لماذا لا نفكر في يومٍ من الأيام في أفضل شيء نملكه؟
أعلم أن الإجابات كثيرة، والآراء متعددة، فلو أننا سألنا جمعاً من الآباء؛ ما هو أفضل شيء في حياتكم؟
لعل أغلب الإجابات ستكون: العائلة، الأولاد، ولكن لو سألنا عالماً، سيقول: أساعد الناس، وأعُلّم الطلاب.
ومن هذا المنطلق يكون أفضل شيء في حياة كل إنسان هو الذي يحدد مصيره، إلى أين؟ ومن أين؟ ومن نفس الجواب لو استغله شخصٌ لكان عالماً من العلماء، أو طبيباً من الأطباء، و مهارة اسعماله لهذا الفن هي التي تحدد مصير الإنسان إلى أعالي القمم الشامخة أو إلى لاشيء!
وكل شخصٍ ناجحٍ ومبدعٍ عند سؤالك له ستراه دقيقاً جداً في استعمال كل شيء في حياته وفق هذا المنظور الذي حكم به الإنسان والذي يحدّه من كل جانب.
“يا أبا ذر كُن على عمرك أشحّ منّك على درهمك ودينارك”، هكذا قال رسول الله، صلى الله عليه وآله، في وصيته المعروفة لأبي ذر.
إن أثمن ما يمتلكه الإنسان في حياته كلها هو وقته “يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما مضى يوم ذهب بعضك”، يقول الإمام الحسين، عليه السلام، فالإنسان لحظة وتنقضي، وينقضي معها، وباللحظة يموت إنسان، ويحيى آخر.
“أكبر ما يكون الإنسان يوم يول، وأصغر ما يكون يوم يموت”، يقول الإمام الصادق، عليه السلام، ولهذا الأمر يجب ان يكون الانسان مستفيداً من وقته، وفي كل أجزاء عمره سواء كان طالباً جامعياً، أو بقالاً لا فرق، المهم أين يصرف هذا الوقت؟ فإذا كان عاقلاً يقضيه في الطاعة، وإذا كان بعيداً يقضيه بمعصية الله سبحانه وتعالى.