أحيانا لا توصف متعة تناول الطعام خارج المنزل، فهي أقرب ما تكون لسفرة خفيفة تارة مع الاهل والاقرباء، وتارة أخرى مع الأصدقاء الذين عادة ما يجتمعون لتبادل أطراف الحديث بعيدا عن الأجواء المنزلية، يشاركهم في هذه الخاصية بعض الاسر التي استهوت اكل المطاعم وفضلته على طبخ المنازل.
- أسباب تناول الاكل خارج المنزل
الذهاب الى المطاعم بكثرة وقد يكون بصورة يومية لعدد غير قليل من الاسر، أصبح من الظواهر العصرية التي لازمت الشعب العراقي في السنوات الأخيرة، ومن الأسباب التي تدفعهم الى الذهاب اليومي لتناول الوجبات السريعة وغيرها هو كسر الروتين اليومي.
فالروتين اليومي يعد أحد اهم الأسباب التي تحث على الذهاب الى المطاعم، ولا يرتبط بالروتين اليومي الاعتياد على المكان فحسب، بل يتعدى ذلك الى تعود الام والزوجة على تحضير وجبات طعام بمذاق معين وقد يتكرر نفس المذاق في الأسبوع الواحد أكثر من مرة، بما قد يؤدي الى سد الشهية او الملل من تناول هذا النوع من الاكلات، ولان الفرد سريع الاشباع فيصاب بذلك مبكرا.
⭐ دخول النساء الى سوق العمل يعتبر من العوامل المساعدة وذات أهمية قصوى في تعزيز هذا الجانب، (تناول الاكل في الخارج)
ومن الأسباب ايضا ان المطعم بطبيعته يوفر حرية كاملة امام الزبون في اختيار الوجبات لاختيارها كوجبة مفضلة وطعم لذيذ، وهذا على العكس عما يحدث في المنزل فانت كشخص مجبر على اكل ما تحضره الام، إذ يصبح النفور وعدم قبول هذه الوجبات امر طبيعي للغاية، ويكون ذلك شبيه بالأمر الذي يحصل مع الأطفال الذين يكرهون تناول الحليب، نظرا لتناوله بكثرة في السنوات الأولى من حياتهم.
ويمكن ان توضع مسألة التكاليف المنخفضة بالنسبة للوجبات البسيطة في المطاعم او الكافتيريات الشعبية ضمن قائمة الأسباب المؤدية الى الذهاب للخارج، وهو ما تحببه الكثير من الاسر ويجعلها تتهافت على هذه الأماكن في أوقات مختلفة من الأسبوع، وبالطبع لا يتجه الافراد لمثل هذه الاماكن ما لم تكن هنالك حاجة فعلية، فالكثير من العوائل الكريمة لديها ميزانيات بسيطة لا تريد ان تفرط بقسط منها على الاكل وترك الحاجات الضرورية الأخرى.
دخول النساء الى سوق العمل يعتبر من العوامل المساعدة وذات أهمية قصوى في تعزيز هذا الجانب، (تناول الاكل في الخارج)، اذ اتجهت اغلب النساء الى الدراسة وإكمال المراحل الجامعية، وبعد هذا الإكمال أصبحن يبحثن عن وظيفة تتناسب مع التحصيل الدراسي، وبطبيعة الامر يتطلب العمل قضاء ساعات طويلة خارج المنزل، وعودة متأخرة اذ لا يوجد وقت لتحضير الطعام، لذا تلجأ ربة البيت الى شراء الوجبات السريعة او اصطحاب بقية افراد الاسرة الى أقرب مطعم في المنطقة.
وقد يكون السبب الأخير من وجهة نظرنا هو ان كثير من الأصدقاء يفضلون الجلوس بعيدا عن محاصرة جدران المنزل لضحكاتهم وأحاديثهم العفوية، لذلك يذهبون الى أماكن تمنحهم الشعور بالراحة المطلقة، حيث يذهبون الى المطاعم او الكافيتريا بشوق رهيب، يتناولون الاكل بشراهة مفرطة تتجدد وتتضاعف مع تجدد المكان المقصود.
بعد التعرض بشكل تفصيلي الى اسباب ذهاب الافراد الى المطاعم، وذكرنا بعض الإيجابيات المصاحبة لذلك الخروج، وصلنا الى المحطة السلبية والنقطة السوداء الناجمة عن هذه الظاهرة ان صح التعبير او التسمية، فالاعتياد على الظهور بأوقات مختلفة يولد شعور لدى الأبناء او بقية افراد الاسرة انه امر مُسلم به ولا يجب تحضير الوجبات داخل المنزل، على اعتبار ليس من الضروري ان تلتزم ربة الاسرة لتعويد ابناءها على الجلوس الذي يمكن يتحول الى عادة اسرية فيما وهو من الموروثات الشعبية المتعارف عليها.
