“شهر رمضان يحمل ثواباً كبيراً للمرأة ولها أن تحتسب كل المسؤوليات”
الام مدرسة اذا اعددتها
أعددت شعبا طيب الاعراق
من أجمل ما قيل عن المرأة والتي تكون احياناً الام، و هي كالارض إن صلحت صلح المجتمع وان فسدت فسد المجتمع منها يكون الصالح والطالح والغث والسمين.
فهي المدرسة الأولى ومن خصالها يتزود الأبناء سواء البنين أو البنات ولكي نحافظ على هذا المستوى أو نسعى إلى بناء أسرة بهذا المستوى، علينا اختيار الأم الصالحة القادرة على إدارة هذه المؤسسة الأسرية الصغيرة التي منها تكون المؤسسة الكبيرة وهي المجتمع.
🔺 يكون للأم جهد استثنائي توعوي إرشادي رسالي مميّز وخاصة في الأعمال العبادية والواجبات الإنسانية والاخلاقية
وهذا الدور الكبير يبدأ من اول يوم وضع الله الجنين في احشائها اهتماماً ورعايةً وتربيةً، وسهرا، وعناءً ومسؤولية لا تنقطع ولا تتوقف في سائر الايام ولكل عمر وضع وتصرف وأسلوب معين في التربية، وخاصة شهر رمضان لما لهذا الشهر من أهمية قصوى وارتباط ديني وعقائدي وروحي وأخلاقي وانساني.
فهنا يكون للأم جهد استثنائي توعوي إرشادي رسالي مميّز وخاصة في الأعمال العبادية والواجبات الإنسانية والاخلاقية، فمن الضروري أن تبدأ الأم بتهيئة بيتها وأطفالها لأجواء رمضان، كأن تنهي واجباتها الاجتماعية، فتخطط لاستغلال وقتها قدر المستطاع لاغتنام الأجر والثواب، فتهيئة المنزل يبعث السكينة في نفوس أفراده ويشحنهم بالهمة والعزم لاغتنام الشهر قدر المستطاع.
ومهما ادعت الأمهات بعدم مقدرتهن على امتلاك الوقت الكافي في شهر رمضان، إلا أنه مع التنظيم الجيد ستحظى الأم بأوقات جميلة تمارس فيها العبادة التي ترغب بها، وهنا أود الإشارة إلى فكرة (الأوقات الميتة) التي تمر على الأمهات دون استغلالها على الوجه الصحيح، كأن تذكر الله بالتسبيح والتحميد وهي تنظف المنزل، أو تستمع وهي تطهو أو تكوي الملابس للمذياع أو اليوتيوب حول تفسير آية أو موعظة ما بمشاركة ابنائها طبعاً، وفي محاولة للاستفادة من الوقت في شهر رمضان بأقصى درجة ممكنة، وفي سعي دؤوب للأخذ بكافة الأسباب.
إن شهر رمضان فرصة ذهبية لتعزيز علاقة الأم بأطفالها من خلال التشارك بأداء العبادات وتعريف الأطفال بالقيمة الدينية لهذا الشهر، ليصبح للعبادة معنى مختلف وليست مجرد طقوس، بل معنى تربوي ترسخه الأم في نفوس أطفالها، وهنا يمكن للأم دعوة أبناءها للصلاة الجماعية، أو قراءة القرآن الكريم، أو إفطار أحد الصائمين أو صدقة، فيخفف هذا السلوك الجماعي عبءَ العبادة بشكلها الفردي وتصبح ذات محمول قيمي يبعث الود والسكينة في علاقة الأم بأطفالها.
- ما يترتب على الأم في شهر رمضان:
١- ينبغي على الأم أن تقوم بتعريف حقيقي لشهر رمضان وانه ليس فقط شهر ترك الطعام والشراب، بل هو طريق لتحصيل التقوى وحسن الأخلاق وحثّهم على استثماره والاجتهاد فيه لتقويم السلوك والاجتهاد في عبادة الله وطاعته.
٢ – التركيز على أعمال الخير وحث أبناءها على الشعور بالفقراء والمحتاجين، وإدخال السرور إلى قلوبهم، وتشجيعهم على الجود والتصدّق، وتفقّد أحوال الجيران، فقد كان الجود والإنفاق من هدي النبي، صلى الله عليه وآله، فعن عبد الله عباس قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان واكثر سخاء وعطاء .
٣- الاهتمام ومتابعة الأبناء على ما يشاهدونه ومايتابعونه في شهر رمضان من البرامج الإعلامية، ولا تشغل أوقاتها إلا بالنافع والمفيد التي يرشدها إلى ما ينفعها في أمر دينها ودنياها .
٤ـ أيام شهر رمضان فرصة للوالدين لتعليم أولادهما شيئا من سيرة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ليستفيدوا من دروسها وعبرها، ولقد كان علي بن الحسين عليه السلام الله يقول: “كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما نعلّم السورة من القرآن”.
ومن فوائد وثمرات تعلم أولادنا سيرة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أنهم يجدون فيها القدوة، فهي تقدّم إليهم نماذج سامية للشاب المستقيم في سلوكه، الأمين مع قومه وأصحابه، كما تقدّم النموذج المثالي للمسلم في حسن معاملته لأهله، وللأب في حنو عاطفته، والصاحب في حبه وحسن معاملته لأصحابه، والمسلم الجامع بين واجباته وعبادته لربه، وكل مَن يبحث عن مَثَلٍ أعلى في ناحية من نواحي الحياة فإنه سيجد ذلك نموذجا ماثلا في حياة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرته، قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة}.
🔺 إن شهر رمضان فرصة ذهبية لتعزيز علاقة الأم بأطفالها من خلال التشارك بأداء العبادات وتعريف الأطفال بالقيمة الدينية لهذا الشهر المبارك
٥ ـ التعاون بين أفراد الأسرة في تحمل أعباء ومسؤوليات البيت، ومن ذلك إعانة الأم في إعداد المائدة وتجهيزها، وهذا ينمي الاحساس بالمسؤولية وتحمل الصعاب و هو فرصة تأهيل وإعداد وتنشئة .
٦ – التذكير بما اعده الله من الثواب العظيم والاجر الكبير في هذا الشهر لمن صام وقام معرفة واحتسابا .
٧ – التركيز على قضية الحجاب والعفة والتحفظ وغرس حب الحجاب والتمسك به من خلال توجيه الأم والأب وبيان ابعاده على المرأه بشكل إيجابي.
٨ – حث الأبناء على حفظ آيات من القرآن الكريم كل يوم، وتشجيعهم بمكافئة مادية أو معنوية؛ كتخصيص هدية معينة وزرع روح المنافسة والتفوق بين الأبناء على عدد الآيات.
٩ – ذكر قصص الانبياء أو اهل البيت عليهم السلام، بطريقة السرد وذكر ما تعني من أهداف ومعاني مرتبطة بالسلوك العام .
- شهر هو عند الله هو أعظم الشهور
من أعظم نعم الله ــ تعالى ــ على عباده المؤمنين أن يبلغهم شهر رمضان، فهو شهر تتنزل فيه الرحمات، وتغفر فيه الذنوب والسيئات، وتضاعف فيه الأجور والدرجات، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، ويعتق الله فيه عباده من النيران، فحري بالأسرة المسلمة أن تستغل هذا الشهر بما يعود عليها بالخير.
نسأل الله ــ تعالى ــ أن يجعل شهر رمضان عونا لنا على طاعته، وأن يعيننا على حسن صيامه وقيامه، ويجعلنا فيه من الفائزين الرابحين، ومن عتقائه من النار ومن المقبولين..