بالنظر الى عصرنا الحالي وما نتج عنه من إمكانيات مختلفة في المجال التقني و التكنولوجي، والتي سهلت طرق التوصيل والتواصل نجد ضرورة الأخذ بالاعتبار ما يقع على المتعلم من دور في ظل هذا التطور، والتعامل معه على أساس انه جزء من نمط الحياة التي يعيشها.
وحتى لا نجعل من عملية التعلّم والتعليم عملية منحصرة داخل حجرة الدراسة ينعزل معها المتعلّم عن أطياف واقعه الذي يعيشه، لابد من التأكيد على برنامج يجعله يتعامل مع هذه الأطياف بمسؤولية وتوجه صحيح، وإلا فانه يعتبر تأثير ما يقع عليه من خارج حجرة الدراسة تأثيرا يتماشى مع ما تميل اليه نفسه، لاسيما وأن عامل التسلية واللعب هو العامل الغالب في شخصيته، وبالتالي فانه يسخّر كل ما يقع عليه من أجل إشباع هذا العامل، وهذا ما يجعل المدرسة حاجزا أو مانعا أمام هذا التفاعل اللذيذ بتأثيره على شخصيته فينفر عن ذلك، بل ينظر الى المدرسة بمنظار محجم أمام هذه الأطياف الالكترونية البراقة والفضاء المفتوح بما يحقق لديه سد حاجة اللعب والتسلية.
⭐ حتى لا نجعل من عملية التعلّم والتعليم عملية منحصرة داخل حجرة الدراسة ينعزل معها المتعلّم عن أطياف واقعه الذي يعيشه، لابد من التأكيد على برنامج يجعله يتعامل مع هذه الأطياف بمسؤولية وتوجه صحيح
وحتى نتجاوز مثل هكذا مشكلة لابد من ايجاد الترابط ما بين المدرسة وواقع ما يقع على المتعلم من تأثيرات تكنولوجية متمثلة بالانترنت أو بما تتيحه الالكترونيات عموما، والسبيل الى ذلك هو الدعوة الى الاهتمام بما يسمى التعلم الذاتي الذي سنسلط الضوء عليه بشكل تفصيلي من اجل استثمار هكذا نمط تعلمي.
- التعلم الذاتي
هو تعليم الفرد نفسه بنفسه مستفيداً من الإمكانات المحيطة به من معلمين ومكتبات ووسائل اتصال وتقنيات وما شابه.
ويعرف أيضاً بأنه: نشاط تعليمي يقوم على ايجابية وفاعلية المتعلم مستمداً وجهته من رغبته الذاتية واقتناعه بنتيجة إمكاناته وقدراته بالاعتماد على نفسه.
- الأساس الفلسفي للتعلم الذاتي
تركز الدعوة المتنامية لفلسفة التعلم الذاتي في الفكر التربوي المعاصر على مبادئ الأساسية في دور التربية في عالم متغير وهذه المبادئ هي:
- التعلم لا يمكن إلا أن يكون ذاتيا.
- للتعلم الذاتي دور في عالم متغير.
- للتعلم الذاتي دور في الحراك المهني.
- للتعلم الذاتي دور في زيادة كفاية التعليم وفاعليته.
- الأسس التربوية والنفسية للتعلم الذاتي
تركز نظريات التعلم على ان التعلم الذاتي جانب أساسي في تأكيد مسؤولية الفرد في تعليم نفسه، انطلاقاً من أن عملية التعلم هي عملية فردية ولابد للمتعلم من استخدام عناصر جوهرية بأسلوبه الخاص في التفكير ومن هذه الأسس:
1- النظر الى كل فرد بوصفه حالة خاصة في تعلمه.
2- مراعاة مبدأ الفروق الفردية.
3- التعزيز الفوري والتغذية الراجعة لنتائج التعلم.
4-الايجابية والمشاركة الفاعلة في التعلم.
5- حرية حركة المتعلم في أثناء عملية التعلم.
6- مراعاة السرعة الذاتية للمتعلم.
- المهارات التي تكتسب باستخدام التعلم الذاتي
يحقق التعلم الذاتي المهارات العشرة الآتية:
1- القدرة على تحقيق التواصل مع الآخرين.
2- اتخاذ القرارات.
3- تحقيق النجاح
4- الابداع.
5- القدرة على التعايش مع الآخرين.
6- التكيف مع الظروف المتغيرة.
7- اللياقة عند التعامل مع الآخرين.
8 – تعزيز دور الفرد في المحيط الذي يعيش فيه.
9- تنمية شعور الفرد بقيمته الذاتية.
10 – القدوة للآخرين.
- أنماط التعلم الذاتي
نورد في أدناه بعض أنماط التعلم الذاتي المألوفة:
1- التعليم المبرمج.
2- التعليم بالمراسلة.
3- الحقيبة التعليمية.
⭐ التعلم الذاتيهو تعليم الفرد نفسه بنفسه مستفيداً من الإمكانات المحيطة به من معلمين ومكتبات ووسائل اتصال وتقنيات وما شابه
4- برامج التعليم المشخص للفرد وهي مواد صُممت لتتناسب مع كل متعلم على حدة وتحديد مستوياتهم من خلال اختبارات قبلية وبعد الانتهاء تقدم اختبارات (محكية المرجع) يتحدد في ضوئها ما إذا كان يسمح بالانتقال إلى وحدة تعليمية أخرى.
5- خطة (كيلر): ظهرت هذه الخطة على يد عالم النفس الاميركي.
- دور المعلم في التعلم الذاتي
يظل المعلم أحد الأركان الأساسية في عمليتي التعليم والتعلم، ولكن دور المعلم في التعلم الذاتي سيتغير من كونه المصدر الوحيد للمعرفة الى الدور الذي يتطلب مساعدة المتعلم وتوجيهه، وهذا يتطلب من المعلم.
1- الإلمام بالأسس التربوية والنفسية للتعلم الذاتي واقتناعه بأهميته.
2- معرفة قدرات الطلاب واتجاهاتهم وإجراء اختبارات تشخيصية وبنائية وتقويمية.
3- مساعدة المتعلم في اختيار ما يتعلمه وكيف ومتى.
4- تعرف مهارات التعلم الذاتي.
5- توفير المواد التعليمية اللازمة وترتيبها.
6- أخذ دور الموجه والمرشد خلال عملية التعلم إذا كان داخل الصف محكية.
7- متابعة الطلاب بصفه استشارية وتقديم الحلول للمشكلات التي تواجههم ومعالجتها.
فالتعلم الذاتي يمكن ان يعد طريقة من طرائق التدريس الحديثة التي يمكن استخدامها من قبل المعلم ولو ضمن موضوعات محددة إذا لم يتاح المجال المتكامل امام تطبيق هكذا مشروع فكري قيم، له أبعاد مختلفة في منافعه على شخصية المتعلم.
المصادر:
- التميمي، عواد جاسم محمد، طرائق التدريس العامة ” المألوف والمستحدث” ، دار الحوراء ، بغداد ، العراق، 2010.