الانسان دائم السعي لتوفير ما يجعله يشعر بالرفاهية النفسية، لكن في حالات كثيرة تمنعه ظروف معينة من تحقيق ما يريد، ومن هذه النقطة تحديداً تظهر الكثير من السلوكيات غير المتزنة بدافع التوتر الذي يزيد نسب الخطأ لدى الانسان بصورة كبيرة بالمقارنة فيما اذا كان هادئاً غير متوتر، فماهو التوتر؟
وماهي انعكاساته على حياة الانسان؟
وكيف يمكن ان نخفف منه؟
يعرف التوتر بأنه “استجابة الجسم لأي شيء يتطلب الانتباه أو العمل ويأتي من مناطق في الدماغ الانساني تتحكم بالمشاعر والعواطف، ومنطقة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية التي تفرز هرمونات التوتر.
- آلية حدوث التوتر؟
يحدث التوتر عندما ينتابنا شعور بالإحباط أو الغضب أو القلق، او بسبب ضغوط خارجية أو مشاعر داخلية سلبية تصيبنا بالإرهاق، وتفقدنا القدرة على التعامل مع الضغط النفسي أو العاطفي، مما يدفع الدماغ لإرسال إشارة عاجلة إلى الغدة النخامية بوجود سبب للشعور بالضيق، فتسارع بدورها لإطلاق هرمونات التوتر (الأدرينالين والكورتيزول)، لرفع استعداد الجسم للمقاومة، من خلال زيادة ضربات القلب والتنفس وضغط الدم.
- اشارة:
لابد من الاشارة الى امر غاية في الاهمية وهو امكانية أن يكون الشعور بمستوى طبيعي من التوتر مفيداً لنا نحن البشر، إذ انه يحفزنا على تحقيق أهداف معينة؛ مثل الاستعداد الجيد لإجراء اختبار، او التحضير لمقابلة عمل مهمة على سبيل المثال لا الحصر، لكن الشعور بالتوتر بدرجة كبيرة، خاصة عندما نشعر بأنه أصبح خارجاً عن سيطرتنا، يمكن أن يؤثر سلباً على مزاجنا وصحتنا الجسدية والنفسية وعلاقاتنا بالاخرين، مما يعطل الكثير من المنجزات الانسانية التي تساهم في رفع انتاج الانسان وفي جميع المناحي الحياتية.
- علامات التوتر؟
فيما يخص التوتر تقول خبيرة علم النفس والإرشاد الأسري (إليزابيث سكوت): “ان شكوى الانسان المتكررة من الأرق والإجهاد والصداع وآلام المعدة، والنوع الاخر من علامات القلق هي العلامات العاطفية النفسية والتي تتمثل في الحزن والقلق والكآبة والعصبية والشعور باليأس والعجز، وهناك اعراض معرفية وهي النسيان وقلة التركيز وتدني احترام الذات والمقارنة السلبية بالآخرين”.
⭐ يحدث التوتر عندما ينتابنا شعور بالإحباط أو الغضب أو القلق، او بسبب ضغوط خارجية أو مشاعر داخلية سلبية تصيبنا بالإرهاق
ثم هناك علامات سلوكية تتمثل بفقدان الشهية للاكل او الاكل بشراهة واضطرابات في النوم والعزلة الاجتماعية، وضعف الرعاية الذاتية، وعدم وجود وقت أو شهية للأشياء التي تستمتع بها، هذه جميعها علامات واضحة على تفشي التوتر في حياتنا اليومية، حتى أصبح مشكلة العصر، فلا يكاد يخلو شخص على وجه هذه المعمورة الا وكان له نصيب من التوتر لكن التعامل معه هو الذي يخلق فارقاً في التفاوت بنسبه بين البشر.
- ما هي أسباب الشعور بالتوتر؟
بعد ان اطلعنا على آلية حدوث التوتر لدى الانسان فإن اسباب الشعور به هي عبارة عن رسائل يبعث بها الدماغ الى الجسم مفادها ان هناك خطرة تحيط به، بصرف النظر عن كون هذا حقيقي أو متوهم وبالتالي يحدث التوتر، كما ان الانسان يمكن ان يتوتر إن حصلت لديه من فقدان الوظائف او الخوف عدم التمكن من الاجابة على اسئلة الامتحان، كما تشكل المشكلات العاطفية والزوجية، والأحداث والكوارث الصادمة والمأساوية، اسباب محتملة لاصابة الانسان بالتوتر.
- كيف نخفف من التوتر؟
ان استمر الانسان متوتراً سيفقد الكثير من مستوى صحته النفسية وبالتالي فقدان الراحة والامن النفسيين، وهنا صار لازماً علينا ان نتعاطى معه بذكاء للتخفيف منه ويتم ذلك عبر عدة امور اهمها:
⭐ حين يعاني الانسان من التوتر ويفشل في التغلب عليه بمفرده من الاهمية بمكان ان يلجأ الى مختص في العلاج المعرفي السلوكي الذي يعمل على تغيير فكرة المصاب حول سبب الازمة
حين يعاني الانسان من التوتر ويفشل في التغلب عليه بمفرده من الاهمية بمكان ان يلجأ الى مختص في العلاج المعرفي السلوكي الذي يعمل على تغيير فكرة المصاب حول سبب الازمة، وبالتالي وضعه على سكة التخلص منه إذا ما اتفقنا ان الافكار تتحول الى سلوكيات.
وعلى الانسان ان يغادر المكان الذي يستفزه نفسياً ويسبب له توتراً على سبيل المثال ان كان لنا زميل يحاول اثارة التوتر فينا الافضل ان نتجاهل كلامه او نغادر المكان حتى لا نجر الى مايريده هو وبالتالي الدخول في دوامة التوتر المؤذية للنفس.
ويساعد النوم الكافي على تخفيف التوتر لدى الانسان والعكس هو الصحيح، إذ ان نقص النوم سيعرّض الانسان الى موجات من التوتر، كما ان تكوين روابط اجتماعية قريبة من النفس تكون بمثابة صمام الامان الذي يمنع من الانفجار النفسي الناتج من التوتر، وممارسة الهوايات يخفف الى حد بعيد من التوتر الذي يصيبنا لسبب او لآخر، وهكذا يمكن أن نخفف من التوتر ونكبح جماحه.