يتعرّض الانسان بين الفينة والاخرى لمواقف حياتية ضاغطة و غير طبيعية، وهذه المواقف من الممكن ان تعرّضه الى الاستفزاز والعصبية والاستثارة الشديدة التي قد تفقده صوابه ومن ذلك تنتج عدة مشكلات نفسية للفرد، لكن بعض الناس يستطيعون التعامل مع مسببات الغصب والاستثارة بضبط عالٍ تحت تأثير ما يعرف بالاتزان الانفعالي، فماهو الاتزان الانفعالي؟
وماهي تأثيراته على حياتنا؟
يُعرف الاتزان الانفعالي بأنه: مقدرة الفرد في السيطرة على انفعالاته والتحكم بها، وعدم إفراطه في التهيج الانفعالي، أو عدم الانسياق وراء تأثير الأحداث الخارجية العابرة والطارئة وصولاً إلى التكيّف الذاتي والاجتماعي دون أن يكلف ذلك مجهوداً نفسياً كبيراً.
🔺 يمكن ان نتأكد من كون الانسان ثابت انفعالياً عبر مقياس النجاح في ادارة الموقف الذي يواجهه
على نقيض الاتزان الانفعالي هو التهيج الانفعالي الذي يضع الانسان في خانة فقدان السيطرة على النفس وبالتالي تنتج سلوكيات قد يندم عليها الانسان طوال حياته ولات حين مندم، لذا من الجميل ان يتحلى الانسان بهذه السمة النفسية الحياتية التي تقي الانسانَ من مخاطر الانفعال وتبيقه متزناً وبالتالي التمتع بمستوى مقبول من الصحة النفسية على اقل تقدير.
يمكن ان نتأكد من كون الانسان ثابت انفعالياً عبر مقياس النجاح في ادارة الموقف الذي يواجهه، فعلى سبيل المثال ان الانسان الذي يتمكن من السيطرة على انفعالاته أثناء العمل فهو مبدع في الفصل بين المواقف الشخصية والمواقف المهنية، فحين يتواجد الشخص المتزن في مكان عمله ويتعرض لمواقف مزعج مثيل صراخ المدير عليه بسبب عدم إتمام المهمة بالوقت المحدد، فتكون الاستجابة ليست بمستوى الموقف وبالتالي المحافظة على هدوئه التام دون الصراخ على مديره مما يسعاد على تخطي الموقف دون حدوث مشكلة مهنية هذا هو الاتزان الانفعالي بعينه.
- اشارة هامة:
هنا نود الاشار الى أمر غاية في الاهمية وهو ما يقوله الأخصائي النفسي إبراهيم عبدالغفار: “إن الاتزان الانفعالى لا يكون فقط فى مواقف الغضب بل أيضا فى مواقف الفرح والحب، مضيفا أن الاتزان الانفعالى سمة يتميز بها أصحاب الشخصيات القوية والنفوس الهادئة وغالبا ما تظهر فى أوقات الضغوط والأزمات”، فالى ذلك نسترعي الانتباه.
- بماذا يعود الاتزان الانفعالي على الانسان؟
عدة ايجابيات تعود على الانسان المتزن انفعالياً منها:
- تتكون لديه قدرة على تحمل تأجيل إشباع الحاجات أكثر من الفرد غير المتزن انفعاليا، كما ان لديه قدرة على تحمل قدر معقول من الإحباطات المحيطة به، ويؤمن بالتخطيط بعيد المدى وبشكل ممنهج في حياته، ولديه القدرة على مراجعة التوقعات في ضوء الظروف والمستجدات المتوقعة والطارئة.
- يعبّر الاتزان الانفعالي عن توافق الشخصية مع بيئتها البشرية على عكس غير المتزن والذي يفشل في التعامل الصحي مع الكثير من المواقف التي تصدر من هذا الفرد او ذاك تجاهه.
- والفرد المتزن هو فرد يتصف بالشجاعة سيما فيما يخص مواجهة التحديات والعقبات التي تواجه حياته، إذ يمنحه هذا الاستقرار اريحيةً نسبية في ادارة الازمات.
- الانسان المتزن انفعالياً لديه القدرة على اتخاذ القرارات المهمة وهو تحت الضغط ولا يتأثر بما حوله من حدث، او انه اقل تأثراً من ذلك الذي لا يمتلك اتزاناً انفعالياً.
- من عوائد الاتزان على الانسان جعله اكثر مبادرة لطرح الافكار والاراء بعيداً عن التردد والخوف ولعل مرد ذلك هو الثقة العالية بالنفس.
- الفرد المتزن انفعالياً هو انسان هادئ لا يُلاحظ عليه ردود افعال قوية وهذا الهدوء يمنحه تقبلاً بين المجتمع، ومن اجل كل هذه العائدات المهمة في حياة الانسان صار لازماً على الجميع البحث عما ينمي لديه الاتزان الانفعالي.
- وللمتزن انفعالية قدرة عالية على التخطيط الجيد لاهدافه حياته وبالتالي التقرير والاصرار على تنفذيها اشباعاً لرغباته النفسية وليس استجابة لضغط معين، بمعنى انه يفعل ولا يعمل بردات الفعل.
- في سياق الحديث عن مميزات من يتصف الاتزان الانفعالي يقول الاخصائي النفسي (كريستال) إلى أن ذوي الاتزان الانفعالي المرتفع غيرحسودين، وصبورون ومتساهلون ومتفائلون، عكس ذوي الاتزان الانفعالي المنخفض، حيث يكونون غيورين، وحساسين، وحسودين، وعبوسين ايضا.
مشكور على هذا الموضوع ، حقيقة جدا نحتاجه في هذا الزمان ، ولكن اتمنى لو أنك تطرقك قبل الشروع في عوائده الى كيفية الوصول اليه .. مع خالص شكري