تستدعي التضامن والمواساة”.
بدوره طالب رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، اليوم الاربعاء، بالإسراع في كشف ملابسات حادثة الدهس المفجعة، فيما دعا إلى تأمين محيط مدارس العراق.
وذكر المكتب الإعلامي للمندلاوي، في بيان ورد عنه، إن “رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، اجرى عددا من الاتصالات الهاتفية مع الجهات المعنية في محافظة البصرة، للوقوف على حيثيات الحادثة وملابساتها”، مبينا انه “قدم خالص تعازيه ومواساته إلى ذوي الضحايا، وامنياته بالشفاء العاجل لجميع الطلبة الجرحى”.
ودعا المندلاوي إلى “الاسراع في كشف نتائج التحقيق في حادثة دهس الطلبة في قضاء الهارثة شمال محافظة البصرة، على ضوء اللجان التي شكلت يوم امس، لمعرفة ومحاسبة المقصرين في هذه الحادثة المفجعة، واستنفار الجهود الطبية الممكنة لمعالجة الجرحى”، مبدياً استعداده “لإرسال الحالات الحرجة للعلاج خارج العراق اذا اقتضت الحاجة لذلك”.
وطالب رئيس مجلس النواب بالنيابة “جميع المحافظين، إلى العمل من أجل تأمين محيط المدارس واتخاذ اجراءات للسلامة التامة، عبر فرض مناطق عبور آمنة ومجسرات للمشاة، اضافة إلى التنسيق اللازم مع مديرية المرور العامة والجهات المعنية، فيما يتعلق بمنع الشاحنات الكبيرة من المرور في الطرق المحيطة بالمدارس خلال اوقات الدوام الرسمي، وإلزام المركبات كافة بسرعة محددة لا يسمح بتجاوزها اثناء السير بالقرب من المدارس والمناطق المأهولة بالسكان”.
الى ذلك طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، مجلس محافظة البصرة، بعقد جلسة طارئة بشأن حادث الدهس الذي تعرض له عدد من التلاميذ في قضاء الهارثة.
وقال مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة: “نطالب مجلس المحافظة بعقد جلسة طارئة لوضع حلول عاجلة إزاء العديد من الطرق التي تعد مقاصداً للمشاة في مواقع عديدة منها شمال البصرة، وأمام الجامعات والمدارس، وطرق أخرى أقل ما يطلق عليها (طرق الموت) كطريق الفاو”.
وأضاف “لابد من العمل على إصلاح الطرق ووضع جسور للمشاة وضوابط وحلول جادة إزاء ذلك، وهي لا تكلف إلا القليل من عظيم أموال مدينة البصرة الفاحشة الثراء”.
من ناحيتها، أعربت المنظمة الدولية للطفولة “يونيسيف” في بيان مقتضب، عن حزنها الشديد إزاء الحادث المأساوي وقالت: “تعازينا العميقة لجميع المتضررين من هذه الخسارة المفجعة. ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى الأطفال”.
كما عبرت بعثة الاتحاد الأوربي في العراق في بيان عن تعازيها الحارة للعائلات المتضررة من الحادث المأساوي الذي وقع في البصرة وقالت: إننا “نقف مع شعب العراق خلال هذه اللحظة الصعبة. تعاطفنا ومشاعرنا معكم”.
وكان قائممقام الهارثة في البصرة، نذير الشاوي، قد ذكر في وقت سابق بأن “سيارة حمل نوع صهريج دهست عدداً من تلاميذ مدرسة السيدة زينب (عليها السلام) الابتدائية للبنين في الهارثة بالبصرة”، مشيراً إلى أن “الحصيلة الأولية للحادث هي وفاة 5 تلاميذ وإصابة 10 آخرين”.
وعلى إثر ذلك، أعلن محافظ البصرة أسعد العيداني، الحداد 3 أيام على فاجعة دهس التلاميذ، والتي راح ضحيتها اكثر من 15 تلميذاً بين ضحية ومصاب.
وأدلت مديرية صحة البصرة، مساء أمس الثلاثاء، بتصريح جديد أوضحت فيه موقف الإصابات المسجلة بحادثة داهس التلاميذ في الهارثة، مؤكدة خروج 4 مصابين من المستشفى وتلقي خمسة آخرين العلاج.
وقال مدير صحة البصرة عباس التميمي: إن “حصيلة حادثة دهس التلاميذ في البصرة بلغت 6 وفيات و9 جرحى خرج منهم 4 من المستشفى وبقي 5 أحدهم حالته حرجة والبقية مستقرة وفيها إصابات بمناطق بينها الصدر ويتماثلون للشفاء”.
وفي وقت سابق، وجه وزير الصحة صالح الحسناوي ببذل أقصى الجهود لعلاج المصابين بحادثة الدهس في البصرة.
وقال الحسناوي: إنه “وجه ببذل أقصى الجهود وتقديم الخدمات الطبية للمصابين ونقل الحالات الحرجة إلى العاصمة بغداد”.