في الحياة ثمة حاجات يحتاجها الانسان ليكون انسان ذو معنى وبالتالي انسان سعيد او انسان متوزان على اقل تقدير، من هذه الحاجات نيل رضا الاخرين واحترامهم له واحترامه هو لنفسه وهذا امر جيد ان يبحث الانسان عما يجعله ملتزماً بمحددات عيش الجماعة البشرية، لكن المشكلة تحدث في ان بعض الناس يريدون من الآخرين ان يحترمونهم وهم بالاصل لم يحترموا انفسهم، فكيف يحترم الانسان نفسه؟
ليحظى الانسان باحترام عالٍ من الآخرين ومنه شخصياً لنفسه عليه اتباع الآتي:
المعاملة بالمثل: يجب على الانسان معاملة الأقران في المحيط الاجتماعي بالطريقة التي يعاملونه فيها، فإن كان معاملتهم حسنة فأتبع الحسنى في التعامل معهم لكي يكون الاحسان في محله، وان كانت سيئة فعاملهم بالسوء او تجنبهم على اقل تقدير، ليشعروا بقبح اعمالهم لان الكثير من الناس للاسف لم ولن يعوا ان بعض الناس تعمل بما تربت عليه وتذهب الى تفسير الاحترام ضعف او طلباً لحاجة او مكسب معين.
🔺 من اُسس رفع قيمة الانسان لذاته ان يجعل لنفسه اهدافا منطقية ويعمل على تحقيقها على حسب قدرته وكفاءته
كن طموحاً: من اُسس رفع قيمة الانسان لذاته ان يجعل لنفسه اهدافا منطقية ويعمل على تحقيقها على حسب قدرته وكفاءته، فبدون هذه الاهداف تعيش انسان غير ذي معنى مقتنعاً بما عندك وان كان لا يلائم واقعك ولا متطلباته المتغيرة، كما أنّ غياب الطموح يعني البقاء في القاع مما يجعلك في موضع استخفاف دائما، او انك لا تحصل على ذات احترام الطموحين.
فكّر في كلامك: علينا جميعاً نحن الذين وهبنا الله نعمة اللسان والعقل ان نفكر في كلامنا قبل ان يخرج منا ويصبح ملك الناس، فحين يكون الحديث قائماً على الغِيبة والنميمة والنيل من أعراض الناس فلا يعني المشاركة فيه والافضل مغادرة المكان احتراماً لانفسنا وللانسانية التي تنتهك في مثل هذه الجلسات الشيطانية.
اعطِ اكثر مما تأخذ: حين تملك ما ينفع الناس لا تبخل به على احد وامنحه لك من يحتاجه ويمكنه الافادة منه، سواء كان مالاً علماً جهداً بدنياً، فحاجة الناس اليك من نعم الله عليك فلا تمل النعم، ففي هذه السياق نحذر من ان يكون العطاء مقابل التفكير في الأخذ والافضل ان تنوي ذلك قربةً لوجه الله وشكراً له على النعم التي منحها اياك.
لا تبخل على نفسك: حين يجود عليك الله بنعمه (لاتنسَ نصيبك من الدنيا) واكرم نفسك؛ فنفسك لها عليك حق بالسكن الجيد، ووسيلة النقل المحترمة، والملبس المحترم والجميل، وغير ذلك من متطلبات الحياة ومستلزماتها، فلو بخل الانسان على نفسه وهو متمكن فمن المؤكد انه يقلل من احترام الاخرين له ولا يمنحونها احتراماً كبيراً لكونه اساء استخدام النعم.
لا تتوسل بأحد: احياناً يحتاج الانسان الى طلب حاجة معينة يحتاجها، لكن المعيب هو التوسل بطريقة مذلة لغرض الحصول عليها، مع ان المفروض ان يكون قصد الحاجة بدون اذلال النفس، لان الحاجات تُعوّض، وكرامة الانسان لا تعوضها الدنيا وما فيها، فالافضل طلب الحاجة بعزة النفس لان الامور تجري بمقادير الله كما يقال.
🔺 حين يجود عليك الله بنعمه (لاتنسَ نصيبك من الدنيا) واكرم نفسك
غادر العلاقات المؤذية: حينما يريد الانسان ان يحفظ لنفسها توازنها والابتعاد عن استهلاكها في علاقات مؤذية ومسمومة عليه مغادرة اية علاقة انسانية تحط من كرامته وتنال من جرف كبريائه المشروع، فنأيه عن مثل هذه العلاقات يبقيه ذا قيمة ومهابا او محترما، على عكس لو كان في علاقة او علاقات تسلب منه الاحترام من الناس وتقلل من احترامه لنفسه في الوقت ذاته.
عدم الحضور بدون دعوة: على الانسان ان يتجنب الحضور في مناسبات او ولائم او اية دعوات اخرى بدون دعوة تُقدم من اصحاب تلك المناسبات، ومهما كانت صلة القرابة بهم لان حضورك بدون دعوى سيُفسّر عدة تفسيرات اغلبها سيئ، وان عرفت بذلك سيسبب لك الامر حرجاً وضيقاً وقبل ذلك سيستخف بك الناس فلا تفعل ذلك.
وفي الخلاصة عزيز القارئ المحترم ذكرنا في مقالنا جملة من الامور التي لو التزمنا بها سنرفع من قيمتنا واحترامنا لانفسنا، والعكس هو المنطقي من دون شك، لذا ادعو نفسي قبل ان ادعوكم للنظر في صحتها واتخاذها قواعد للحياة الكريمة.