مناسبات

النجاح على خطى الأمير

لماذا طريق ذات الشوكة يرافق بعض من يسعى الى ان يكون مرضي عند الله؟

لو نمعن النظر في انه لو كان الوصول بدون جهد وصعوبة  لما كان العابد يعبد، ولما كان العالم يخلص ولما كان الطالب يدرس، ولما كان المظلوم يضرب في الارض ويصمد، فنحن نتكلم عن سباق، اذاً فنحن نتحدث عن منظّم وواضع لقوانين هذا السباق،  وهو الباري ـ عز وجل ــ اذا نتكلم عن نتائج وهي إن لم تكن على خير فهي شر والانسان فيها على سبيلين: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً}.

انظر معي كلام أمير المؤمنين علي، عليه السلام، في نهج البلاغة عن الدنيا والفلاح فيها يضع لنا قاعدة جدا رائعة: “الا وان اليوم المضمار وغدا السباق والسبقة الجنة والغاية النار”.

السؤال الذي يتبادر الى اذهاننا عندما نقرأ كلام علي، عليه السلام، هو: لماذا مضمار سباق؟

 لماذا انت بالذات من يُوضع في هذه الاختبارات؟

ولماذا يجب ان تعاني في التخلص من عقبات هذا السباق؟

ولماذا توضع انت  دائما امام مسألة الاختيار؟

🔺 من واجبات المسلم المؤمن هو ان يتحمل تلك المسؤولية التي لها الفضل في التغيير والتصدي

الجواب:

اولا: ان من واجبات المسلم المؤمن هو ان يتحمل تلك المسؤولية التي لها الفضل في التغيير والتصدي.

ثانيا: ان الناس في تباين واختلاف درجات بينهم لذلك جعلت حلبة يتسابق فيها الناس، فالله لم يخلقنا لسواد اعيننا، ولا لقبح اعمالنا، بل خلقنا لينظر الان ماذا نفعل في هذه المسألة ما هو تكليفنا.

لديك وعي و احسست ان لديك مسؤوليات انطلق بتكليفك، فكما ان قدرة الخالق على ان يكون الخلق يسير والدنيا سهلة والمطالب منجزة، فإن حكمته وعظمته اقتضت ان تكون الدنيا حلبة سباق كما ذكرنا سابقا، ليمحص فيها الانسان وتبان فيها النفوس وتحرز فيها الدرجات.

وانت مكلف ان تفوز فيها فإن لم تكن الاول فكن الثاني، و إن لم تكن الثاني اشفع ان تكون الثالث، اما في الرابع فأنت خارج المعادلة والناس اما عالم او متعلم او همج رعاع

 ثم إن هذا السباق له نتيجة وهي على طريقين “والسبقة الجنة والغاية النار” وهنا اختلاف في اللفظين لأختلاف المعنى؛ فالسبقة والغاية كلاهما يعني النهاية او الانتهاء لنتيجة معينة، لكن السبقة من السباق وعلى ذلك فليتنافس المتنافسون وتكون بذلك السبقة الجنة، والغاية هي الانتهاء عند نتيجة غير مرغوب فيها لذلك الغاية النار.

🔺 اجعل ادوات الحياة وفرصها ومادياتها ادوات مسخرةً في مضمار السباق لا ان تكون هي غاية السباق

فلو نتدبر في بلاغة وفصاحة امير النحل نرى ان جدةَ التشبيه والتحليل الواقعي الذي نستفيده لو نتدبر نخرج بكلمة او بسطر وهو “لا تجعل سباقك إلا الى للجنة، لذلك روي عن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: “إذا سألتم الله فسألوه الفردوس فإنها أعلى الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة”.

اي ان الانسان يرفع سقف توقعاته ويعلي همته في طلب اعلى الدرجات ويتخيل انه في سباق وينافس ليرتقي، لذلك بعد ان تحقق شروط السباق و تحقق شروط ان تكون مرضي عند الله ستحمل مسؤولية ذلك الى نهاية السباق عندها تنتهي  الى تلك النهاية المشرفة، اما خلاف ذلك اذا كان الغاية او سباق الانسان للماديات التي ملأت الحياة ستصل في النهاية الى طريق مسدود ونهاية غير مرغوب فيها.

ختاما؛ اجعل ادوات الحياة وفرصها ومادياتها ادوات مسخرة في مضمار هذا السباق لا ان تكون هي غاية السباق، كما يفعل اصحاب المرثونات والسباقات يجمعون الاموال من سنة الى سنة لتمويل سباقاتهم، وتأهيل طرق السباق واختيارهم حلبات بعضها صعبة لتزيد من حدة التنافس، لذلك هدء من روعك واحزم حيازيمك ستواجه بعض الصعوبة لكن حلاوة الفوز تصغر من شدة الصعوبات ، قال أمير المؤمنين، عليه السلام: “عود نفسك حسن النية وجميل المقصد تدرك في مباغيك النجاح”.

عن المؤلف

كرار الياسري

اترك تعليقا