فکر و تنمیة

ماذا لو تحققت الرفاهية الاجتماعية؟

 يولد الانسان ويكبر وهمه الاتيان بكل ما يجعله على مستوى جيد من الراحة والأمان النفسي والجسماني، وبهذا الاتجاه يبذل كل الجهود وبطرق شتى للظفر بما يرغب اليه، ومن ضمن الأمور التي يبحث عنها  هي الرفاهية الاجتماعية التي تعد مطلباً إنسانياً جامعاً لكل البشر من دون استثناء، فماهي الرفاهية الاجتماعية؟

 وماهي عوائدها على الانسان ان تتحقق؟

  • ما هي الرفاهية الاجتماعية؟

 تعرف الرفاهية الاجتماعية على: انها حالة يحظى فيها الأفراد والمجتمع بمستوى عالٍ من الراحة والسعادة والازدهار في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، وتتعلق الرفاهية الاجتماعية بتلبية الاحتياجات الأساسية والمتطلبات الحياتية للأفراد، بما في ذلك الحاجات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية.

الرفاهية الاجتماعية تنتج من تحقيق الحاجيات الأساسية والثانوية للإنسان والتي تحتل الحاجة الى الانتماء مرتبة مهمة فيها، فلو أراد الانسان ان يحظى برضا عن وضعه الاجتماعي عليه الانخراط في جماعة توفر له الأمن النفسي الذي يمنحه تقدماً نفسياً نوعياً وفي كافة مجالات الحياة، والنجاحات التي تتصدر العالم ماهي إلا نتائج طبيعية لمستوى رضا عالٍ تحقق لأصحاب هذه النجاحات.

  • التفسير العلمي:

السند العلمي للرفاه الاجتماعي هو (نظرية الرفاه الاجتماعي) التي تشير الى ان الرفاهية الاجتماعية يمكن ان تتحقق للإنسان اذا ما ركز  على الواجبات الاجتماعية التي يواجهها البالغون في حياتهم وكيف يوازن بينها وبين الحقوق المفروضة عليهم تجاه الجماعة التي ينتمي اليها الانسان.

⭐ الانسان المرفه اجتماعياً يكون اكثر انتاجاً وفي كافة المجالات التي يوظف فيها، وذلك يحدث بفعل الرغبة بالعمل لكونه يمتلك صحة نفسية

وتحدد النظرية خمسة مؤشرات تقيس مدى تحقق الرفاهية الاجتماعية وبالتالي  مواجهة الفرد للتحديات الاجتماعية والتنقل في واقعه الاجتماعي، وهذه المؤشرات هي: التكامل الاجتماعي وهو الشعور بأنك جزء من المجتمع بناءً على تقييم جودة تلك العلاقة، والمؤشر الثاني هو القبول الاجتماعي الذي  هو اعتراف بتفسير اجتماعي قائم على صفات إيجابية معينة لمجموعة معينة.

 ومن ثم يأتي مؤشر المساهمة الاجتماعية  التي هي تقييم القيمة الشخصية والمساهمة في المجتمع ثالثاً في ترتيب المؤشرات، اما المؤشر الرابع فهو الإدراك الاجتماعي إلى تقييمنا لإمكانات المجتمع وتطوره، وأخيراً يأتي دور التماسك الاجتماعي الذي يعطي اهتماماً بالمجتمع الذي يؤدي الى تنظيم المجتمع وتشغيله والمحافظة على جودته.

  • ماهي مردودات الرفاهية الاجتماعية:

تعود الرفاهية الاجتماعية على الفرد بعدة عائدات ايجابية منها:

1- ان الانسان المرفه اجتماعياً يكون اكثر انتاجاً وفي كافة المجالات التي يوظف فيها، وذلك يحدث بفعل الرغبة بالعمل لكونه يمتلك صحة نفسية، وبالتالي تنعكس على الصحة الجسدية التي بدونها لا يستطيع الانسان انجاز اية مهمة بسيطة كانت او معقدة، والعكس هو الصواب طبعاً، اذ ان الانسان غير المرفه يشعر بالحيف والظلم والقهر والحرمان وهذه العوامل من شأنها ان تقتل في الانسان حماسه ورغبته في الإنجاز.

2- ان الانسان المرفه اجتماعياً يعبر عن امتنانه للأشخاص الذين يقدمون خدمة له مهما كانت أهميتها، وذلك ينبع من شعوره العالي بالآخرين وتثمينه لما يُقدم له، على عكس أولئك الذين يقللون من اعمال الاخرين ويعتبرونها في بعض الأحيان واجبات، بينما هي اعمال ذات طابع انساني يهدف مقدمها ان يخدم أبناء جنسه على اعتبار ان على كل فرد في الجماعة حق ينبغي القيام به لخدمة جماعته.

⭐ الرفاهية الاجتماعية تنتج من تحقيق الحاجيات الأساسية والثانوية للإنسان والتي تحتل الحاجة الى الانتماء مرتبة مهمة فيها

3- من العوائد الايجابية للانسان حين يكون مرفه اجتماعياً اتصافه بالايجابية والعمل على اشاعتها كثقافة تعزّز من رصيد الصحة النفسية للمجتمع، وهو بذلك يعزز التفاؤل الاجتماعي ويقوّض مساحة السلبية التي غيبت ملامح الامل وبالتالي النزوع نحو الكثير من الاعمال غير الانسانية كالانتحار او غيرها من السلوكيات التي تنتج بفعل اصابة الانسان بالاحباط والتوتر والقلق.

4- ان الانسان المرفه اجتماعياً يكون صاحب علاقات متزنة وسليمة بعيداً عن المصالح وانتظار الفائدة، فهذه العلاقات قائمة على أساس ان الانسان يحتاج الى القرين للاكتمال لا للاستغلال، وسر تمكنه من التوسع في إقامة العلاقات منبثق من مرونته العالية وقدرته على التكيف مع الاخرين على اختلاف امزجتهم ومرجعياتهم الفكرية والاجتماعية، هذه هي ابرز الإيجابيات التي يتصف بها الانسان المرفه اجتماعياً لذا ندعو الى تحقيقها للجميع لكي يفيدوا من هذه العوائد.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا