{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}
في خضم تعاطينا وتواصلنا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي تلقي الناس ما يُروّج من مواد إعلامية وميديا حية، بات الانسان يحتاج الى ضابطة للتعامل مع هذه المادة وطريقة لتحليل هذه المادة، فغالب هذه المواد الإعلامية لم تُروّج اعتباطا، بل تباعا بسلسلة من المقدمات، ففي متابعة وتصفح مواقع التواصل الافتراضية والواقعية نتعامل مع ثلاث حالات يمكن صياغتها بثلاث مصطلحات، وبعضها غير مألوف وانما نحن اطلقناه وبمساعدة الشات جي بي تي (محادثة الذكاء الاصطناعي) وحاولنا إعادة تعريف وصياغة هذه المصطلحات بحسب فهمنا:
1- الخواء الفكري: حالة عدم القدرة على انتاج الأفكار او تحليل المعلومات المروجة بسبب قلة المعرفة، وعدم القدرة على تطبيق المعرفة المكتسبة، فهنا صاحبنا يصدق بكل ما يروج وكل ما ينشر، فيكرر كل ما هو مطروح من اعلام فليس لديه اي تفكير في مقابل اي فكرة اي (لا يدري ولا يدري انه لا يدري).
⭐ بات الانسان يحتاج الى ضابطة للتعامل مع هذه المادة الإعلامية المطروحة بكثافة في التواصل الاجتماعي، فغالب هذه المواد الإعلامية لم تُروّج اعتباطا..
2- لا يوجد لهذا المصطلح بالعربية تعريف لكن رديف هذا المصطلح بالإنكليزية كما موضح(ايكو جمبر) (غرفة الصدى) بتفصيل اكثر وانما ذكرناه وصفا لهذا المصطلح، لكن صغناه بشكل مفهوم ليناسب موضوعنا وهو: حالة يتم العمل عليها بشكل أوسع واخطر وعلى شكل مجموعات مؤيدة لأفكار ومعتقدات منحرفة، او متطرفة يتم طبخها داخل غرف مغلقة ومن ثم يتم الترويج عنها إعلاميا، حتى يصبح الفرد مقتنعا بأن هذه الأفكار هي الصحيح حيث يتم تكرار وتمرير الرسائل الإعلامية، والأفكار، والمعتقدات على نحو مستمر ومتواصل، ويتم تحويل المشاهدين إلى جمهور مؤيد يؤكد هذه الأفكار ويتجنب التحديات والاختلافات، فتبقى تعوي بهذه الأفكار وهذا ما نلاحظه محليا في قنوات إعلامية محلية معروفة بعدائها وصفحات في الترويج لضرب جهة معينة او عرف اجتماعي او رمز ديني.
وعالميا هناك قنوات إعلامية مثل قناة دي دبيلو الال مانية في ترويجها للشذوذ ودعمها كل من على هذا النهج مثل برنامج جمهورية البشير وتكرارها لهذه المواد الإعلامية المنح رفة والترويج لها إعلاميا.
3- الوعاء الفكري ــ وهذا المصطلح يبدو اكثر إيجابية ــ: وهو يشير إلى حالة تكون قدرة الانسان على التفكير بطريقة منطقية، وإدراك الأفكار والمفاهيم المعقدة، وتحليلها وتفسيرها، ويشير الوعي الفكري إلى القدرة على فهم العلاقات بين الأشياء والأفكار، وتطبيق الأفكار والمفاهيم المكتسبة على الواقع، وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والتحديات التي تواجهها اي: (رجل يدري ويدري ان يدري فذلك عالم).
اخيرا؛ الحكمة تقول: (قل لي من تتابع أقول لك من انت) فإن مَن تتابعه سيؤثر عليك لا محالة او قد يرمي في بالك أفكار وتصورات غير صحيحة وغالبا تكون غير واضحة.
اوصي نفسي وكل من يقرأ على الأقل على المقدور الشخصي ان نمتلك قدرة على فهم و تحليل الأفكار على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمييز النافع منها عن الضار ان لا نصدق بكل ما يروج، و نكون في طور انتاج الأفكار الصحيحة في قبالها ونشر الوعي والتركيز على الثوابت لكي لا نصيب قوما بجهالة و نكون على بينة من امرنا.