قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}. (سورة المائدة: 18).
- مقدمة في الحرب
القتال والقتل هي من أقدم الظواهر الاجتماعية التي رافقت الجنس البشري منذ أن انطلق من أبيهم الأول نبي الله آدم، عليه السلام، حيث كان لديه ولدان أحدهما تقي والآخر شقي فقتل الشقي التقي وذلك حسداً منه لأخيه كما في الآية الكريمة: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}.(سورة المائدة: 28).
وأما الحرب فهي الظاهرة التي رافقت سفك الدماء بالقتل والإرهاب الجماعي وهي الظاهرة التي رافقت المجتمع البشري منذ أن عرف التجمعات البشرية الصغيرة ثم الكبيرة ثم الدولة بمختلف أحجامها، وقواها وجيوشها، ولذا قالوا عن الحرب: “هي نزاع مسلح تبادلي بين دولتين، أو أكثر من الكيانات، والتحالفات غير المنسجمة، حيث الهدف منها هو إعادة تنظيم الجغرافية السياسية للحصول على نتائج مرجوة ومصممة بشكل ذاتي”.
وفي (القاموس العملي للقانون الإنساني): “الحرب هي ظاهرة العنف الجماعي المنظم التي تؤثر إما على العلاقات بين مجتمعين، أو أكثر أو تؤثر على علاقات القوة داخل المجتمع”، فالحرب ظاهرة نشاز وغير طبيعية في الحياة البشرية لأن الأصل فيها السَّلام والسِّلم للفرد والمجتمعات، ولا يمكن أن تقوم المدنية وتنهض الحضارات إلا بالسِّلم ولا تتهدَّم إلا بالحرب وتبعاتها الكارثية على البشرية قاطبة والإنسانية عامة.
- حقيقة الحرب القابيلية
وصدق مَنْ قال: إن “الحرب هي الوجه البشع للإنسان، وهي الامتداد “القَابِيلِي” لآدم، للبشري العنيف الذي يحمل شره ليوزعه على العالم من حوله، وأما الثقافة فتنتمي للإنسان “الهابيلي” المسالم، الذي يرفض العنف، وينزع نحو الحياة، فالأول يحمل في يده خنجر الشرور ليُميتَ، والثاني يحمل في كفه غصن الزيتون، هكذا هي ثنائية الحياة، والثقافة ابنة السلام، وربيبة الحياة المطمئنة”.
⭐ اللافت للنظر عند البحث في العهد القديم وما يسمونه (التوراة) يتعجب الإنسان من كثرة القتل والسرعة في سفك الدماء البريئة، ولذا تجد هؤلاء الأشقياء بنوا فلسفتهم في هذه الحياة على القتل والإرهاب
وما الإنسان سوى كائن مثقف؟! وحين يطل نذير الحرب، يتلاشى مفهوم الإنساني في الإنسان، ويحضر مفهوم الحيواني الوحشي فيه، فالحرب معناها أن تقتل، أن تأسر، أن تجرح، أن تُسيل دمًا، أن تدمِّر عمرانًا، أن يتخلص الإنسان من لغة الحوار، ومن كينونته الثقافية، حينها تعلو النزعة الشريرة في الإنسان، وتسيطر على سلوكه، فهنا تكون الحرب قد غيَّرت هوية الإنسان المرتجاة في التآخي، والتعارف، والتعمير، والحوار”.
وإذا غابت هذه المفاهيم في المجتمع البشري، تحوَّل إلى مجتمع آخر متوحش بكل معنى الكلمة، بل أشرس الوحوش الكاسرة وأشدها قوة وأفظعها لا يمكن أن تفعل فعل الإنسان الذي يرى في الحرب حياته، ويحاول أن يبني مدنيته وحضارته على بحار من الدماء التي يريقها والأشلاء التي يقتلها كما نرى ونسمع ونعيش في هذه الحضارة الرقمية اليوم، حيث يسيطر عليها ويتحكم فيها ثلة قليلة من اليهود المتطرفين جداً الذين يرون أن الحياة كلها قتل وقتال وحرق وغرق وتدمير لكل شيء لا يوافق أهواءهم وينسبون ذلك لربهم المزعوم.
