لا يخفى ان القصة من الأجناس الأدبية التي لها كيانها الخاص و أنواعها المختلفة التي تقدم بها، وبطبيعة الحال ان لهذا الجنس لون خاص به يمكن تمييزه عن بقية الأجناس الأدبية الأخرى، أي بمعنى؛ أن له أسلوبه التقديمي الذي يجعل من مضامين الأحداث واضحاً لدى المتلقي وبطريقة مشوقه.
ومن اجل الاحاطة بهذا الأسلوب الفني الأدبي الخاص، يجعلنا ان نقف على مفهوم القصة التربوية وكيفية التدريس من خلالها، فضلا عن الفوائد التربوية لهذا اللون من الاجناس الأدبية، وكذلك خطوات استخدام الأسلوب القصصي.
- مفهوم القصة التربوية
القصة التربوية من أحب أجناس الأدب الى المتعلمين والأقرب الى نفوسهم، وهي وسيلة مهمه من وسائل التعليم والتعلّم الناجحة، وهذا الأسلوب يُحبه الصغار والكبار، كما ان استعمال القصة الهادفة لتوجيه المتعلمين له أثراً قوياً في تفكيرهم، وكثير ما تأتي القصة التربوية في مصاف أساليب الجذب، والاستمتاع، والتسلية، والاستثارة في أوساط المجتمع عموما.
إنها فن أدبي، و إنساني، تتخذ النثر أسلوبا لها، و تدور حول أحداث معينة يقوم بها أشخاص معينين في زمان ما ومكان ما في بناء فني متكامل هادف الى بناء الشخصية المتكاملة
⭐ من فوائد التدريس القصصي أنها تحلّ عقدة لسان المتعلم، وتدربه على إجادة الإلقاء والتعبير، وتزيد من ثروته اللغوية، وتبعث فيه الميل الى القراءة وحب المطالعة
وأيضا عرفت القصة التربوية على أنها أسلوب تعليمي شائق وممتع يساعد المتعلمين على تنمية القيم بشكل أعمق و أوسع من خلال التأثير في السلوك والوجدان.
⭐ يُعد تقديم القصة شكلا من الأشكال التي يمكن أن تُتخذ وسيلة رئيسية للتدريس، وذلك لان التدريس بالقصة يقوي الاتصال بالمتلقي، فتنمو لديه مهارة الاستماع، و يمنح الطالب القيم والأخلاقيات
- أنواع القصة التربوية
للقصة التربوية أنواعاً متعددة، وهي إما من حيث الطول والحجم فهي تتمثل بالرواية والقصة المتوسطة والقصة القصيرة والأقصوصة والحكاية، وإما من حيث الشكل فتتمثل بالقصة الشعرية والملاحم الشعرية والمقامة القصصية والقصة النثرية، وإما من حيث المضمون، فمنها القصص الدينية، والقصص التاريخية، وقصص المغامرات وقصص الحيوانات.
- فوائد التدريس من خلال القصة التربوية
يعد تقديم القصة شكلا من الأشكال التي يمكن أن تُتخذ وسيلة رئيسية للتدريس، وذلك لان التدريس بالقصة يقوي الاتصال بالمتلقي، فتنمو لديه مهارة الاستماع، و يمنح الطالب القيم والأخلاقيات، ومن ذلك يمكن أن نجمل مجموعة من الفوائد تتلخص فيما يلي:
1- تحلّ القصة عقدة لسان المتعلم، وتدربه على إجادة الإلقاء والتعبير، وتزيد من ثروته اللغوية، وتبعث فيه الميل الى القراءة وحب المطالعة.
2- تعوده على حسن الإنصات والاستماع، وتمده بما يثري خبراته في الحياة.
3- تبعث في المتعلم القدرة على القول الجيد، وصحة التعبير وعلى ضبط التفكير.
4- تساعد المتعلم على غرس القيم الكريمة في نفسه، وبث الأخلاق الفاضلة لديه والعواطف النبيلة.
5- تربية المتعلم على الذوق الجمالي، ليرتقي بأحاسيسه، ويسمو بوجدانه.
تنمية خيال المتعلم وأثارته.
6- للقصة أثر بالغ في تنمية الجوانب النفسية الإيجابية عند الأطفال؛ لما فيها من غزارة الحوار والتأمل في النفس والقدوة الحسنة، فالأسلوب القصصي هو أفضل وسيلة نقدم عن طريقها ما نريد تقديمه للأطفال بقيم دينية وأخلاقية وتوجيهات سلوكية أو اجتماعية.
فالأهمية التعليمية للأسلوب القصصي يمكن عدّه من ضمن الكفايات التدريسية التي يجب ان يكمل بها المعلم شخصيته المهنية كونه أسلوب من الأساليب التي تتناسب مع كافة المراحل الدراسية، والذي لا يحتاج معه مكملات مادية وتقنية تشكل جهدا اقتصاديا في البيئة الصفية، فضلا عن ذلك يعد أسلوبا يتماشى مع معظم المواد الدراسية المختلفة، وبذلك يمكن للمعلم تقديم المعلومات المختلفة من خلال هذا الأسلوب الشيّق، أو تحويلها الى نصّ قصصي وتقديمها الى المتعلمين، وهذا ما نحتاج معه الى إعداد ورش تدريبية مكثفة لتدريب المعلمين على كيفية بناء نصّ قصصي تعليمي من خلال توظيف تقنيات بناء القصة وطريقة تكوينها.
المصادر
1- الدوسري، مترك بن مطحس، فاعلية الأسلوب القصصي في تدريس مقرر الحديث على تنمية القيم الأخلاقية الفردية لدى طلاب الصف الأول المتوسط بمحافظة وادي الدواسر، مجلة البحث العلمي في التربية ، جامعة محمد بن سعود الإسلامية، العدد الثامن عشر، 2017.
2- الشيخ، محمد عبد الرؤوف، أدب الأطفال وبناء الشخصية منظور تربوي إسلامي، دار القلم، ط2، 2004
3- الندوي، معراج ، القصة وتأثيرها على نفوس الأطفال، مقال منشور على موقع almothaqaf.com، في 06/09/2019.