الهدى – كربلاء المقدسة
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي الأسرة المسلمة الى تثقيف الابناء على حبّ فاطمة ومعرفة شخصيتها وسيرتها في الحياة، محذرا من مغبة التهاون في هذا الأمر الأساس بوجود “الحرب الناعمة” التي وصفها سماحته بأنها أخطر وأكبر من الحرب الساخنة.
وفي حفل أقيم في جامع الامام موسى الكاظم، عليه السلام، بمدينة كربلاء المقدسة صباح اليوم الاربعاء، بمناسبة ذكرى مولد الصديقة الزهراء، عليها السلام، دعا سماحة المرجع المدرسي الى أن تكون “بيوتنا نبراساً للابناء، وقائماً على معرفة فاطمة الزهراء، لتكون قدوة وجزء من حياتنا.
وفي سياق حديثه عن المكاسب المفترضة من إحياء ذكرى الصديقة الزهراء، عليها السلام، قال سماحته: “نأخذ ما ينفع امتنا وشعبنا من خلال المعرفة ثم الاقتداء بهذه الشخصية العظيمة، لا أن نفرح هنا ويكون لآخرين فرحٌ في مكان آخر يبتغون إرضاء أناس آخرين”.
ونبّه سماحته الى ساحة المواجهة المحتدمة التي يشهدها العالم اليوم من صراعات سياسية وحروب تتناقلها وسائل الاعلام، مشدداً على أن الأخطر والأهم من هذه الحروب الظاهرية؛ حرب خفية تُسمى “الحرب الناعمة”، ومؤكداً أن مليارات الدولارات تنفق سنوياً لتمويل هذه الحرب، ولتحقيق أحد الاهداف الرسومة، وهي؛ فصل الجيل الجديد عن الجيل الماضي، أي فصل الابناء عن الآباء، وقال سماحته: “اذا التزمنا بمناهجنا وقدواتنا فانهم سيخسرون”.
وتطرق سماحته الى مسألة المعرفة المطلوبة لشخصية الصديقة الزهراء، موضحا “أن الذي يجمع الناس هو الحب والبغض، ونحن أمرنا أن نحب أولياء الله، وعندما نحبهم يعني أننا نتبع هداهم ثم هدى الله –تعالى- بشكل عفوي وسهل دون أية صعوبات”.
وأضاف سماحته في سياق الحديث عن الدور التربوي للمرأة على أنها ” ليست مدرسة او جامعة فقط، وإنما هي بوتقة تصهر الحب والقدوة في نفوس الابناء”، متبعا بالقول: “قُل لي من أمك أقل لك من أنت، فعندما تهوى بناتنا فاطمة من الصغر، فانها حين تكبر ستربي أولادها على هذا الحب والولاء”.
وحذر سماحته في جانب آخر من حديثه من مغبة التهاون في الجانب التربوي فيما يتعلق بمسألة القدوات والتأثر بالشخصيات الاجنبية، داعياً الأمهات الى إعطاء الأهمية البالغة لتربية الابناء على المسائل الاخرى في الحياة، لا “أن تنشغل بالحديث بالهاتف النقال مع الصديقات وتترك الطفل يلهو بالالعاب الالكترونية او يشاهد افلام الكارتون”.
وخاطب سماحته الفتيات الجامعيات بأن الاختصاصات العلمية مطلوبة ومهمة في الحياة، بيد أن هذه العلوم تفيد للحياة الدنيا، ولن تنتقل الى الحياة الآخرة، وحتى نضمن تلك الحياة مع هذه الحياة الدنيا علينا التفكير ببناء الجيل الجديد، فالفتاة “قبل ان تفكر بأن تكون مهندسة للجدران والبنايات عليها ان تفكر بهندسة الرجال”.
وفي ختام حديثه في هذا الحفل البهيج دعا سماحة المرجع المدرسي “الاخوة في العتبات المقدسة والوقف الشيعي وكل المهتمين بالشأن الثقافي في العراق للاهتمام بالطفولة المبكرة وإعادة المدارس القرآنية لحفظ القرآن الكريم لتحصين الطفل من الامراض والآفات الثقافية قبل دخوله المدرسة”.