- رب الجنود اليهود
العجيب من أصحاب الديانة اليهودية التي تنتسب إلى موسى كليم الله، عليه السلام، ذاك الرجل الرائع والمجاهد الكبير في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل الذي ضحى بكل ما لديه في سبيل تخليص بني إسرائيل من الظلم والعسف الفرعوني، وقابل الطغيان الفرعوني بكل صلابة وقوة ولم يملك إلا نفسه وأخاه هارون، عليهما السلام، وكان مثالاً للإنسان المؤمن المجاهد في سبيل الحق والإنسانية الراقية.
اللافت للنظر عند البحث في العهد القديم وما يسمونه (التوراة) يتعجب الإنسان من كثرة القتل والسرعة في سفك الدماء البريئة، ولذا تجد هؤلاء الأشقياء بنوا فلسفتهم في هذه الحياة على القتل والإرهاب، ولذا لم تقم لهم دولة واستمرت لأكثر من ثمانين سنة منذ خمسة آلاف عام وهم يحاولون أن يفعلوا ذلك ولم يفلحوا، ولن يفلحوا أبداً حتى في هذا العصر الأغبر فإنهم لم يقوموا ببناء دولة قوية كما يظنون، بل صنعوا كذبة كبيرة سموها “دولة” وما هي لدى التدقيق والتحقيق إلا (أوهن من بيت العنكبوت) كما وصفها سيد المقاومة مراراً.
- فقوة هذا الكيان بأمرين اثنين هما:
أولاً: قوة دول الاستكبار الذين جعلوا منهم كلباً لحراسة مصالحهم في المنطقة، أو شرطياً لحمايتها ولولا ذلك لم تقم أصلاً وإن قامت لم تدم أكثر من عقد من الزمن، والواقع اليوم يشهد على صدقنا وهي ما أن قامت عملية “طوفان الأقصى” حتى تراكض رجال إمبراطورية الشر العالمي والشيطان الأكبر وأذنابها الأوربيين للبكاء عليها ودفع كل قواهم وأساطيلهم لحمايتها من شباب المقاومة في غزة هاشم فقط.
ثانياً: أوجدوا حزاماً من الأنظمة المحيطة بهم وكلفوهم بحراستها وحمايتها من أبناء قومهم وجلدتهم وشعوبهم المستضعفة وأعطوهم كل أنواع السلاح والقيود وما يحاصر الشعوب ويفتح البلدان للصهاينة والسجن أو الإعدام سبيل كل مَنْ يعارضهم في سياستهم الفاسدة والمفسدة، وها هي قد كشفت عملية “طوفان الأقصى” أيضاً هؤلاء العملاء الذين كانوا يتسترون بورقة التوت فسقطت وبانت عوراتهم الخبيثة لكل عاقل، فالمواقف والبيانات والمسيرات الجماهيرية ممنوعة لديهم، وبعضهم أمعن في انبطاحه لعدوه فمنع كل أشكال الدعم عن المقاومة في غزة بل وشجَّعوا العدو على التخلص منها وتكفلوا بالنفقات كلها حتى سمعنا بالأمس بعض الدعوات الصهيونية لاستخدام السلاح النووي لإبادة غزة عن بكرة أبيها بعد أن رفضت التهجير وتنفيذ المخططات الصهيونية والمدعومة من المتصهينين العرب أو الأصح الأعراب من قرن الشيطان وأذيالهم.
- الحرب في العهد القديم
وبالعودة إلى الكتاب الذي يسمونه مقدساً نجده يعوم على بحر من الدمار، فالأمر بالقتل لأبسط الأمور يأتي من رب اليهود الذي يسمِّي نفسه (رب الجنود)، وليس كما في القرآن الحكيم (رب العالمين)، و(الرحمن الرحيم)، و(الغفور الكريم)، ففي العهد القديم (20) حالة يعاقب عليها بالإعدام هي:
1-الزنا (للمرأة المتزوجة وحبيبها).
