الهدى – وكالات ..
قال مدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت «الدكتور إبراهيم العرادي»، إنّ الأجهزة الأمنيّة القمعيّة في النظام الحاكم في البحرين تمارس أبشع الجرائم والانتهاكات بحقّ المعتقلين السياسيّين في السجون، وتحديدًا في سجن جوّ المركزيّ.
وأكّد في كلمة مصوّرة له إنّ نظام العزل الظالم الذي يمارس بطريقة همجيّة ولا قانونيّة ضدّ المعتقلين البحرينيين هو واحد من هذه الانتهاكات التي لا تحتمل، ما حدا بالمعتقلين إلى رفع الصوت عاليًا وتنظيم اعتصام عبر رفض الدخول إلى العنابر احتجاجًا على إبقاء عدد من رفاقهم معزولين لنحو 3 سنوات، مع جناة مجرمين، لافتًا إلى أنّ الهدف من هذه السياسة لدى النظام هو إهانة هؤلاء المعتقلين.
ووجّه العرادي نداء إلى كلّ أحرار العالم لإيلاء قضيّة المعتقلين السياسيّين في البحرين الأهميّة المطلوبة، فهم ضحايا تعذيب، وهم الفئة أكثر تهميشًا وإذلالًا واضطهادًا في البحرين، ويجب اليوم إعلاء الصوت في كلّ المنابر لإنقاذهم، ولا سيّما مع احتجاجاتهم داخل السجن.
وللمعتقلين السياسيّين وجّه مدير المكتب السياسيّ رسالة قائلًا: «سنكون السند لكم بعد الله سبحانه وتعالى، ويجب أن يكون كلّ حرّ شريف، وصاحب ضمير السند لكم بعد الله سبحانه وتعالى، وأن يصل صوتكم إلى جميع أصقاع العالم، خاصّة أنّكم تضحّون لهذا المجتمع ولهذا الوطن، ولمستقبل قادم يأمله الجميع».
ونوّه العرادي بالعاملين في المجال السياسيّ والحقوقيّ والمنظّمين للبرامج التضامنيّة مع هؤلاء المعتقلين، داعيًا إلى تكثيف العمل حتى تحريرهم عاجلًا ومن دون قيد أو شرط.
من ناحية أخرى زفّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين، المعتقل السياسيّ «حسين خليل الرامي» (32 عامًا) من بلدة الدراز شهيدًا التحق بركب شهداء ثورة 14 فبراير المجيدة، وذلك نتيجة تدهور وضعه الصحّي على إثر الإهمال الطبيّ المتعمّد من إدارة السجن، وتجاهلها عمدًا نداءاته التي كان يطالب فيها بضرورة علاجه، فظلّ يعاني آلامه وأوجاعه حتى ارتقى شهيدًا وشاهدًا على ظلم النظام الخليفيّ وإجرامه.
وقالت اللجنة المنسّقة لفعاليّات «الحقّ يؤخذ»، المنبثقة عن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، في بيان لها “لقد عانى الشهيد الشاب المجاهد حسين خليل، وطيلة مدّة اعتقاله في مايو/ أيّار 2017 مع العشرات من معتقلي «ميدان الفداء» بينما كان يذود عن مقام آية الله الشيخ عيسى قاسم، من أمراضٍ عدّة، وحُكم عليه بالسجن ظلمًا لمدّة 15 عامًا، ورحلت والدته عن هذه الدنيا وفي قلبها غصّة لفراقه، بينما ظلّ يرزح تحت وطأة السجن والأمراض التي أصيب بها نتيجة التعذيب الذي تعرّض له، غير أنّ إدارة سجن جوّ ماطلت كثيرًا في تمكينه من تلقي العلاج اللازم منذ سنوات، وقد اضطُرّ بتاريخ 4 مارس/ آذار الجاري إلى إطلاق نداء عبر تسجيل صوتيّ طالب من خلاله بنقله إلى المستشفى العسكري لمتابعة علاجه، لكنّ إدارة السجن أمعنت في الاستخفاف والمماطلة وتجاهل طلبه، الأمر الذي أدّى إلى استشهاده فجر اليوم الثلاثاء الموافق 26 مارس 2024 م، ليكون شاهدًا وشهيدًا على جرائم هذا النظام المتعجرف والمنتهك لحقوق الإنسان.
وحمل البيان، النظام الخليفيّ كامل المسؤوليّة عن استشهاد «شهيد السجون حسين خليل الرامي»، مؤكدا أنّ استشهاده يقرع ناقوس الخطر حول الأوضاع الصعبة التي يعيشها المعتقلون السياسيّون في ظلّ سياسة القتل البطيء وحرمانهم المتعمّد من حقّهم الإنسانيّ في العلاج وتوفير البيئة الصحيّة والنفسيّة الملائمة لهم في السجون.
هذا وشهدت البحرين تشييعا حاشدا للشهيد، حيث سجل من خلاله البحرينيون موقفًا صارخًا ضدّ سياسة القتل البطيء في السجون، معلنين العهد والوفاء لخطّ الشهداء الأبرار.