وهنالك علاقة قوية بين الاكل في الخارج وكمية الامراض التي يتعرض لها الافراد، وكثيرا ما نسمع في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن حصول حالات تسمم في محافظة ما، وهذا بالتأكيد يعود الى ضعف في الجهات الرقابية في متابعة أصحاب المطاعم من اجل الاهتمام في الصحة العامة.
تنشئة الأولاد وعلى وجه الخصوص البنات منهم على مسألة الاكل في الخارج يشكل في المستقبل القريب مشكلة تتعلق بالجوانب الاسرية، فحين الارتباط مع قرين لتكوين اسرة تظهر مثل هذه المشكلات وربما تكون سبب من أسباب الانفصال، ذلك ليس كل الرجال يتقبلون هذه الأفكار ولا يمكن ان يقضي جزء كبير من مرتبه الشهري، (في حال كان موظف)، على المأكولات، وبذلك يتحول المنزل الى حلبة اشتباك خال من المودة والرحمة.
- الفرق بين اكل البيت والمطعم
بالتأكيد ان الاكل داخل المنزل يختلف عن نظيره في المطاعم من جوانب متعددة، فقد اوجدت دراسة اميركية حديثة نشرت في مجلة الطب الوقائي الاميركية ان تناول الاكل في المنزلي يحمل فوائد أكثر على جسم الانسان وصحته مقارنة بتناول الاكل في المطاعم.
⭐ هنالك علاقة قوية بين الاكل في الخارج وكمية الامراض التي يتعرض لها الافراد، وكثيرا ما نسمع في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن حصول حالات تسمم في محافظة
واثبتت الدراسة ان تناول الاكل في المنزل يخفف من امراض الجهاز الهضمي التي تكثر في حال تناول المأكولات الجاهزة او تناول الطعام في المطعم، وبحسب ما خلصت الدراسة التي شملت أكثر من 4000 شخص فان تناول الاكل المعد في المنزل يعتبر صحيا أكثر من تناول الطعام في المطعم والمأكولات الجاهزة التي تحمل معها الكثير من الاضرار لا سيما فيما يتعلق بصحة القلب.
وأشارت الارقام الى ان مؤشرات الصحة لدى الذين يتناولون الطعام الصحي في المنزل 3 مرات اسبوعيا كانت قريبة من 67%، اما الذين يتناولون طعامهم في المنزل 6 مرات اسبوعيا فمؤشرات الصحة لديهم كانت قريبة من 75%.
- فوائد واضرار الاكل في المنزل
إذا كانت اغلب الاسر تتساءل عن كيفية اقناع الأولاد بفوائد الاكل داخل المنزل، فعليها وقبل كل شيء اخبارهم بفوائده التي تتمثل في المساعدة في الحفاظ على وزن صحي وخفض الوزن لمن يرغبون في ذلك، اذ ان الطعام المنزلي يتميز بانخفاض السعرات الحرارية فيه وخلوه من معدلات الدهون المرتفعة التي تضر بالجسم والصحة.
ويندرج من ضمن الفوائد انخفاض خطر الاصابة بمرض السكري، وذلك لأنه يمكن للام التحكم بالمكونات التي تستخدمها لإعداد المأكولات، فضلا عن تناولها بهدوء أكبر وهذا ما يسهل بدوره عمل الجهاز الهضمي.
ومن الاضرار الناتجة عن الاكل في المطاعم هي السمنة المفرطة؛ نظراً لغنى اكل المطاعم لا سيما الوجبات السريعة بالدهون والبروتينات، ومن المحتمل ان تؤدي هذه الوجبات الى زيادة خطر الاصابة بأمراض تصلب الشرايين وامراض القلب والاوعية الدموية.
ويأتي من الاضرار إمكانية الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي الناتجة عن عدم غسل الخضراوات جيدا ما يؤدي الى انتقال الجراثيم الى المعدة، وقد يصاب الفرد باحتباس السوائل في الجسم اذ ان اكل المطاعم غالبا ما يحتوي على كمية مرتفعة من الصوديوم.
الخلاصة وبعد ان وضحنا أسباب الخروج وما يترتب عليه من فوائد واضرار، يبقى الخيار خيارك أيها القارئ الكريم، لكن لا تنسى ان العقل السليم في الجسم السليم.