2-البهيمية (جماع الحيوانات).
3-ازدراء الأديان.
4-التضحية بالأطفال.
5-الشهادة الكاذبة في قضايا الإعدام.
6-النبوءة الزائفة.
7-النشاط التبشيري ودعم الديانات الأخرى.
8-علاقات المثلية الجنسية بين الذكور.
9-الوثنية الواقعية أو الافتراضية.
10-علاقات المحارم.
11-التمرد على السلطة العليا.
12-الكذب على الزوج فيما بتعليق بالعذرية عند الزواج.
13-الاختطاف.
14-دعارة ابنة القسيس.
15-القتل العمد.
16-اغتصاب امرأة مخطوبة.
17-الضرب والشتم أو أي شكل من أشكال التمرد على الأبوين.
18-خرق قانون السبت اليهودي العمل يوم السبت.
19-ملامسة جبل موسى في الفترة التي كان الله يعطي فيها الوصايا العشر.
20- السحر والشعوذة والتنجيم واستحضار الأرواح.
- الإرهاب الجماعي والاجتماعي
فكل هذه الجرائم تستحق القتل من رب الجنود على الأفراد العصاة من أبنائه وجنوده، وأما العقوبات الاجتماعية وما نسميه بالحرب الآن فهي عجيبة وغريبة من حيث الشدة والقسوة والبطش والإرهاب إلى حد الإرعاب وهي كثيرة جداً واستقصاءها يؤدي بنا إلى الإطالة ولكن سأكتفي ببعض النصوص كشواهد على هذه القسوة لرب الجنود الذي أورثه لشعبه المختار ألا وهم اليهود الأشرار، وربائبهم الضالة الصهاينة.
⭐اليهود هم الشعب الوحيد في هذا العالم منذ أن خلق الله آدم وأهبطه على هذه الكرة الترابية ليعمرها بالخيرات والطاعات الذين يبنون فلسفتهم وحياتهم على تلك العقيدة العجيبة بالعنصرية البغيضة باعتقادهم أنهم (شعب الله المختار)
يقول رب الجنود: “حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فإن أجابت إلى الصلح، وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير، ويُستعبد، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً، فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف.. وأما النساء والأطفال، والبهائم، وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا.. وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً، فلا تستبقي منها نسمة ما”. (سفر التثنية الأصحاح ٢٠ فقرة ١٠ – ١٧).
وفي التوراة يقول لهم: ” فضرباً تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف، وتحرقها بكل ما فيها، مع بهائمها بحد السيف، تجمع كل أمتعتها إلى ساحتها، وتحرق بالنار المدينة، وكل أمتعتك كاملة للرب إلهك، فتكون تلا إلى الأبد”. (سفر التثنية الأصحاح ١٣ فقرة ١٥).
- اليهود والحرب المعاصرة
اليهود هم الشعب الوحيد في هذا العالم منذ أن خلق الله آدم وأهبطه على هذه الكرة الترابية ليعمرها بالخيرات والطاعات الذين يبنون فلسفتهم وحياتهم على تلك العقيدة العجيبة بالعنصرية البغيضة باعتقادهم أنهم (شعب الله المختار)، وأنهم يعيشون على القتل وسفك الدماء البريئة حتى للأنبياء والأوصياء والأولياء، فكانوا يقتلون بين الطلوعين سبعين نبياً ثم يخرجون إلى أعمالهم كأنهم لم يفعلوا شيأ.
هذه العقيدة الفاسدة، و البناء الباطل الذي يحاولون من خلاله بناء كيانهم ودولتهم في فلسطين المحتلة في هذا العصر ليطبِّقوا كل ما جاء في التوراة والتلمود وبروتوكولات حكماء – لعناء- صهيون حرفياً وعلى مرأى ومسمع من العالم الحر والديمقراطي والذي ينادي بحقوق الإنسان، والسلام العالمي، وكل الدعوات لا تشمل هذه الدُّويلة اللقيطة لأنها خارجة عن كل المعاني والقيم الإنسانية.
يتبع..